البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية

فيروس HIV... والخطوة الأولى لإزالته من جينوم الخلية المناعية البشرية| ربما اقتربنا من إيجاد العلاج النهائي لمرض الأيدز!

استمع على ساوندكلاود 🎧

استخدم العلماء طريقة التعديل الجيني التي أصبحت معروفةً اليوم CRISPR/Cas9 ليثبتوا إمكانية إخراج DNA فيروس عوز المناعة البشري من قلب الخلية المناعية البشرية التي تصاب به (خصوصاً الخلايا التائية المساعدة)؛ وبالتالي، لم تعد حماية الخلايا غير المعدَّلة (المعالجة) من عودة الانتان حلماً بعيد المنال. وقد نُشرت نتائج بحثهم في مجلة Scientific Reports.

إن كنتَ لم تسمع بتقنية CRISPR/Cas9 للتعديل الجيني من قبل، فاستعد لسماع الكثير عنها هذا العام، فهي على وشك إطلاق ثورة في آلية تقصي وعلاج الأسباب الجذرية للأمراض الجينية. إذ أنها تسمح للعلماء بتضييق العمل على جين محدد، والقيام بقص ولصق أجزاء من الـDNA لتغيير الوظيفة المنشودة منه.

هذا وقد حصل الباحثون في بريطانيا على موافقة لاستخدام تقنية CRISPR/Cas9 على أجنة البشر، مما قد يمكنهم من إيجاد طريقة لزيادة معدلات نجاح التخصيب بالأنابيب، والتقليل من الاجهاضات، كما أنها التقنية التي استخدمها علماء صينين عام 2015 لتعديل جنس الأجنة.

بدأ العلماء في وقت سابق هذا العام باستخدام الـCRISPR/Cas9 و بنجاح لمعالجة مرض جيني هو ضمور العضلات لـ Duchenne، وحدث ذلك لأول مرة عند ثدييات حية، في حين يظهر هذا البحث إمكانية حقيقية لاستخدام التقنية كعلاج محتمل للإيدز في المستقبل.

فقد نجح الباحثون من جامعة Temple في استئصال الـDNA الخاص بفيروس HIV-1 من جينوم الخلايا التائية في مستعمرات خلايا بشرية بالمخبر باستخدام هذه التقنية؛ وعندما عرّضت هذه الخلايا لاحقاً للفيروس، كانت قد أصبحت محمية من التعرض للعدوى مجدداً.

وتعمل هذه التقنية عن طريق توجيه بروتينات "شبيهة بالمقصات" نحو أجزاء محددة من الDNA ضمن خلية ما، و من ثم تحفيز هذه الأجزاء على التغير أو تعديلها بطريقة ما. يحمل CRISPR تسلسلاً محدداً متكرراً من الـDNA مأخوذاً من بدائيات النوى -و هي الكائنات وحيدة الخلية كالبكتيريا- وهذا الجزء يستطيع الارتباط مع أنزيم موجّه بالـRNA يدعى Cas9.

لذا مبدئياً، إذا أردت تعديل الDNA الخاص بفيروس والمنغرس ضمن خلية بشرية، أنت بحاجةٍ لجرثوم لكي يدخل الفيروس ضمنه، وينتج طاقاً من الRNA مطابقاً لتسلسل الDNA الفيروسي.

هذا الRNA "الدليل" سيلتحم بأنزيم Cas9، وسوية سيبحثون عن الفيروس المطابق. وعندما يتم تحديد موقعه، سيبدأ Cas9 بقصه وتحطيمه.

"هذه الاكتشافات مهمة على عدة مستويات" كما يقول الباحث الرئيسي Kamel Khalili. "فهي تظهر فعالية نظام التعديل الجيني هذا في استئصال الـDNA الخاص بفيروس HIV من جينوم الخلايا التائية من النمط CD4، عبر تقديم طفرات للجينوم الفيروسي، مما أدى لتثبيط تضاعفه بشكل دائم"

"وأكثر من ذلك" يضيف، "لقد أظهروا أن بإمكانية النظام حماية الخلايا من إعادة التعرض للعدوى وأن التقنية آمنة للخلايا بدون آثار سمية"

رغم أن تقنيات التعديل الجيني قد اختبرت من قبل بالنسبة للايدز، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتوصل فيها العلماء إلى كيفية لمنع العدوى المستقبلية، الأمر الذي يعد أساساً هاماً لنجاح العلاج الذي يقدم حماية أفضل من الأدوية المضادة للفيروسات التقهقرية الحالية، التي عندما يتوقف المريض عن أخذها يعاود الفيروس غزو الخلايا التائية من جديد.

"الأدوية المضادة للفيروسات التقهقرية جيدة جداً في التحكم بعدوى فيروس الإيدز" يقول Khalili " لكن إذا توقف المرضى الذي يتبعون العلاج الخاص بمضادات الفيروسات التقهقرية عن أخذ الأدوية، فإنهم سيعانون من عودة سريعة لتضاعف فيروس الإيدز"

لا يزال هناك الكثير من العمل لتجهيز هذه التقنية، فالواقع أكثر تعقيداً من مجموعة خلايا بشرية مزروعة في طبق بتري، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالدقة المثالية لعملية "القص"، لكنها مع ذلك خطوة أولى مثيرة للغاية.

المصادر:

هنا

البحث الأصلي: هنا