الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

داء المبيضات Candidiasis

استمع على ساوندكلاود 🎧

تُعدّ المبيضّات وخاصةً "المبيضّات البيض" من أهم الفطور التي تصيب جسم الإنسان. تعرّف عليها وعلى أماكن تعايشها وطريقة التخلص منها في المقال التالي:

---------------

داء المبيضّات هو إصابةٌ فطرية بفطور المبيضّات التي يمكن أن تصيب الجلد والمناطق التناسلية والحنجرة والدم والفم.

سببها النمو الزائد لنوع من الخمائر يدعى المبيضّات، عادةً ما تكون خمائر "المبيضات البيض" هي سبب الإصابة.

توجد هذه الخمائر في جسم الإنسان بكميات قليلة حيث تكون متعايشةً معه في تجويف الفم والسبيل الهضمي والجهاز التكاثري الأنثوي وأحياناً الجلد، لذلك غالباً ما تكون الإصابة داخلية.

هنالك بعض الأدوية أو الأمراض التي تحفز الإصابة بهذه الفطور وتدفعها للنمو، و تختار الفطور المناطق الدافئة الرطبة مما يسبّب الشعور بعدم الراحة وأحياناً تحمل خطورة الإصابة الجهازية.

توجد أنواعٌ عدة من إصابات المبيضّات والتي تختلف بحسب موقعها:

- قد تحدث الإصابة في تجويف الفم أو في الحلق فندعوها بالسلاق المعروف عند الأطفال بأبقراط، وقد تحصل الإصابة في المنطقة التناسلية عند الرجل أو المرأة، أو تحصل الإصابة في الجلد عند الأطفال في المناطق السفلية من الجسم، وقد تدخل المبيضات إلى مجرى الدم وتنتشر عبره.

سنتناول الآن بعض الآفات التي تسببها المبيضات في تجويف الفم ومنها:

- السلاق: يعرف السلاق لدى الأطفال الرضّع بأبقراط، كما أنه قد يصيب البالغين. أُطلق عليه في القرن التاسع عشر اسم "داء المرضى" أو ما يقصد به "المرض الناجم عن مرض" وهذا ما ثبت بشكلٍ متكرر لاحقاً بسبب تكرار وتزامن حدوثه مع مرض عوز المناعة المكتسب أو الإيدز (HIV) ، حيث يصاب التجويف الفموي بتصمغات تليها تقرحات شديدة، ومن الضروري مراجعة الطبيب في حال الإصابة بالسلاق بسبب خطورة انتقال المبيضات البيض إلى المجرى الدموي وبالتالي تصبح الخطورة عالية. بشكل عام سوف يعالجك الطبيب باستخدام المضادات الفطرية لقتل هذه الخمائر، وقد تصبح الحالة مستعصية ويصعب معها العلاج فتصبح الإصابة مهددة للحياة وهنا قد يُعطى المريض مضادّاً فطرياً وريدياً.

- التهاب الفم الزاوي: يعد تسرّب اللعاب عند المصاب بداء المبيضات إلى زوايا الفم السبب النموذجي لالتهاب الفم الزاوي.

- التهاب الفم المسبَّب بالأجهزة التعويضية: تُعيق الأجهزة التعويضية العلوية (جهاز متحرك يستعاض به عن الأسنان الطبيعية) الدور المناعي للعاب بسبب إحكام إطباقها على الحنك، فتحدث الإصابة وخاصة عند الفئة المدخنة.

أما عن الإصابة في المناطق التناسلية عند الإناث والذكور:

- الإصابة في المنطقة المهبلية عند الإناث تسبب حكة شديدة واحمرار وألم شديدين، تسبب أيضاً الإصابة في هذه المنطقة خروج مفرزات لزجة سميكة تشبه الحليب الفارط بالإضافة إلى أن ممارسة الجنس تصبح مؤلمةً وغيرَ مريحة.

- عند الذكور تسبب الإصابة احمراراً في جلد القضيب يترافق مع حكّة أو حرقة في رأس القضيب.

ومن الضروري معالجة هذه الإصابات في هذه المناطق تحديداً نظراً لإمكانية انتقالها إلى الشريك أو تلقي العدوى منه في حال وجود ضعف مناعي أو إحدى متلازمات عوز المناعة.

العلاج:

يتوفر العديد من العلاجات المناسبة للإصابات الفطرية والتي يمكن استخدامها عند الرجال أو النساء، حيث يأتي الدواء بشكل كريم أو بويضات مهبلية. ولم يجد الباحثون أية فروق بين هذين الشكلين الدوائيين.

لدى حدوث الإصابة للمرة الأولى أو إذا كانت غير ناكسة باستمرار فمن الممكن أن يصف الطبيب جرعة وحيدة من (fluconazole) بشكل مضغوطات فموية بعيار 150 ملغ.

احرص دوماً على زيارة الطبيب لكي يشخص الإصابة، ولا تأخذ الدواء بنفسك دون استشارة الطبيب.

في حال عدم معالجة هذه الإصابة أو نكسها فمن الممكن تناول مضاد فطري يومياً لمدة 10 إلى 14 يوماً. ثم مرة أسبوعياً لمدة 6 أشهر. أو حمض البوريك على شكل بويضات مهبلية لمدة أسبوعين.

حالات أخرى قد تسببها المبيّضات البيض:

- الطفح الجلدي الناتج عن الحفّاض:

بعض الطفوح الناتجة عن الحفاض وليس جميعها تكون ناتجة عن المبيضات البيض. الأطفال المصابون بطفح جلدي ناتج عن المبيضات البيض قد يعانون من بقع حمراء داكنة خاصة في مناطق طيات الحفاض.

- الإصابة الغازية بالمبيضات البيض:

قد تصل خمائر المبيضات إلى المجرى الدموي وعندها تنتشر في أماكن و أعضاء مختلفة من الجسم. تحصل هذه الإصابة عند وجود حالة من الضعف أو العوز المناعي وتصبح حينها غير قابلة للعلاج، أو قد تحصل عند حدوث التماس مع تجهيزات أو أدوات طبية ملوثة بخمائر المبيضات.

تتفاوت أعراض هذه الإصابة بحسب العضو المصاب، ولكن الأعراض العامة هي الحمى و العرواءات التي تستمر حتى بعد أخذ الصادات الحيوية.

تُعدُّ الإصابة الفطرية انتهازية، حيث أنها لا تسبب أية مشاكل للفرد السليم ولكنها تستغل الضعف المناعي الذي يحصل عند مرضى السرطان المعالجين كيميائياً أو شعاعياً، أو عند مرضى عوز المناعة المكتسب أو مرضى زرع الأعضاء المكبوتين مناعياً. من المرجح أن تحدث الإصابة بخمائر المبيضات أيضاً بعد إجراء القثطرة أو تالية للخضوع لجراحة حديثاً.

كما يتعرض الرضع منخفضو وزن الولادة لهذا النوع من الإصابة غالباً.

الإصابة الغازية أو الجهازية بالمبيضات البيض حالة جدية وتستدعي العلاج النوعي الذي يكون بالمضادات الفطرية الفموية أو الوريدية

المصادر:

1/ ESSENTIAL MICROBIOLOGY for DENTISTRY، Lakshman Samaranayake، 2002

2/ -CAWSON'S ESSENTIALS OF ORAL PATHOLOGY، R. A. Cawson، E. W. Odell. 2008

3/ هنا

4/هنا

5/هنا

6/ هنا

7/ هنا

8/ هنا