العمارة والتشييد > التصميم المعماري

أول مدرسة عديمة الاستهلاك للطاقة في الولايات المتحدة

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعتبر المدارس من أهم المنشآت المؤثرة في حياتنا اليومية وعلينا كمعماريين النظر بطرق تصميمها وكيفية عملها لنضمن لأطفالنا أفضل بيئة ممكنة لقضاء نهارهم والاستفادة القصوى من وقتهم وطاقاتهم. تقدم مدرسة كاثلين غريم الابتدائية في نيويورك أفضل الأمثلة عن المباني التعليمية، ليس من ناحية توفير بيئة صحية مناسبة للأطفال فحسب بل أيضاً بتقديمها حلولاً جذرية وبكونها مثالاً رائعاً عن الأبنية الخدمية العديمة الاستهلاك للطاقة.

أكملت الشركة المعمارية سوم SOM بناء أول مدرسة عديمة الاستهلاك للطاقة في مدينة نيويورك، التي تُعد أول مدرسة عديمة الاستهلاك للطاقة في منطقة شرق نهر الميسيسيبي. أُطلق عليها اسم مدرسة كاثلين غريم Kathllen Grimm تيمناً بالمستشارة السابقة في قسم تعليم الريادة والاستدامة في حيّ ساندي غراوند Sandy Ground في مدينة نيويورك. تم تصميم المشروعS.P.62 ليُنتجَ على مدار العام عن طريق مظلة جميلة من الألواح الشمسية، طاقةً تُغطي مقدار صرفه السنوي. تقع المدرسة في جزيرة ستاتن Staten Island ويُغطى السقف الأخير للمبنى بما يقارب الـ 1600 لوح شمسي. كما تم تركيب توربن هوائي Wind Turbineوالاستفادة من آبار حرارية أرضية Geothermal Wells ومصادر أخرى للطاقة النظيفة.

تتموضع على موقعٍ تبلغ مساحته 3،5 هكتار، تُقدر مساحة المدرسة بـ 68000 قدم مربع، مغطاة بسقف ذو خصائص محددة (30R-) الذي تم تصميمه وكأنه طافٍ فوق الملعب العشبي. ظُلِلَّ النظام الإنشائي من الجهة الشمالية الشرقية كما غُطيت الواجهة الغربية بكاسرات من الألواح الخرسانية. كل لوح يرتفع نحو ثلاثين قدم ويثبت من الأعلى والأسفل لتشكيل غلاف ذو شقوق ضيقة لتقليل كميات الهواء والرطوبة الداخلة غير المرغوب بها. تقطع الواجهة نوافذ ذات ثلاث طبقات من الزجاج، محددة ضمن إطارات زاهية الألوان.

باختراقها النوافذ والفتحات السماوية تصل كمية واسعة من الضوء إلى الصفوف المدرسية، فتؤمن بذلك 90% من كلي الاحتياج الضوئي اللازم. يقوّى تأثير هذه الإضاءة الطبيعية عن طريق استخدام الجدران البيضاء أو فاتحة اللون والأرضيات الفينيلية Vinyle Tile وبدراسة أنواع وخصائص ألواح السيراميك المثبتة على الجدران والأسقف المستعارة. يُضخُ الهواء إلى داخل المدرسة عبر نظام تهوية يعتمد على الهواء الخارجي، كما يتميز هذا النظام بكونه مجدد للطاقة وحيازته على نظام للتحكم بالرطوبة. حُفر أسفل الملعب الرياضي 80 بئراً حرارياً للاعتماد عليها كمصادر ٲساسية للتدفئة والتكييف.

تستوعب المدرسة ذات الطابقين 444 طالب وطالبة من المرحلة التحضيرية الأولى إلى الصف الرابع الابتدائي وتستهلك أقل طاقة تقدر بنصف الطاقة المطلوبة لتشغيل المدارس وذلك حسب الأسس والنظم الضابطة لتصميم وإدارة المدارس في مدينة نيويورك SCA-Standard School. يُسلطُ المنهج الدراسي الضوء أيضاً على مواضيع الاستدامة والطاقة. كما تم تثبيت أجهزة تحكم في كامل المدرسة بهدف قياس الطاقة الحقيقية المُنتجة والمصروفة. كل ما سبق يُوضح سبب كون المشروع P.S.62 مثالاً يُحتذى به في بناء المدارس وسبب اعتباره أول مختبر حي للاستدامة في مدينة نيويورك.

يُركز المشروع بشكل كامل على فكرة الاستدامة، ليس فقط من ناحية تصميمه المعماري والبيئة الصحية الملائمة للتعليم التي يخلقها بل أيضاً من خلال المناهج الدراسية العلمية المقدمة للأطفال. فالفكر المستدام فكر شامل يقوم على عدد كبير من المفاهيم التي يتوجب علينا سوياً العمل بها وإدراجها في روتين حياتنا اليومي وتطبيقها ما أمكن في جميع المشاريع المستقبلية.

المزيد من الصور:

المصدر:

هنا

هنا