علم النفس > الصحة النفسية

2- تأثير الأمل على جوانب حياتنا المختلفة

استمع على ساوندكلاود 🎧

أمل ..صحة .. و سعادة ...

امتلاكك للأمل هو أمرٌ جيدٌ ليس فقط لشعورك وإنّما لك أيضاً.

حيث أشار (Arnau) وزملاؤه إلى أنّ الناس المُتمتعين بالأمل يشعرون بقيمة ومعنى الحياة بصورةٍ أكبر، إلاّ أنّ الأمل ليس كافيا ليكون الشخص سعيداً فهو خطوة ضرورية على طريق الرضا والقناعة.

يقول Lopez : عليك أن ترمي دومينو " الأمل" لتحصل على دومينو "السعادة" .

وفي الطرف الآخر للمعادلة، بحث (Arnau) وزملاؤه في العلاقة بين " الأمل" و" الكآبة" و" القلق" مُستطلعين أكثر من 500 طالب جامعي لتحديد درجات ومقاييس كلٍّ من "الأمل "، "الاكتئاب" و " القلق" ثمّ أعادوا الاستطلاع مرّة أخرى بعد أشهر فوجدوا أنّ الطلاب الذين أظهروا مستويات عالية من الأمل في بداية الدراسة كانت درجات الاكتئاب والقلق لديهم أقل بعد شهر أو شهرين لاحقين .. إلاّ أنّ العكس لم يكن صحيحاً. فلم يكن لأعراض الاكتئاب والقلق أي تأثير على المستويات المستقبلية للأمل - مجلة (Journal of Personality، 2007) .

الجانب الأكاديمي:

عندما تُؤمن بمستقبلك فإنّ نسبة نجاحك ستكون أكبر. فقد تابع (John Maltby)، المعالج النفسي و البروفسور في جامعة (Leicester) ، وزملاؤه طلاباً جامعيين وذلك على مدى ثلاث سنوات فوجدوا أنّ الطلاب الأكثر تفاؤلاً قد حققوا انجازات أكاديمية أكبر وأن الأمل كان المُتنبئ الأفضل لتحقيق الانجاز الأكاديمي مقارنة بكل من (الذكاء ، الشخصية، و الانجازات الأكاديمية السابقة).

وفي نتائج مشابهة لدراسةٍ قام بها (Kevin L. Rand)، المعالج النفسي والبروفسور في جامعة (Indiana University-Purdue University Indianapolis) وزملاؤه درسوا فيها طُلاب سنة أولى قانون فوجدوا أنّ الأمل كان مؤشراً لأدائهم الأكاديمي وليس التفاؤل البسيط –مجلة (Journal of Research in Personality، 2011) .

ومن المنطقي أنّ التفكير بأمل على عكس التفاؤل هو أكثر توجهاً إلى الهدف. و قال (Kevin L. Rand): يكون الأمل مفيداً أكثر في الحالات التي يتحكم فيها الشخص بعض الشيء بالنتائج كالأداء الأكاديمي في مدرسةٍ للقانون.

الجانب المهني: الأمل سيُبقيك في حالةٍ جيدة حتى بعد سنين الدراسة طبعاً. ففي دراسةٍ نُشرت على الانترنت في أيار، قارن (Lopez) وزملاؤه العلاقة بين " الأمل" و" الانتاجية" وذلك بتحليل 45 دراسة بحثت في أمر 11000 موظف وفي ظل الظروف المتنوعة لمكان العمل فخلصوا إلى أنّ " الأمل " مسؤول عن 14% من " الانتاجية" في مكان العمل متفوقاً في ذلك على الذكاء، التفاؤل والكفاءة الذاتية- مجلة (Journal of Positive Psychology، 2013). ثمّ قال : فبشكل أساسي، الشخص الذي يتمتّع بالأمل يحقق في يوم واحد من الأسبوع عملاً أكثر مما ينجزه الشخص الأقل أملاً في سبع أيامٍ من أسبوع العمل. الصحة النفسية والجسدية:

وبالإضافة إلى أنّ الأمل يُساعدك على التّقدم فهو يُساعدك أيضاً على البقاء على قيد الحياة . وقد درس (Stephen Stern )، طبيب من جامعة (Texas Health Science Center) في مدينة (San Antonio)، وزملاؤه " الأمل" و "معدّل الوفيات" على عيّنةٍ من كبار السن المكسيكيين، الأوروبيين، والأمريكيين . و قد أكمل حوالي 800 شخصا تترواح أعمارهم بين 64-79 سنة استبيانا لليأس بين عامي 1992-1996. وفي عام 1999 قضى حوالي 29% ممن صُنفوا فاقدين للأمل نحبهم بموجب الاستبيان مُقابل 11% فقط ممن كانوا يتمتعون وقتها بالأمل –(Psychosomatic Medicine، 2001).

قال (Lopez) أنّ الذين يتمتعون بالأمل يميلون لصنع خيارات أفضل عندما يتعلق الأمر بالصحة. وكما في كل خصلة نتمتع بها يميل بعض الأشخاص لأن يكونوا أكثر أملاً من غيرهم .

فالأشخاص الذين يُظهرون معدلاً عالياً من الرضا و الانشراح هم الأكثر أملاً . بينما يُظهر الأشخاص العصابيون أنّهم أقلُّ أملاً. وأنّ الأشخاص الآملين هم أفضل في تحديد أهدافهم . ثمّ أردف قائلاً: يميل الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات عالية من الأمل إلى وضع أهداف أكثر وهم أسرع في الانتقال إلى هدف آخر اذا ما فشلوا.

و قد وجد (Lopez) أنّ الناس يتشاركون في بعض الصفات، فعندما نواجه أزمة ما ينقطع قليلو الأمل عن كل شيء، بينما يتخذ الآملون اجراءات تُساعدهم على المكافحة والتأقلم. و هذا ما كان من (James-Enger) والتي قامت بفعل أي شيء تستطيع فعله لتصل إلى هدفها وهو زيادة عدد أفراد عائلتها وذلك من نشر اعلانات التبني، التواصل مع القسيسين السابقين وارسال الرسائل لكل شخص تعرفه على أمل التواصل مع والدة تهبها طفلها للتبني، حيث قالت جيمس : لقد استمريت في البحث و التواصل حتى في الأوقات التي شعرت فيها أني لم أعد أرغب في الحديث عن الأمر أكثر. ثمّ أردفت: إذا أردت أن تمتلك الأمل فعليك أن تتصرف و كأنك تمتلكه .

و على الرغم من ذلك فإنّ الآملين ليسوا بالضرورة مفرطي السرور ولا متفائلين لحدّ السّذاجة. على العكس فغالباً ما يتجه الآملون لأن يكونوا عمليين. وقد شرح (Lopez) ذلك بقوله: إن لم تكن واقعياً في الماضي، فإنّ لديك أهدافاً مدفونة متراكمة عبر الزمن ستُنهكك وستصبح أقل أملاً شيئا فشيئاً.

المصادر:

هنا