الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

سلسلة العناصر المعدنية- البوتاسيوم Potassium (Kalium)

ماهو البوتاسيوم؟

البوتاسيوم هو أحد العناصر المعدنية الكبرى Macrominerals السبعة (أي التي يحتاجها الجسم بكميات أكبر من 100 ملغ/يوم) وتشمل الكالسيوم، والمغنيزيوم، والفوسفور، والصوديوم، والكلوريد، والكبريت. ويعتبر البوتاسيوم من الشوارد الضرورية للحفاظ على التوازن المائي والشاردي في خلايا الجسم، ويساهم في انقباض العضلات، والمحافظة على ضغط دم طبيعي عن طريق التخفيف من أثر الصوديوم الضار. كما يمكن للبوتاسيوم أن يقلل من خطر حصى الكلى وخسارة الكثافة العظمية مع التقدم بالعمر.

تتغير مستويات البوتاسيوم عكسياً مع مستويات الصوديوم وذلك ضروري للمحافظة على الأداء الصحيح للعضلات، وخاصة عضلة القلب. فعندما يرتفع مستوى الصوديوم، ينحفض مستوى البوتاسيوم، والعكس صحيح. يذكر أن مستوى البوتاسيوم يتأثر بهرمون الألدوستيرون Aldosterone الذي تفرزه الغدة الكظرية Adrenal glands.

وظائف البوتاسيوم وفوائده:

تشمل الوظيفة الرئيسية للبوتاسيوم بناء العضلات، والنمو، واصطناع البروتينات، والتحكم بالنشاط الكهربائي لعضلة القلب والخلايا العصبية مع المحافظة على التوازن الحامضي-القاعدي. ويعتبر البوتاسيوم ضرورياً للمحافظة على كل من الحجم الكلي لسوائل الجسم، والتوازن الشاردي، والأداء الطبيعي للخلايا، واستقلاب الكربوهيدرات. وفيما يلي أهم وظائف البوتاسيوم في الجسم:

- ضغط الدم وصحة القلب:

لا بدّ من التأكيد على أن البوتاسيوم ليس علاجاً لأمراض القلب، ولا يقي من الإصابة بها. إلا أن الحصول على كمية كافية من البوتاسيوم يساعد القلب، خاصةً وأن التراكيز المنخفضة من البوتاسيوم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وبعض الأمراض القلبية الوعائية. يعلم العديد من الأشخاص أن انخفاض مدخولهم من الصوديوم (والذي يدخل جسمنا أساساً عبر ملح الطعام) ضروري جداً لخفض ضغط الدم، ولكن أغلبهم لا يعلمون أن ارتفاع البوتاسيوم لا يقل أهمية عن ذلك، فزيادة البوتاسيوم المترافقة بانخفاض الصوديوم تعتبر أهم تغيير يمكن للمرء إجراؤه على حميته الغذائية للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

- المحافظة على العظام والعضلات:

تؤدي الأغذية مرتفعة البوتاسيوم إلى خلق وسط قلوي في الجسم قادر على معاكسة الحمّاض Acidosis. وينتج الحماض عن تناول بعض أنواع الطعام خاصة تلك الشائعة في الحميات الغربية كاللحوم والحبوب المصنّعة والتي تؤدي إلى طرح النتروجين، وانخفاض الكثافة المعدنية للعظام، وخسارة الكتلة العضلية.

- الكوليسترول:

لا توجد علاقة مباشرة تربط بين الكوليسترول والبوتاسيوم، إلا أن العديد من الحميات الغذائية التي تساعد على تخفيض الكوليسترول غالباً ما تكون مرتفعة البوتاسيوم بنفس الوقت. وعليه فإن حصولك على ما يكفي من البوتاسيوم عبر حميتك الغذائية، يعني بالضرورة ارتفاع مدخولك من الخضار والفاكهة، والتي تتميز بانخفاض محتواها من الدهون المشبعة والكوليسترول مما يساعد في انخفاض مستويات الكوليسترول ويقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية.

المصادر الغذائية:

يتواجد البوتاسيوم في طيف واسع من الأغذية، وخاصة الفاكهة والخضار والتي تشمل الخضار الورقية، والطماطم، والخيار، والكوسا، والباذنجان، واليقطين (القرع الشتوي) والخضار الجذرية كالبطاطا والجزر، والفاصولياء، ومنتجات الألبان، واللحوم، والدجاج، والأسماك، والمكسرات. أي أن الحصول على البوتاسيوم من خلال حميتنا الغذائية أمر شديد السهولة.

لكن، لا بد من التأكيد على أن طريقة الطبخ تؤثر بشدّة على محتوى المادة الغذائية منه، فالبوتاسيوم سريع الذوبان في الماء ويفقد بسهولة أثناء عمليات الغلي. كذلك فإن الحمية الغنية بالأغذية المصنّعة ستكون على الأرجح منخفضة المحتوى من البوتاسيوم وغنية في نفس الوقت بالصوديوم، وبالتالي ستزداد حاجة الجسم لكمية أكبر من البوتاسيوم كي يتمكن من عكس التأثير السلبي للصوديوم على ضغط الدم.

للتغلب على ذلك، ينصح باتباع قاعدة بسيطة، وهي الحصول على كميات من الخضار والفاكهة مع جميع الوجبات. وفيما يلي توضيح لمحتوى بعض المواد الغذائية من البوتاسيوم مرتبة من الأعلى إلى الأدنى:

الاحتياجات اليومية من البوتاسيوم:

ينصح كل شخص بالغ باستهلاك ما لا يقل عن 4700 ملغ من البوتاسيوم يومياً، وهو حوالي ضعف الكمية التي يحصل عليها الفرد في الواقع. ويعتبر تفادي هذا النقص أمراً ضرورياً جداً لأن ارتفاع مدخول البوتاسيوم ضمن الحد المطلوب يرتبط بانخفاض قدره 20% في مجمل الوفيات، إضافةً إلى خفض خطر السكتات، وخفض ضغط الدم، والحماية من خسارة الكتلة العضلية، والحفاظ على الكثافة المعدنية للعظام والتقليل من تشكل حصى الكلى. وفيما يلي الاحتياجات اليومي من البوتاسيوم بحسب الفئات العمرية المختلفة:

لا يوجد حد أقصى محدد لاستهلاك البوتاسيوم، إلا أن الجرعات المرتفعة جداً قد تكون مميتة، وتعتبر غير آمنة خلال الحمل والإرضاع بشكل خاص.

مستويات البوتاسيوم في الدم:

تشكل المستويات المنخفضة أو المرتفعة على حد سواء حالة صحية جادة تتطلب الاهتمام السريع. حيث يمكن للمستويات غير الطبيعية للبوتاسيوم أن تسبب تقلصات عضلية أو وهن، وغثيان، وإسهال، وتبول متكرر، وتجفاف، وانخفاض في ضغط الدم، وارتباك، وشلل، وتغير في نبضات القلب.

أولاً - ارتفاع البوتاسيوم في الدم Hyperkalemia:

يشير هذا المصطلح الطبي إلى ارتفاع البوتاسيوم في الدم لأعلى من الحدود الطبيعية والتي تبلغ 3.6 إلى 5.2 ميللي مول/ليتر، ويمكن أن يكون ارتفاع البوتاسيوم إلى 7.0 مللي مول/ليتر خطيراً ويتطلب علاجاً فورياً.

في الحالة الطبيعية، وعندما لا يعاني الفرد من أمراض في الكلى، فإنها ستقوم بطرح الكميات الفائضة من البوتاسيوم وتخلص الجسم منه. أما في حال الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في وظائف الكلى، يتراكم البوتاسيوم الفائض في الدم وقد يؤدي ذلك إلى الموت.

وقد أشير سابقاً إلى بعض حالات التسممات القليلة المتعلقة باستهلاك مرتفع جداً من مكملات البوتاسيوم، علماً أن هذه الحالة لا تشاهد عند الحصول على البوتاسيوم من المصادر الغذائية فقط. كما لابد من التنويه إلى أن ارتفاع البوتاسيوم في الدم قد يكون ناتجاً عن بعض الأمراض مثل فشل الغدة الكظرية (داء أديسون Addison’s disease)، وحالات الحروق الشديدة، والسكري من النمط الأول.

ثانياً – انخفاض مستوى البوتاسيوم (عوز البوتاسيوم) Hypokalemia:

يوجد البوتاسيوم في العديد من الأغذية، وبالتالي فإن حمية غذائية متوازنة ستقدم ما يكفي من احتياج الجسم. إلا أن الجسم، وعند انخفاض مستويات البوتاسيوم فيه بشكل كبير، سيستغرق بعض الوقت حتى يتنبّه لهذا الانخفاض ويعمل على منع إطراحه عبر الكليتين، وحتى ذلك الوقت ستستمر الكليتان بعملهما في طرح البوتاسيوم مما يؤدي إلى انخفاض أكثر حدّة في مستوياته في الجسم، الأمر الذي قد يعود على الجسم بآثار خطيرةً بالفعل. تعرف هذه الحالة باسم Hypokalemia وتشير إلى انخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم لأقل من الحدود الطبيعية. ويمكن للمستويات شديدة الانخفاض (بحدود 2.5 مللي مول/ليتر) أن تهدد الحياة وقد تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

يحدث عوز البوتاسيوم بشكل عام لدى الأشخاص الذين يستخدمون بعض المدرّات البولية وبعض أنواع حبوب منع الحمل. كما يمكن أن تشاهد حالة عوز البوتاسيوم لدى الرياضيين، ومن يقومون بأعمال مجهدة من الناحية الفيزيائية، أو الذين يعانون من عوز حمض الفوليك، أو الذين يعانون من بعض الأمراض التي تؤثر على الامتصاص في الجهاز الهضمي كداء كرون Crohn’s disease، أو مرضى اضطرابات تناول الطعام. يضاف إلى ذلك الأفراد المدخنون، ومدمنو الكحول والمخدرات.

مكملات البوتاسيوم:

تتوافر مكملات البوتاسيوم في الأسواق، إلا أنه من المفضّل الحصول على الفيتامينات والمعادن عبر الغذاء، فالتآزر الذي يحدث بين الفيتامينات والعناصر المعدنية المختلفة ضمن الغذاء هو ما يجعل الحصول عليها عن طريق الحمية الغذائية أفضل من شكلها المنفرد عبر المكملات. ولا بد من التركيز على الحصول على ما يكفي من البوتاسيوم عبر الغذاء وفقاً لما ذكر سابقاً من محتوى المواد المختلفة منه، ومن ثم الاستعانة بالمكملات لتدعيم النقص الحاصل، إن وجد. ولا بد من الانتباه إلى ضرورة تناول الكثير من السوائل (ماء أو عصير) مع مكملات البوتاسيوم.

البوتاسيوم والتداخلات الدوائية:

أولاً – الأدوية التي ترفع من مستويات البوتاسيوم، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بارتفاع البوتاسيوم في الدم hyperkalemia:

1. مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين Angiotensin Converting Enzyme (ACE) inhibitors: وتتضمن Benazepril، وCaptopril، وEnalapril، وFosinopril، وLisinopril، وMoeexipril، وPerdinodopril، وQuinapril، وRamipril، وTrandolapril.

2. كابحات مستقبلات الأنجيوتنسين Angiotensin Receptor Blockers.

3. المدرات البولية الحافظة للبوتاسيوم: وتتضمن Amiloride، وTriamterene، وSpironolactone.

4. Indomethacin

5. مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs، علماً أن تأثيرها يزداد في حال ضعف وظائف الكلى.

6. Heparin وهو أحد المميعات الدموية.

7. الأدوية الخافضة للضغط من نوع Beta-blockers وتتضمن Atenolol، وMetoprolol، وPropranolol.

8. ويمكن لبعض أنواع علاجات السرطان أن ترفع من مستويات البوتاسيوم في الدم.

ويتم علاج ارتفاع البوتاسيوم بشكل رئيسي بالابتعاد عن الأغذية الغنية به.

ثانياً – الأدوية التي تخفّض من مستويات البوتاسيوم:

1. تسبب بعض المدرات البولية المستخدمة في حالات القصور القلبي انخفاضاً في مستوى البوتاسيوم عبر خسارته مع البول، وتتضمن Hydrochlorothiazide، وChlorothiazide، وIndapamide، وMetolzaone، وFurosemide، وBumetanide، وTorsemide، وEthacrynic acid.

2. الستيروئيدات القشرية Corticosteroids.

3. بعض مضادات الفطور مثل Amphotericin B و Fluconazole.

4. مضادات الحموضة.

5. الإنسولين Insulin.

6. Fluconazole المستخدم لعلاج الإنتانات الفطرية.

7. Theophylline وهو موسع قصبي.

8. المسهلات Laxatives.

ويؤدي انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم إلى زيادة التأثير السمي لدواء الديجوكسين Digoxin المستخدم في علاج اضطراب نطم القلب والقصور القلبي.

ويتم علاج انخفاض مستوى البوتاسيوم بتناول أحد المكملات، أو تناول المزيد من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا

6. هنا

7. هنا

8. هنا

9. هنا

10. هنا

11. هنا

12. هنا

13. هنا

14. هنا