الكيمياء والصيدلة > صيدلة

تخبّط مريض السّرطان بين العلاجات الدوائيّة والعشبيّة

استمع على ساوندكلاود 🎧

يكشفُ بعض الباحثين مخاطرَ بعض الأدويةِ العشبيّةِ على مرضى السّرطان، فقد بيّنت دراسة ترأّسها البروفسور المساعد إيرن بين-آري في المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا أنّ حوالي ثلثيّ الأدوية العشبيّة التي يستعملها مرضى السّرطان في الشّرق الأوسط تشكّل مخاطرَ محتملة على الصّحة.

خَلُصت هذه الدّراسة التي نُشِرت في مجلّة السّرطان إلى أنّ تناول بعض المواد العشبيّة كالكركم على سبيل المثال من الممكن أن يزيد من التّأثير السّام لعدّة علاجاتٍ كيماويةٍ، كما أنّ تناول الجينكوبيلوبا و الشاي الأخضر من الممكن أن يتسبب بزيادة خطر النّزف عند بعض مرضى السّرطان. كذلك من المحتمل أن تغيّر بعض الأعشاب كالكمّون الأسود والكركم من فعاليّة العلاج الكيماوي.

ركّزت الدّراسة على مرضى السّرطان في الشّرق الأوسط. حيث اتّضح أنّ هناك تسعٌ و عشرون نوعاً من الأعشاب من بين أكثر الأنواع الأربع و الأربعين انتشاراً في ستة عشر بلدٍ في الشّرق الأوسط من تركيّا إلى تونس قد تشكّل خطراً أو عدّة أخطارٍ صحيّةٍ على مرضى السّرطان في المنطقة.

يشيع التّداوي بالأعشاب في الشّرق الأوسط كجزءٍ من الطبّ الشّعبيّ نتيجة ميول النّاس في هذه المنطقة للتّأثّر بالتّراث العشبيّ المستمرّ بالازدهار منذ زمن مصر القديمة و بلاد ما بين النهرين على حدّ قول بين-آري. شمل الاستطلاع الذي قام به بين-آري و زملاؤه ثلاثَمائةٍ من مقدّمي الرّعاية الصّحيّة لمرضى السّرطان في تلك البلدان حيث سُئِلوا عن أنواع الأدوية العشبيّة التي استخدمها مرضاهم. أظهرت الدّراسة أنه لدى 57% من مقدمي الرّعاية الصّحيّة مرضى استخدموا علاجاً عشبيّاً واحداً على الأقل.

أراد بين-آري وأصدقاؤه في هذه الدّراسة التّركيز على مقدّمي الرّعاية الصحّية لمرضى السّرطان المدركين لاستعمال مرضاهم للمكمّلات العشبيّة علماً أنّ العديد من المرضى يستخدمون الأعشاب من دون علم أطبّائهم. رأى بين-آري أن مقدّمي الرّعاية الصّحيّة في الشرق الأوسط متردّدون إزاء هذه العلاجات البديلة. على أيّة حال، تظهر دراساته أنّ مقدّمي الرّعاية الصحيّة يدعمون كذلك فكرة وجود طبيبٍ استشاريٍّ ضمن فريق العناية بمريض السّرطان و الذي يمكنه أن يناقش فعاليّة و سلامة تطبيق العلاجات العشبيّة بالتزامن مع العلاجات المألوفة للسّرطان . أشار بين-آري إلى أنّ المرضى لديهم رؤية مماثلة حيال تناول الأعشاب، بل وفي أغلب الحالات يطالبون بالحصول على الأفضل من كلا نوعيّ العلاج و لا ينظرون إلى طبّ الأعشاب كبديلٍ حقيقيٍّ للرّعاية المعاصرة للأورام.

أضاف بين-آري "يلجأ المرضى إلى الأعشاب غالباً لتحسين نوعيّة الحياة و التّأقلم بشكل أفضل مع التّأثير النّاجم عن العلاج أكثر من كونهم يستعملونه في محاولة للشّفاء من السّرطان".

تشمل البلدان ذات المعدّلات الأعلى في استعمال الأدوية العشبيّة في الدّراسة: تركيّا، فلسطين، قطر. حيث تصدّر القرّاص اللاذع والثّوم والكمّون الأسود والكركم قائمة الأعشاب الأكثر استعمالاً بالإضافة إلى بعض العناصر الأخرى مثل حليب الجمل و العسل أيضاً.

يأمل الباحثون أن ترشد الدّراسة الجديدة مقدّمي الرّعاية الصحيّة لمرضى السّرطان أثناء تقديمهم نصائح غير متحفّظة و غير مطلقة للأحكام ،عن سلامة و فعاليّة الأدوية العشبيّة.

وختم بين-آري بقوله :"سيفضل معظم المرضى مشاركة تجاربهم و أسئلتهم عن الخيارات العشبية مع مقدّم الرّعاية الصحيّة في قسم الأورام على اللجوء إلى غير الخبراء و الدّجالين الذين يقترحون جرعات دوائيّة خرافيّة".

المصدر:

هنا