الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

الفوائد الصحية لفاكهة القشطة Cherimoya

استمع على ساوندكلاود 🎧

ماهي شجرة القشطة Cherimoya؟

تُعدّ فاكهة القشطة – والتي تُعرف أيضاً بالقشدة الهندية، أو الشيريمويا Cherimoya، أو Custard apple، أو غوانابانا أو ثمرة شجرة الغرافيولا - من أكثر الفواكه استهلاكاً في المناطق الاستوائية والحارة. اسمها العلمي Annona cherimola وهي شجرةٌ دائمة الخضرة تتبع للعائلة النباتية Annonaceae ويعود أصلها إلى المكسيك ومنطقة البحر الكاريبي، وأمريكا الوسطى والجنوبية، ويتركز تواجدها في شمال البيرو وجنوب الاكوادور. كما عُرف عنها أنها كانت تُزرع خلال عهد امبراطورية الإنكا التي يعود تاريخها إلى 1200 قبل الميلاد، حيث تُشير الأدلة الأنثروبولوجية إلى أن كانت مكوناً هاماً في النظام الغذائي لشعوب الإنكا.

وصف الثمرة:

يشكّل الجزء الصالح للأكل – وهو اللّب الأبيض العصيري – نسبة 72.6% من الثمرة الكاملة، ويمتاز بأهميةٍ كبيرةٍ للأغراض الصناعية، فضلاً عن مذاقه الاستثنائي اللذيذ والدسم الذي يشبه القشطة. وتُعتبر الثمار معتدلة الحموضة تقريباً، حيث لا تتجاوز درجة حموضتها pH=6.2. أما البذور والقشرة الخارجية فهي غيرُ صالحةٍ للأكل كما أنها سامةٌ للغاية في حال تناولها.

القيمة الغذائية لثمار القشطة:

تحتوي هذه الفاكهةُ على قائمةٍ طويلةٍ من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة مثل فيتامينات C وA وE، وستيرولات الصويا Soy sterols، والمركبات البوليفينولية. حيث يمنح كوبٌ واحدٌ من عصير فاكهة القشطة كميةً تعادل 35٪ من القيمة اليومية الموصى بها من فيتامين C. كما أنها مصدرٌ جيدٌ للبوتاسيوم، والألياف، وحمض الفوليك، والمنغنيز، والفوسفور، والزنك، والنحاس، والحديد، والكالسيوم.

وعند التحري عن فعاليتها المضادة للأكسدة، وجد الباحثونَ أنّ أعلى تركيزٍ لمضادات الأكسدة كان في عصير الثمار، وذلك نتيجةً للتركيز المرتفع من فيتاميني A وC الموجودين في لب الفاكهة، في حيت احتلت القشرة المرتبة الثانية من حيث محتواها من مضادات الأكسدة.

الفوائد الصحية لثمار القشطة:

1- فيتامين C: تحتوي حبةٌ واحدةٌ متوسطة الحجم على 30 ملغ من فيتامين C الذي يساهم في تكوين الكولاجين Collagen، وهو مركبٌ شديد الأهمية لمرونة الجلد وشفاء الجروح وتكوين الغضاريف والأوتار والأربطة. إضافةً إلى مساهة هذه الفاكهة في تأخير علامات الشيخوخة والحصول على بشرة صحية خالية من العيوب عبر محتواها المرتفع من هذا الفيتامين. كما أن استهلاك كوبٍ واحدٍ من عصير القشطة يومياً يعزز المقاومة ضد العوامل المعدية ويتخلص من الجذور الحرة الضارة من الجسم.

2- صحة القلب والأوعية الدموية: يمنع فيتامين C الموجود في ثمار القشطة مهاجمة الدهون وأكسدتها من قبل الجذور الحرة، وبالتالي يعزّز صحة القلب والأوعية الدموية، فهو يقلل من الكولسترول السيء LDL ويرفع من مستويات الكوليسترول الجيد HDL في الدم، الأمر الذي يحسّن من تدفق الدم في القلب، ويقلل من خطر الإصابة بالأزمات القلبية. كما يساعد المحتوى المتوازن من الصوديوم والبوتاسيوم في الثمار على تنظيم معدّل ضربات القلب وضغط الدم، ويقلّل من التأثير السيء للصوديوم.

3- فيتامين B6: يحتوي كوبٌ واحدٌ من عصير فاكهة القشطة على 0.5 غ من فيتامين B6 الضروري لحسن سير العملية الأيضية (الاستقلابية) وعمل الجهاز المناعي.

4- دور الألياف: توفر ثمرةٌ واحدةٌ متوسطة الحجم 5 غرامات من الألياف الغذائية، والتي تعادل حوالي 90٪ من الكمية الموصى بها يومياً. ويُعرف عن الألياف دورها في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وخفض مستويات السكر في الدم، والتخفيف من الإمساك، كما أنها تمنع امتصاص الكوليسترول في الأمعاء.

5- صحة ونمو الشعر: نظراً لغناها بالعناصر الغذائية الملائمة لنمو وصحة الشعر كالمغنيزيوم، والحديد، والزنك، وفيتامين C، فإن الاستهلاك المعتدل لفاكهة القشطة يعزز نموَ الشعر، كما يمنع الشيب المبكر نتيجة ارتفاع محتواها من النحاس الذي يلعب دوراً في الحفاظ على لون الشعر.

6- الوقاية والعلاج لبعض الأمراض: تحتل هذه الفاكهة مكانةً مميزةً في الطب التقليدي لشعوب المكسيك والمناطق الاستوائية، حيث تستخدم كمهدئ، وعلاج للالتهابات، والهربِس Herpes (وهي إصابة فيروسية تصيب الجلد)، إلى جانب استخدامِهِم لها كعلاجٍ لأمراض المعدة والحمى والالتهابات الطفيلية، وارتفاع ضغط الدم، والروماتيزم. كما تستخدم فاكهة القشطة كعلاجٍ تكميليّ للسيطرة على الأعراض الجسدية والعاطفية المرتبطة بالسرطان. ويحتمل أن تلعب هذه الفاكهة نشاطاً مضاداً للاكتئاب بسبب قدرتها على تحفيز مستقبلات السيروتونين في الدماغ. كما وتساهم في تفعيل إنزيم بِيروكسيداز الغلوتاثيون، وتنظيم الغدة الدرقية، وتوازن الغلوكوز.

الآثار الجانبية لفاكهة القشطة:

لا بدّ أن تترافق جميع المواد الغذائية ببعض الجوانب السلبية لاستخدامها، الأمر الذي يستدعي دائماً الاعتدال في الاستهلاك والكميات المتناولة، وبالطبع فإن فاكهة القشطة – وعلى الرغم من فوائدها الجمّة - ليست باستثناءٍ عن تلك القاعدة. فعند التحليل المخبري، تم العثور على بعض أنواع القلويدات في بذور تلك الثمار، ويمكن لهذه القلويدات أن تسبب تلف الأعصاب، كما أنها قادرةٌ على العبور إلى المخ من مجرى الدم مسببة ضرراً للدوبامين في الخلايا العصبية، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى اختلال الوظائف العصبية وهبوطٍ عامٍ، واضطراباتٍ في الحركة، وأعراضٍ مشابهةٍ الشلل الرعاشي (داء باركنسون) عند تناولها بكميات كبيرة.

وقد وُجد أن تناول الإنسان لـ 0.15 غرام من مستخلص البذور قادرٌ على التسبب باتساع حدقة العين، وزيادة الحساسية للضوء، والقيء، والغثيان، وجفاف الفم، وشعورٍ حارق في الحلق، وانتفاخٍ في البطن. وقد أثبتت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون في منطقة البحر الكاريبي والذين يحتوي نظامهم الغذائي على كمياتٍ كبيرةٍ من القشطة كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالهلوسة وتطوير تغيّراتٍ عصبيةٍ معينةٍ.

مما سبق نجد أن هذه الفاكهة تتمتع بفوائد عديدةٍ فعلاً، إلا أنها قطعاً ليست بعلاجٍ للسرطان، شأنها شأن أنواعٍ أخرى من الخضار والفاكهة.. فالاعتدال هو الحل في كل شيء.. وعلى الرغم من التقدم المتسارع الذي يشهده العلم يومياً، إلا أن ذلك اليوم الذي تنتظره شعوب الأرض ليحمل علاجاً نهائياً للسرطان لمّا يأتي بعد.. حتى ذلك الوقت، استمروا بمتابعة المزيد من مقالاتنا لنتعرف أكثر على أساليب الحياة الصحيّة وأساسيات التغذية الصحيحة.

المصادر:

1. Gaytri Gupta، Elera، Andrew R. Garrett، Andres Martinez، Richard A. Robison، Kim L. O'Neill - The antioxidant properties of the cherimoya (Annona cherimola) fruit -Department of Microbiology and Molecular Biology، Brigham Young University، Provo، UT، USA، 84602. هنا

2. Allan Spreen، M.D.Roni Enten، M.Sc.، health researcher - Tomorrow’s Cancer CuresTODAY 25 secret therapies from around the world –Chapter 3 :A Fruitful Gift from the Amazon - Health Sciences Institute Baltimore، Maryland. هنا

3. Beatriz Brito ، Marisol Rodrı´guez ،Ivan Samaniego Maria Isabelle Jaramillo ، Fabrice Vaillant - Characterising polysaccharides in cherimoya (Annona cherimola Mill.) pure´e and their enzymatic liquefaction - 6 December 2006 Springer-Verlag 2006. هنا

4. هنا

5. Morton، J. 1987. Cherimoya. p. 65–69. In: Fruits of warm climates. Julia F. Morton، Miami، FL. هنا

6. What Is Cherimoya Good For? هنا

7. Phytochemical and Pharmacological potential of Annona cherimola-A Review Arun Jyothi B، Venkatesh K، Chakrapani P and A Roja Rani هنا