الفنون البصرية > فلكلوريات

الفلكلور في تايوان ,هونغ كونغ وكوريا، الأساطير والحكايات الفلكلورية

استمع على ساوندكلاود 🎧

حكايةُ لقاءِ النجوم:

يحكی أنّ فتیً شاباً كان فقيراً جداً، توفيت والدته وعانی والده من مرضٍ شديد. وعندما وافی والده الأجل لم يكن الفتی يملكُ مالاً كافياً ليدفعَ نفقات الجنازة، مما دفعه إلی رهن نفسه لدی إقطاعيٍ شريرٍ مقابلَ المال اللازم لدفن جثة والده. وكان ذلك الإقطاعي الشرير يكلّف الفتی بمهماتٍ مستحيلةٍ ويعاقبه عندما يعجز عن إنهائها في الوقت المناسب، و بسبب عجز الفتی عن إنهاء المهام الموكلة إليه لم يكن قادراً على تسديد دينه وتحرير نفسه من هذا الإقطاعي الشرير.

إلا أن بنات الإمبراطور المقدس السبعة نظرن للفتی الصغير بعين الشفقة وقررن النزول من السماء لمساعدة الفتی المسكين. أمضت البنات الليل بطوله يساعدن الفتی في طحن الرز، وبحلول الصباح عادت ستةٌ من البنات إلی مكانهنّ في السماء باستثناء أختٍ واحدةٍ رفضت أن تغادر الفتی بالرغم من توسلات أخواتها اليائسة، الأمر الذي دفع بوالدها إلی سلبها قواها الخارقة وجعلها كالبشر طالما أن خيارها كان البقاء مع ذلك الفتی، إلا أنها لم تأبه لكل ذلك فقد كانت تعشق الفتی جداً وما كان منها إلا أن تزوجت منه. كان الفتی مازال يعمل لدی الإقطاعيّ الشرير وعندما أوكل إليه إحدى المهمات المستحيلة قامت زوجته بالتوسل إلی إخوتها طالبةً مساعدتهن في حياكة الخيوطِ الحريرية إلی قماشٍ رائع. و أخيرا كان علی الإقطاعي تحريرَ الفتی الشاب من عبوديته حيث أن الشاب كان قد دفع ما عليه من دين للإقطاعي مراتٍ ومراتٍ عديدة. انطلق الزوجانُ السعيدان ليبدءا حياتهما معاً بحرّية، و لكن وبعد ولادةِ طفلهما الأول قامت آلهةُ السماءِ المقدسة بإرسال أحد المحاربين ليعيدَ الفتاةَ إلی السماء، و باءت محاولاتها في الهروبُ من ذلك المحارب بالفشل و بذلك عادت الفتاةُ إلی السماء إلی والدها و إخوتها وتم إبعادها عن زوجها و ابنها. كان حزن زوجها عظيماً جداً مما أثار شفقةَ الطيورِ عليه فقامت ببناء جسرٍ سماويٍ له ليلتقي بزوجته، ذٌهل الأب من تعاطف الطيور مع حزن الزوج فسمح لابنته أن تلتقي بزوجها مرةً كلّ عام. وفي اليوم السابع من الشهر السابع حسب التقويم القمري يلتقي نجما السماء، ويمثلُ هذان النجمان اللذان يطلقُ عليهما اسما "هيردير"herder و "سبينر" spinner كلاً من العاشقَين اللذين يمضيا معاً ليلةً واحدةً من كل عام. حكايةُ لايانغ و شامبوبان: تروي حكايةٌ أخری قصةَ زوجين لم يكن لديهما سوی ابنةٌ واحدة، أحبّاها حباً شديداً. وعلی الرغم من أن أعرافَ المجتمع حينها لم تكن تسمح للفتاة بالدراسة إلا أنّ والدا الفتاة سمحا لها بالتنكرِ بزيّ صبيٍ والدراسة لمدة ثلاثِ سنواتٍ تحتَ إشرافِ معلم. وخلال تلك المدة وقعتِ الفتاةُ في حبّ زميلٍ لها في الدراسة، ومع اقتراب نهاية فترة تدريبهما، حاولتِ الفتاةُ إبداءَ تلميحاتٍ صغيرةٍ لزميلها بأنها في الحقيقة فتاة، إلا أنه فشل في إدراك تلك التلميحات، لذلك ولدی استلامِ الفتاةِ رسالة من عائلتها تفيد بأن والدتها تعاني مرضاً شديداً قامت بإخبار زميلها بأن لديها أختاً تشبهها تماماً و أنها تودّ منه لقاءها والزواج بها.

في حقيقة الأمر لم تكن والدة الفتاة تعاني من أي مرضٍ علی الإطلاق، إلا أن والدا الفتاة كانا قد اتخذا قرارهما أن ثلاثَ سنواتٍ من ابتعاد ابنتهما عنهما كانت طويلةً بما يكفي و أنهما كانا علی أتم الاستعدادِ لإعادةِ الفتاةِ إلی المنزل و من ثمّ تزويجها، حيث كانا قد رتبا لزواج ابنتهما من رجلٍ ثري. استطاعت الفتاة تأجيلَ موعد الزفاف لمدةِ شهرين بالرغم من فقدانها الأمل بفرصة للقاء حبيبها. وبعد انقضاء المدة المحددة وحبيب الفتاة لم يأت، قبلت الفتاة هدية المجوهرات وأصبحت رسمياً خطيبة الرجل الثري. وبعد ثلاثة أيامٍ من تأخره، ظهر أخيراً زميلُ الدراسة. لم يكن علی الفتاة حينها أن تكشف له حقيقة أنها كانت "زميل" الدراسة فحسب بل كان عليها أن تخبره أيضاً أنه جاء متأخراً جداً وبعد فوات الأوان، فما كان منه إلا أن تركها وغادر. وبعد مضيِّ عدةِ أيامٍ توفيَّ الشابُ زميلِ الدراسةِ منفطرَ القلب، وعندما علمت الفتاة بذلك في صباح يوم زفافها طلبت من خادمها أن يأخذها إلی قبره بدلاً من أن يأخذها إلی مراسم الزفاف، فما كان منها إلا أن ألقت بنفسها داخل القبر المفتوح وماتت.

وانطلقت فراشتان من داخل القبر تعلنان لقاء روح العاشقين أخيراً. أسطورةُ التنين والسنةُ القمريةُ الجديدة: يحكی أنه منذ زمنٍ بعيدٍ اعتاد تنينٌ شريرٌ علی ترويع إحدى القرى كل عامٍ في موسمِ الحصاد. كان التنين كبيراً و قوياً وقد أخفق العديد من الناس في محاولات القضاء عليه، حيث قام بقتل العديد من القرويين، واختطف الأطفال، ودمّر المحاصيل، ولم يكن بوسع القرويين فعل أي شيءٍ لإيقافه. وفي أحد الأعوام قام رجلٌ شجاعٌ بإلقاء مفرقعةٍ ناريةٍ علی التنين، كان صوت انفجارها قوياً جداً، و نارها شديدةُ التوهجِ ما جعل التنين يهرب مذعوراً. اعتاد القرويون بعد ذلك في كل عام علی وضع شرائط حمراء ورقية علی أبوابهم لإبقاء التنينِ بعيداً كما أصبحوا يطلقون الألعاب الناريةِ ليضمنوا موسم حصادٍ آمن.

أسطورةُ كعكةِ القمر:

يحكی أنه كان في قديم الزمان حاكمٌ نبيلٌ و شجاعٌ جداً، و كان يتمنی أن يستطيع العيش إلی الأبد ليحمي شعبه من الحرب والجوع والألم. فقام برحلة بحثٍ عن نافورةِ الشباب، لكنه عثر في نهايةِ المطاف علی رجلٍ حكيمٍ عرض عليه أن يصنع له إكسير الحياة الذي يمكنّه من العيش إلی الأبد. عاد الحاكم إلی دياره واختار أن يخفي إكسيرَ الحياةِ عن زوجته بالرغم من معرفتها بوجوده. وكان الحاكم محاطاً بمستشارين أشرار وكان على وشك أن يقع فريسة لمؤامراتهم. شعرت زوجته بالقلق حيال ما يمكن للحاكم أن يفعله بإكسير الحياة ما دفعها إلی البحث عن المركّبِ السري بلا هوادة، فعثرت عليه وقامت بشرب كامل الكمية لتمنع زوجها من العيش إلی الأبد ولخوفها من أن يصبح حاكماً شريراً. جعل إكسير الحياة زوجة الحاكم خفيفة الوزن جداً بحيث لم تعد قادرةً علی ملامسة الأرض، فحلقت عالياً في السماء وتحولت إلی القمر. ثم جرت العادة أن يتناول الناس كعكة القمر كلَّ خريفٍ احتفالاً بهذه الزوجة آلهة القمر . وتقول أسطورةٌ ثانيةٌ لحكايةِ كعكةِ القمر أنه ومنذ زمنٍ بعيدٍ كان شعب الصين محكوماً من قبل منغوليا. وكان يعاني من الظلم والمعاملةِ السيئةِ ولم يكن مسموحاً لهم بحيازة أي شيءٍ يمكن أن يستخدم كسلاح، لدرجة أنهم منعوا حتى من استخدام سكينٍ صغيرةٍ لتقطيعِ الفاكهة. أدركت مجموعة من المتمردين أنه يجب عليهم أن يتوحدوا للتخلص من استبداد المغول، ولكن كان يتوجب عليهم أيضاً أن يكونوا شديدي الحذر إذ كانوا تحت مراقبة المغول الصارمة. فقاموا بكتابة تاريخ ثورتهم علی قصاصاتٍ صغيرةٍ من الورق ثم قاموا بوضعها داخل كعكاتٍ صغيرةٍ مستديرةِ الشكل، وبعد ذلك قاموا بتوزيع الكعكات علی أعدادٍ هائلةٍ من الناس واستطاع الجميع التعاونَ معاً و إقامة ثورتهم. يتناول اليوم شعب الصين كعكات القمر كل عام احتفالاً بنيلِ حريتهم.

مهرجان قارب التنين:

يحكی أن شاعراً حكيماً عمل كمستشارٍ للإمبراطور. وبعد سنواتٍ عديدةٍ من خدمة الإمبراطور قررَ هذا الأخير عدم الاستجابة لنصيحةِ مستشاره الشاعرِ الحكيم بتجنب حربٍ محتملةٍ و شن هجومٍ علی دولةٍ مجاورة. غادر الشاعر بلاط الإمبراطور حزيناً لاستهتار الإمبراطور بأرواحِ شعبه، وتحوّل إلی ناسك. قُتلَ العديد من الناس جرّاء هذه الحرب، و كان حزن الشاعر يزداد أكثر فأكثر مع مرور الوقت دون حصول سلام. أخيراً قام الشاعر بإلقاء نفسه في أحد الأنهار وغرق، وخاف الناس من أن تقوم الأسماك بنهش جثته، الأمر الذي دفع بهم إلی تزيين قواربهم علی شكل تنانين وانطلقوا يبحثون عن جثته في النهر ذهاباً و إياباً. لم يعثر أحد علی أثرٍ لجثة الشاعر إلا أن الناس استمروا في تزيين قواربهم كلّ عامٍ علی شكل تنانين في ذكری وفاة الشاعر الحكيم.

حكايةٌ شعبيةٌ عن التوفير:

يروی أن رجلاً فقيراً جداً كان يعملُ لدی إقطاعيٍ ثريٍ ومبذر. كان الإقطاعي وأسرته أثرياءَ جداً وكانوا يهدرون كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام في ولائمهم. وكان الرجل الفقير يأخذُ الكثيرَ من حبات الرز المهدورة و يقوم بتجفيفها. استمر بالقيام بهذا العمل لسنوات عديدة إلی أن جاء وقت حلت فيه مجاعةٌ هائلةٌ عجزت خلالها هذه العائلةُ الثريةُ جداً من شراء أي طعام، و شعرت بالخوف من الموت جوعاً، إلا أن الخادمَ الفقير جلب أكياساً من الرز المجفف للعائلة الثرية وأنقذهم بحسن تدبيره.

الفلكلور الكوري كما يرويه المبشّرون:

أسطورة أصل الشعب الكوري: أرسل أحد الآلهةِ ابنه إلی الأرضِ ليبنيَ هيكلَ الكنيسة ويصلّي؛ وعندما وصل الابن إلی الأرض التقی بنمرٍ ودبٍ كانا يتمنيان أن يتحولا إلی بشرٍ فانية. فأخبرهما الابن أنهما لو ذهبا إلی أحدِ الكهوفِ وامتنعا عن أكل أي شيءٍ عدا الثوم لمائة يوم فسيتحولان إلی بشر. وافق النمر والدب علی فعل ذلك وذهبا إلی كهفٍ معاً وبعد انقضاءِ مدةٍ لا بأس بها من أكل الثوم فقط لم يعدِ النمرُ يطيقُ صبراً فغادرَ الكهفُ وبقيَ نمراً طوالَ حياته، أما الدبُّ فقد بقيَ في الكهفِ المدةَ المطلوبة وكوفئ بأن تم تحويله إلی امرأةٍ جميلةٍ، تزوجت ابن الآلهة، وأنجبا سلالة كانت هي شعب كوريا. أنواع

الطعام في كوريا:

تُمضي العائلاتُ الكوريةُ يومينِ علی الأقل من كلِ عامٍ في صناعة الكيمشي، وهو عبارة عن طبق ملفوفٍ مخمّرٍ مع التوابل، ويتم تناوله مع كلّ وجبةٍ في كوريا. في شهر أكتوبر أو نوفمبر من كل شتاء يتم تحضير الكيمشي ويُطمر في جرارٍ فخاريةٍ ليتخمر، وفي الربيع والصيف يمكن صناعة المزيد من الكيمشي المخمّر. ومن الأطباقِ الكوريةِ الشهيرة أيضاً حساء الكلاب، وشرانق دودة الحرير المقلية، وحساء الفلفل الحار، ويجد الأجانب والمبشّرين صعوبة في تناولها. قد يبدو حساء الكلاب جيداً بالفعل، إلا أن لدى الغربيين صعوبةً في تقبل الحيوانات الأليفة في طعامهم.

المصدر:

هنا