علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

معاً للأبد... طبيعة حياة الزوجين تستمرّ حتى وإن توفي أحدهما!

استمع على ساوندكلاود 🎧

عندما يتوفى أحد الزوجين فإنّ خصالَه و عاداتَه الحياتية تستمر في تأثيرها على حياة الشريك الذي مازال على قيد الحياة نفسياً وصحياً، و ذلك تبعاً لبحثٍ جديد نُشر في جريدة (Science Psychological) التابعة لجمعية العلم النفسي (Association for Psychological Science).

وأشارت نتائج هذا البحث أيضاً إلى أنّ هذا التأثير والترابط بين الزوج المتوفي و الآخر الحي يُعادل في قوته العلاقة بين زوجين لا زال كليهما على قيد الحياة.

حيث قال "Kyle Bourassa" الباحث الرئيسي في الدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة أريزونا: " يستمرُّ تأثيرُ من نهتم لأمرهم في حياتنا حتى وإن رحلوا عن هذه الحياة." ثمّ أردف قائلاً: "وجدنا ارتباطاً وثيقاً بين طبيعة وأسلوب حياة الشخص وطبيعة وأسلوب الحياة السابقة لشريكه المتوفى كما مع شخصٍ يراه و يتعامل معه يومياً."

وقد وجد Bourassa و زملاؤه في بحثٍ سابق دليلاً على هذا التّرابط في طبيعة حياة كلٍّ من الشريكين، مكتشفين بذلك أن الوظيفةَ الإدراكية والصحية للشخص لا تؤثر فقط على صحته وسعادته وإنّما على صحة وسعادة شريكه.

إلا أنّ Bourassa و زملاءَه تساءلوا فيما إذا كان هذا التكافل قد يستمر بعد وفاة أحد الشريكين فعمدوا إلى دراسة نموذجية SHARE كمشروع بحثٍ راهن يضمّ ما يتجاوز 80 ألفَ مشاركٍ مسنٍّ من 18 دولة أوروبية، حيث قاموا باختبار بيانات (546) زوجاً ممن توفي أحدهما خلال فترة الدراسة وبيانات (2566) زوجاً ممن بقي كلاهما على قيد الحياة...

وكما هو متوقع، وجد الباحثون أن أسلوبَ حياة الشريكين في بداية البحت تنبّأ بأسلوبها لاحقًا، وقدّمت النتائج الدليل على التكافل والترابط بين الشريكين، حيث ارتبط أسلوب حياة المشارك في بداية الدراسة بأسلوب حياة شريكه لاحقاً.

وتفاجأ الباحثون عندما لم يجدوا أيَّ تغييرٍ في قوة هذا التبادل والترابط في أسلوب حياة الشريكين عندما قارنوا الأزواج الأرامل مع الأزواج الذين بقي كلاهما على قيد الحياة. والمثير للاهتمام هو أنّ نتائج المجموعة الأولى جاءت نسخة طبق الأصل عن نتائج المجموعة الثانية و قد رسّخت المجموعة المستقلة في دراسة SHARE ثقة الباحثين بالنتائج.

و قال Bourassa شارحاً ذلك: "يبقى أحبابُنا معنا حتى عندما نفقدهم ولو جزئياً."

وعلى الرغم من أنّ الدراسة لم تتطرّق إلى آلية هذا الترابط والتكافل بين الشريكين إلا أنّ Bourassa وزملاءه افترضوا أنّ التفاعلَ المستمرَّ بين الشريكين هو العامل المُحتَمل لهذا التزامن عندما كان الطرف الآخر حيّاً.

ويأمل الباحثون في إجراء بحثٍ تجريبي في المستقبل لاختبار الآليات المحتملة لحدوث هذا الترابط. حيث قال Bourassa : " ما نريد معرفته هو: هل التفكير في شريكنا فقط كافٍ لخلق هذا الترابط والتكافل؟ وإن كان كذلك، كيف لنا أن نستخدم هذه المعلومة لنساعد من فقدوا شركاءهم على تخطّي ذلك بشكل أفضل؟".

المصادر:

هنا