الموسيقا > موسيقا

آلات ألياف الكربون

استمع على ساوندكلاود 🎧

تَتميَّزُ الآلاتُ المُوسيقيَّةُ المصنوعةُ مِن أليافِ الكربون بأنَّها أمتنُ وأقلُّ وزناً مِن الآلات الخشَبيَّة وبأنَّها أقلُّ حساسيةٍ للتَّغيُّرَات في درجاتِ الرّطوبة، حيثُ تَتميَّزُ أليافُ الكربون بأنَّها أكثر متانة مِن الحديدِ ولذلك استُخدِمَت في بناءِ الطائرات، وأجنِحةِ المركَّبات الفضائيَّة، ورؤوسِ الصَّوارِيخِ والعديدِ مِن الاستخداماتِ الأُخرى.

لم يَكُن في البَالِ استخدَامُ أليافِ الكربون في المَجالِ الفنِّيّ حتَّى أَلهمَت هذه المواصفاتُ البحَّار الهاوي وعازفُ التشيلو المحترفُ لويس لجويا وجعلَتهُ يبدأ بتجربةِ هذه المواد في صناعةِ الآلاتِ الموسيقيَّةِ في مَدِينةِ ميلتون، ماس عام 1980 وذلكَ لِجعلِ الآلاتِ الهشَّة أكثر خِفَّة وتحمُّلاً دونَ التَّأثيرِ على الصَّوتِ.

يقول لويس: "أريد شيئاً يتمتَّعُ بالجودَةِ والإسقاطِ والحجمِ وجسمِ الصَّوتِ"

ويرى ستيف كلارك، خبيرُ أليافِ الكربون وبناء السفن، أنَّ هذا المزيج مِن الصَّعبِ إدراكه، لكنّ ذلك لم يمنعهُ مِن الانضمامِ إلى لويس عام 1995.

وبحلولِ العام 2000 قاما ببناءِ شركَةٍ في ميلتون وبدَءا بصناعةِ ألاتِ الكمان والفيولا والكونترباص وبَاقي الآلاتِ الأوركستراليَّة، وسمَّيَا شرِكتَهما لويس وكلارك.

باعَت الشركةُ 190 آلة مِن آلاتِها الكربونيَّة في عام 2007، وذلك أكثر مِن ضعفِ ما باعَتهُ قَبَل سنتين (85 آلة موسيقيَّة في العام الواحد).

في عام 2008 انخفضَت المَبيعاتُ إلى 170 آلة الأمر الذي عزاه الصَّانعون إلى أزمةِ الإقتصاد العالميَّة على الرّغم مِن ارتفاعِ المبيعاتِ مرَّةً أُخرى عام 2009.

وبالرّغمِ مِن بطء تطوّر الآلاتِ المصنوعة مِن الكربون إلَّا أنَّها وبكل تأكيد تُعَدُّ صَفقةً جيّدةً على صعيدِ الثَّمن، إذ يبلغُ ثَمنُ تشيلو لويس وكلارك 7139 دولار و هذا ما يُعَدُّ صفقةً ناجحةً بالمقارَنةِ مع التشيلو المَصنوع مِن قِبَلِ انطونيو ستراديفاري أو غورانيرس والذي قَد يُكلِّفُ مَلايين الدولارات للآلةِ الواحِدَةِ.

بالإضافةِ إلى أنَّ تشيلوات لويس وكلارك خفيفةٌ بِشَكلٍ غيرَ اعتيادي (0.6 كيلوغرام) وأكثر خِفَّة مِن نظيرِهَا الخشَبيّ وسَلِسَةٌ للمسِ.

وتُعطِي شبكاتُ أليافِ الكربون الآلات سطحاً يُشبِهُ جلدَ الأفاعي عندَ النَّظرِ إليهِ عَن قُرب، أمَّا في حَالِ الرُّؤيةِ البعيدَةِ يَظهرُ السطح بشكلٍ شريطيّ.

إنَّ شهرةَ هذه الآلات تتزايدُ باستمرارٍ مع الوقتِ، فَوفقَاً للنيويورك تايمز استخدمَ يو-يو ما تشيلو مِن صُنعِ لويس وكلارك عندَما عزَفَ في حفلِ تنصيبِ الرَّئيس الأميركي بارك أوباما.

وفي عام 2009، ظهرَ 21 عازفاً لآلات الوتريَّة في حفلٍ لمدرسةِ "كالهون" في نيويورك حاملينَ معهم آلات "لوجيا" على المسرح.

إنَّ اليافَ الكربون تُعدُّ أكثرَ صلابةٍ مِن أقسى أنواعِ الخشَبِ، بالرّغم مِن أنَّ الخشَبَ مُركبٌ أيضاً مِن بوليميرات سيلولوزية، وأليافٍ وغراءٍ طبيعيٍّ إلَّا أنَّ السَّبب وراءَ متانةِ آلاتِ أليافِ الكربون هو مادةُ الغرافيت التي تُنتَجُ بشكلِ شبكاتٍ، تصطفُّ هذه الشبكات فوقَ بعضِهَا في قالبٍ وتُشبَعُ بمادةٍ إمَّا صمغية أو مصنوعة من بولي استر غير مُشبعٍ، الأمر الذي يَجعَلُ هذه التَّركيبة أكثر صلابةٍ.

وأشَارَ البروفيسور ريتشارد وول؛ المتخصِّص في البوليمرات في جامعة ديلاوير في نيوارك، أنَّ أليافَ الكربونِ قَد تكونُ عديمةَ الفائدَةِ بمفردِهَا،ولكن المادة الغرائيَّة التي تَجمعُ الأليافَ مع بعضِهَا تَجعلها مادةً صلبةً جداً.

النَّماذجُ الأوليَّة للآلاتِ الكربونيَّة بَدَت مُملَّةً بعضَ الشَّيء للموسيقيينَ المُحترفينَ، حيثُ أشارَ تشارلز بيسنانيو خبيرُ صناعةِ الآلاتِ ودِرَاسةِ الصَّوتيات للآلاتِ المركَّبةِ في المعهدِ العالي للموسيقى في باريس وفي المركَزِ الفرنسيّ للبحوثِ العلميَّةِ أنَّ ما سمِعَهُ الموسيقيون هو التَّجانسُ في الطَّريقةِ التي تَبدَّدَ فيها الصَّوتُ فقط، مِمَّا جعلهُ يُقلِّلُ صلابةَ ومرونَةَ الموادِ حيثُ يُمكِنُ للصَّوتِ بأن يَنخَفِضُ بشكلٍ أقلٍّ مُحاكياً استجابةِ الخشَبِ المُنتظِمَةِ.

وأثناءَ دراسَتِهِ قامَ بيسنانيو أحياناً بتغطيةِ آلاتِهِ المُركَّبة بمظهرٍ خشبيٍّ لِتجنُّبِ تحفّظِ بعض الموسيقين للبلاستيك الأسود، إلَّا أنَّهم غالباً ما يُعجبُونَ بالصَّوتِ ويبدأونَ بسؤالِ بيسنانيو عن طبيعَةِ نوعِ المادَّة التي صُنِعَت منها الآلة.

يقول لويس لجويا: إنَّ آلاتَهُ لَديها صوتٌ أكمل، الأمرُ الذي يتطلَّبُ لمسةً أخفّ مِن العازف في بعضِ الحَالَات.

ويَرَى بيتر ساتشون -عازفُ تشيلو أليافَ الكربونَ في مركزِ لينكولن للإنتاجِ في منهاتن- أنَّ هذه الآلات تُعّدُّ أمراً قَيِّمَاً ومُرِيحاً للبالِ، فَقَد حَلَّت مَشاكِلاً مِهنيَّةً حقيقيَّةً حيثُ إنَّها تتحمَّل درجاتَ الحرارةِ الشَّديدةِ وتستطيعُ أداءَ الموسيقى ويبدو صوتُهَا رائِعَاً على المايكروفونات، وهو مَا كانَ مشكلةً في وجهِ حفر الأوركسترا أثناءَ العرُوضِ.

الفيديوهات:

1- مراحلُ صناعةِ آلات تشيلو من شركة لويس و كلارك:

2- مقارنةٌ بينَ كمان خشبيّ وكمان مصنوع من الألياف الكربونيَّة:

3- مقارنةٌ بينَ تشيلو خشبي وتشيلو مصنوع من الألياف الكربونيَّة:

4-آلات موسيقيَّةٌ مصنوعةٌ من الألياف الكربونيَّة: آلة كمان: أداء كونشرتو ماندلسون للكمان على سلم مي مينور:

ألة تشيلو: أداء ترانتيلا شوستاكوفيتش مجلد 97:

ألة فلوت إيرلندية:

5- رباعية وترية لشوبرت- الحركة الثانية (أداجيو)- عزف ألات ألياف الكربون:

المصادر:

هنا