الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

التكنولوجيا والتوحُّد: تطبيق جديد قد يُساهم في الكشف المُبكر عن التوحُّد لدى الأطفال

استمع على ساوندكلاود 🎧

ازداد انتشار اضطراب التوحُّد مؤخراً وازدادت معه مخاوف الأمَّهات والعائلات من إصابةِ أطفالهم به، وهذا ما دفعَ العلماءَ والأطبَّاء للعمل بوتيرةٍ مُتسارعة لإيجاد علاجٍ لهذا الاضطراب .

أحدُ الحلول التي قد تكونُ مفيدةً لمعالجة اضطراب التوحُّد أتت هذه المرة من مُطوِّري البرمجيات؛ تطبيقٌ على هاتفك الذكيّ يُمكِّنك من الاطمئنانِ على صحةِ طفلك والتأكُّدِ أنه غيرُ مصابٍ بالتوحُّد.

تابعوا معنا كيف سيتمُّ ذلك في هذا المقال:

نجح بحثٌ جديدٌ حول تطبيقٍ يُمكنه دراسةُ تعابيرِ الوجه والاستجابات العاطفيِّة، ويُمكن أن يُفيدَنا مستقبلاً في الكشف عن علامات اضطراب التوحُّد لدى الأطفال، فقد تمَّ تطوير تطبيقٍ يُدعى (Autism & Beyond) من قبلِ علماء ومطوِّري برمجيات في جامعة دوك في شمال كاليفورنيا. يَستخدم هذا التطبيق الخوارزميات الرياضية ليقيسَ بشكلٍ أوتوماتيكي تعابيرَ الوجه والإشاراتِ العاطفية، وذلك استناداً إلى حركات عضلات الوجه. يتوفَّر هذا التطبيق حالياً على متجر أبل الإلكتروني، ويقول الباحثون بأن التطبيق متوفِّر للعائلات التي ترغبُ في المشاركة في دراسةِ البحوثِ الطبيِّة لمدة ستةِ أشهر.

خلال هذه الدراسة يتمُّ عرضُ مقطع فيديو قصير على الأطفالِ وذلك للحصول على الاستجاباتِ العاطفيَّة والتفاعل مع المحيطِ الاجتماعي، ومن خلال استعمالِ الكاميرا الأمامية، سيتمُّ قياسُ استجابات الأطفال للفيديو المعروضِ بعد استخدام برنامج تحليلٍ للفيديو وتقنياتِ الذكاء الاصطناعي.

مثال عن المقاطع المعروضة في التطبيق

يتمُّ وضع الجهاز أمامَ الطفلِ مباشرةً بحيث يكون وجهُه واضحاً لكاميرا الجهاز كما هو موضَّح

يقول غويليرمو سابيرو، بروفيسور الهندسة الكهربائية وعلومِ الكمبيوتر في جامعة دوك والذي طوَّر هذه الخوارزمية الرياضية: "العاطفة هي النواةُ الأساسيَّة لهذا التطبيق"، ويعملُ هذا التطبيق عن طريق الكشف الأوتوماتيكي لمعالمِ الوجه وتصنيف العواطف.

المعلوماتُ المنتقاة من الصورة موضَّحةٌ في الشكل:

يُمكن تحميلُ هذا التطبيق للأطفالِ دون سنِّ السادسة، وتختلفُ مكوِّنات هذا التطبيق حسب عُمُر الطفل. بناءً على دراسات "Autism Speaks"، تظهرُ اضطراباتُ طيفِ التوحُّد غالباً في مرحلة الرَّضاعة والطُّفولة المبكرة، وتتميَّز هذه الاضطراباتُ بعدمِ قُدرةِ الطفل على التَّواصل عن طريقِ العين "Eye Contact"، وعدمِ الاستجابةِ عندما يُنادى باسمه، واللَّعبِ مع الدُّمى بطريقةٍ غير اعتياديةٍ ومتكرِّرةٍ.

وعلى الرَّغم من دور هذا التطبيق إلا أَنه غير مُصمَّمٍ ليكون مصدرَ تشخيصٍ ذاتيٍّ للتوحُّد، لكن يُمكن استخدامُه كأداةِ فحصٍ مُحتَمَلة. تمَّ تطوير هذا التطبيق بتمويلٍ من مكتب الولايات المتحدة للبحوثِ البحريَّة، والذي سنتمكَّن في المستقبل من استخدامِه في قضايا الصحة الإنمائيَّة، بما في ذلك اضطراب ما بعدَ الصَّدمة (PTSD) والإصابات الدماغية والاكتئاب.

يقول دان سميث رئيس التقنيات المبتكرة في Autism Speaks، والذي لم يُشارك في البحث الحالي: "إنه من المبكر معرفةُ مدى فعالية التطبيقِ في العالم الحقيقي، حيثُ لا يوجدُ اختبارٌ طبي محدَّد لتشخيصِ الحالة الصحية بما يتعلَّق بموضوع التوحُّد وفقاً Autism Society، مع العلم أن هذه الحالة الصحية ستؤثِّر تقديرياً على حوالي 1% من سكَّان العالم و3.5 مليون أميركي".

يُخبر دان سميث مجلة Live Science: "إنه من المُبكر معرفةُ ما إذا كان التطبيقُ يستطيع التقاطَ الاختلافات بين المُصابين بالتوحُّد أو اضطرابِ ما بعد الصدمة (PTSD)، ومن المُبكر أيضاً القول أن هذه الاختلافات يمكنها أن تتنبَّأ أو تُحدِّدَ الأشخاص الذين لديهم حالةٌ مرضيةُ بشكلٍ أفضل مما تفعله الأساليب الحالية. نحن لا نعلم بعد إذا كان هذا النوعُ من المعلومات الذي نجمعه يُمكن أن يكون مفيداً من أجل تحسينِ التشخيص أو تقييمِ المخاطر".

ومع ذلك، قال سميث إنه يعتقد أنه في مرحلةٍ ما سيكونُ هناك بعضُ العلامات التي يُمكن الاعتماد عليها لتعقُّب بعض المُحَفِّزات مع بعض تعبيراتِ الوجه أو استجابةٍ للمُثيرات العاطفية.

يُمكن تحميل التطبيقِ بشكلٍ مجاني والمشاركة في هذا البحث لمدة ستة أشهر

هنا

وللمشاركة في الدراسة

هنا

تتطلَّب منَّا هذه الفئة من الأطفال عنايةً خاصةً واهتماماً أكثر، خصوصاً في مجال التكنولوجيا التي تُساعد في الكشف المبكر عن الاضطراب ، وفي مجالِ الوسائل الحديثة في تطويرِ مهارات وقُدرات المصابين. نأملُ أن يُساعد العلم الحديث في تطويرِ الأدوات والتطبيقات التي تهتمُّ بمرضى التوحُّد وتُنمِّي لديهم قدراتٍ ذهنيةً وحسِّيةً واجتماعية ولو بنسبٍ متفاوتة.

المصدر:

هنا