الطب > طب الأطفال

تشخيص التوحد من الأيام الأولى لحياة الطفل

مشاكل التواصل البصري عند الأطفال الرضع عنصر مهم لتشخيص التوحد:

لم يعد من الضروري الانتظار حتى يبدأ الولد بالمشي أو الكلام لنعرف إذا كان مصاباً بالتوحد أم لا... اليوم بات بإمكاننا أن نشخّص التوحد بطرق أبسط وبعمر أصغر بكثير من السابق!

يُبدي الأطفال حديثو الولادة -بالحالة الطبيعية- ومنذ الساعات الأولى للحياة اهتماماً تمييزياً للأشخاص, فهؤلاء الأطفال يفضّلون صوت الإنسان عن الصمت، وكذلك يفضلون صوت والدتهم مقارنة مع صوت امرأة أخرى.

الأطفال بعمر 4 أيام فقط يميّزون فيما إذا كان وجه الإنسان ينظر باتجاههم أو باتجاه آخر, وبعمر 3 شهور ينظر المواليد أكثر نحو عيني الشّخص مقارنة مع أجزاء الوجه الأخرى, وأكثر نحو وجه الشخص مقارنة مع أي مكان آخر بالجسم.

غياب لفت الانتباه التمييزي لعيني الشّخص الآخذ بالاقتراب يتنبّأ بمستوى العجز الاجتماعي في الأطفال الصّغار بعمر السنتين والذين يعانون من اضطراب التوحّد.

في الأسبوع الأوّل من حياة الطّفل, يبدي الأطفال حديثو الولادة النموذجيّون اهتماماً تمييزياً لعيون الآخرين. نتائج مماثلة في أنواع أخرى غير النوع البشري تشير إلى أنّ الاهتمام بالعينين هو آليّة نشوء وتطوّر للتنمية البشريّة قد تمّ صونها وحفظها بدرجة كبيرة.

عند الأطفال المصابين بالتوحد تكون ضآلة وشذوذ التواصل البصري هو السّمة المميّزة مدى الحياة للعجز أو الإعاقة.

حاليّاً النقطة الأهم لتشخيص التّوحد هي قياس كميّة أو مقدار الانتباه التمييزي لعيون الآخرين. لقد تمّ عرض 10 فيديوهات لمجموعة من الأطفال, وكل فيديو يعرض ممثّلاً ينظر مباشرة للكاميرا, ويلعب دور مقدّم الرّعاية, وتمّ إشراك المُشاهد وإدماجهم فيما يرونه (من خلال ألعاب معيّنة ونظرات خاطفة لشخصيّات كرتونيّة ....)، وتمّ أيضاً قياس أنماط التثبيت البصري للأطفال من خلال تتبع مسار وحركة العين.

حيث جرت مقارنة 15 طفلاً بعمر السنتين يعانون من التوحد مع 36 طفلاً يتطورون بشكل نموذجي و 15 طفلاً يعانون من تأخر بالتطور لكن ليسوا مصابين بالتوحد. وتمّ قياس اهتمام الأطفال التمييزي بالنسبة المئويّة لزمن تثبيت النظر لأربع مناطق ذات أهميّة وهي: العينين, الفم, الجسم, الأشياء. وجرى تقييم مستوى العجز الاجتماعي من خلال جدول المشاهدات التشخيصيّة للتوحد. حيث لوحظ أن النظر في عيني الآخرين قد انخفض بشكل ملحوظ لدى الأطفال بعمر السنتين والمصابين بالتوحد, في حين لوحظت زيادة النظر للفم بالمقارنة مع مجموعتي الأطفال الباقيتين, وكلما نقص معدل النظر للعينين عند الأطفال المصابين بالتوحد تزداد نسبة العجز الاجتماعي لديهم.

كنتيجة لما سبق : إنّ النظر في عيني الآخرين أمر مهم لعملية التطور الاجتماعي المبكر، وكذلك التكيّف الاجتماعي خلال حياة الفرد.

وتشير النتائج التي توصّل إليها الباحثون إلى عواقب تطورية حاسمة لدى هؤلاء الأطفال المصابين بالتوحد، ولكنّها تقدم أيضاً علامات بيولوجية محتملة لقياس مظاهر المتلازمة في هذه السن المبكرة.

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

هنا