البيولوجيا والتطوّر > منوعات بيولوجية

التعرف على الوجوه لدى الشمبانزي

استمع على ساوندكلاود 🎧

من أهم المثيرات في الحياة الاجتماعية في عالم الإنسان و باقي الكائنات هو الوجه. و في دراسات حديثة تشير إلى أن القردة و الإنسان يعالجون الوجوه بذات الآلية (التعرف الكامل). و أشارات دراسات إلى ان الإنسان يمكنه التمييز بين الوجوه و أشكال أخرى بسرعة عالية و هذا ما يتشابه مع العملية التي تقوم بها الشمبانزي للتعرف على وجوه أقرانها. إلا أن هذا الأمر لم يقتصر فقط على هذين النوعين.

اما في تجارب أخرى أشارت إلى أن الرؤية الأمامية الكاملة للوجه تمكننا من التعرف عليه بدقة أكبر من النظر إليه جانبيا و هذا ما أبرز أيضا أهمية التواصل بالعيون.

ويختلف سبب تعرف القردة على الموز و كشفه مثلا عن سبب تعرفه على الوجوه. ففي الحالة هذه يكون اللون هو العنصر الأساسي في تمييز الموز عن باقي الأشياء الموجودة في المحيط. و إن عملية التعرف على الوجه لن تتم بشكل كامل و صحيح إذا عرض الوجه مقلوباً.

ألم نسمع كثيرا بعبارة "تحكي عيونه كثيرا عن حياته" أو "رأيت في عينيه ما لم يتكلم به فمه" هذا لأن وجوهنا تحكي كثيرا من المعلومات التي لا نتفوه بها و لكن نعيها عند النظر إليها و التعرف على أصحابها. إلا أن الآلية ليست بسيطة كما نعتقد و تحتاج لمعالجة تختلف عن باقي الآليات التي نستخدمها للتعرف على سياراتنا أو منازلنا او أي لوحة أخرى. على سبيل المثال، عندما نرى وجها مقلوبا لن نتمكن من تمييزه فورا. و أيضا إن ترتيب عناصر الوجه مهم جدا في عملية التمييز (الترتيب العمودي حيث تقع العينان فالأنف و أخيرا الفم)، فنحن عندما نشاهد وجها قد تغير ترتيب عناصر لن نستطيع تمييزه أو التعرف على صاحبه. أشارت هذه الملاحظات إلى أن الإنسان عندما يرى وجها فإنه يعالجه ككل لا كأجزاء.

ونُلاحِظُ كثيراً أن أول ما يجذب الرؤية البصرية هو الوجه، فأنت عندما تريد التكلم مع شخص ما، فإنَّ أول ما تنظر إليهِ هو وجهه. و لهذا في وسط متجانس العناصر (عدة وجوه فقط) قد تفشل عندنا آلية الكشف السريع عن الوجوه، لأنه بالفعلِ تكون جميع العناصر متشابهة دون وجود عنصر مميز (pop-out). وفي المقابل، عند البحث في مجموعة من الأشكال يتضمنها شكل الوجه فإن العين ستسلط انتباهها عليه فوراً وبشكلٍ تلقائي. إنَّ كل هذه الخصائص أثبتت من خلال التجارب و الملاحظات التي طبقت على مجموعة من القِرَدَةِ عُرِضَ عليها لوحاتٍ لتقوم بالتعرفِ على وجوهٍ و أشكالٍ أخرى، إذ أنَّ الآلية مشابهة إلى حد بعيد الآلية التي يستخدمها الإنسان.

المصادر:

هنا