الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

دور الغذاء في التئام الجروح

استمع على ساوندكلاود 🎧

عادةً ما يحدث شفاء الجروح عند الأشخاص الأصحّاء بسرعةٍ وسلاسة، خاصةً إذا ما تمّ الاعتناء بنظافة الجرح وحمايته من الالتهاب، ولكنّ بعض أنواع الجروح تتطلب عنايةً خاصةً أو حتى تدخلاً طبياً، مثل قرحة الاستلقاء (والتي تُعرف أيضاً بقرحة الضغط، أو قرحة السرير) وهي نوعٌ من التقرحات التي يعاني منها طَريحو الفراش والتي تصيبُ مناطق معينةً من الجسم تكون فيها العظامُ قريبةً من الجلد، مثل الظهر، والكاحلين، والكعبين، والمرفقين، والوركين.

تستطيع الجروحُ – حتى وإن كانت صغيرة – أن تُغيّر آليةَ استقلاب المغذّيات في الجسم، حيث يتم إفراز هرمونات الضغط خلال عملية الشفاء، كما يتم توجيه جميع المغذّيات الإضافية من كربوهيدراتٍ ودهونٍ وبروتيناتٍ ومضاداتِ أكسدة لتُشارك في عملية التئام الجرح وخلق الأنسجة الجديدة. بمعنى آخر، تصبح عمليةُ الاستقلاب أسرع خلال هذه الفترة، والتي تُعرف بمرحلة الهدم Catabolic Phase.

فإذا ما طالت هذه المرحلةُ، يصاب الشخص بعوز البروتينات والطاقة Protein Energy Malnutrition "PEM" لتبدأ هنا حلقةٌ مفرغة، يرسل فيها الجسمُ كمياتٍ إضافيةً من البروتينات لتُشارك بعملية الالتئام، في حين لا تصل كمية البروتين اللازمة إلى أعضاء وأجهزة الجسم الأخرى، مما يُسبّب انخفاضاً في الكتلة العضلية وبطئاً في شفاء الجرح.

تلعب التغذيةُ الجيّدةُ اًدور هاماً وأساسياً في عملية شفاء الجروح ومدى قوة النسيج الجديد المتكوِّن، وفترة التئام الجرح وحمايته من الالتهابات المحتملة، وقد تؤدي التغذية السيئة إلى تحوّل الجرحِ العادي إلى جرحٍ دائمٍ ومُعندٍ. وفيما يلي سردٌ لمجموعات الأطعمة التي تلعب دوراً هاماً في عملية التئام الجروح:

البروتينات:

يعتبرُ البروتين من أهم العناصر الغذائية اللازمة لعملية التئامِ الجروح، حيث يلعب دوراً أساسياً في بناء الأنسجة الجديدة. كما يجب أن يتوخى المصاب احذر ويحرص على الحصول على كمياتٍ كافيةٍ من الطاقة عن طريق الكربوهيدرات والدهون كي يتمكن الجسم من استخدام البروتين الوارد عن طريق الغذاء في التئام الجروح ولا يضطر إلى الاعتماد عليه كمصدر للطاقة نتيجة شحّ المصادر الأخرى. يُنصح بتناول 20-30 غرامٍ من البروتين في الوجبات الرئيسية و10–15 غرامٍ في الوجبات الخفيفة. ويبيّن الجدول التالي محتوى بعض الأطعمة من البروتين:

الدهون:

تلعب الحموض الدهنية دوراً هاماً في عملية بناء أغشية الخلايا، لذلك يجب تناول الأطعمة الحاوية على الدهون المفيدة مثل الزيوت النباتية، واللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان.

الكربوهيدرات:

من الضروري أن يتم تناول كمياتٍ كافيةٍ من الكربوهيدرات لمنع استخدام البروتين والمغذيات الأخرى كمصدر للطاقة من قِبل الجسم. ويُنصح أن تتضمّنَ الحميةُ اليوميةُ كمياتٍ من الحبوب، والأرز، والخبز، والمعكرونة.

فيتامين C:

وهو أحد أهم مضادات الأكسدة التي تساهم في التئام الجروح، حيث يساعد في تكوين الكولاجين في الجلد والأوعية الدموية، وبالتالي تقوية الأنسجة الجديدة، كما يلعب دوراً هاماً في امتصاص الحديد. يُنصح بتناول 200 ملغ من فيتامين C يومياً، حيث يمكن الحصول عليه من المصادر الغنية به كالفواكه الحامضية، والخضار الورقية الخضراء، والفريز، والبندورة، والفلفل الأخضر.

فيتامين A:

يُعتبر إلى جانب سابِقه من مضادات الأكسدة الهامة التي يحتاجها الجسم بكميات إضافية للمساعدة في عملية التئام الجروح، حيث يعمل على مقاومة الالتهاب والسيطرة على ردّات الفعل الالتهابية، ولكن يجب أن تتم مراقبة المدخول منه حيث يعتبر سامّاً عند تناوله بجرعاتٍ كبيرة. ويذكر من المصادر الغنية به الخضار وخاصةً ذات اللون الأخضر الداكن، والفواكه ذات اللون البرتقالي، والأحمر، والسمك، والبيض.

الزنك:

يعتبر من المعادن الهامة التي تُشارك في عملية تركيب البروتين والكولاجين، ويُنصح بتناول 15-50 ملغ منه يومياً، ويمكن الحصول على كميات جيدةٍ منه عن طريق الأسماك واللحوم الحمراء.

الماء والسوائل:

يجب الحرص على شربِ كميةٍ كافيةٍ من الماء والسوائل للمحافظة على سير الدورة الدموية والمساعدة في عملية إزالة السموم.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري فإنهم معرضّون أكثر للإصابة بقرحة القدم (أو القدم السكرية) والتي تتطلبُ عنايةً فائقةً وتحتاج أسابيعَ أو حتى أشهراً للشفاء، لذلك يجب الالتزام باتباع حميةٍ مناسبةٍ إلى جانب مراقبةِ مستوى سكر الدم بانتظامٍ بغيةَ تسريع عملية الشفاء والوقاية من الالتهابات.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا