الطب > السرطان

سرطان الخصية Testicular cancer

استمع على ساوندكلاود 🎧

في سلسلة مقالاتنا عن السرطانات وأنواعها سنتعرف اليوم على سرطان الخصية Testicular cancer وعلى الأعراض التي يمكن أن يسببها، عوامل الخطورة التي يمكن أن تزيد من نسبة الإصابة والأساليب العلاجية ....

تُعتبَر سرطانات الخصية من السرطانات الهامة كونَها تصيبُ الشباب بشكل أساسيّ، ولأنها من السرطانات القابلةِ للشفاءِ بسبب حساسيتها العالية للعلاج الكيميائي، فمعدل البقاء فيها مرتفع مقارنةً بالسرطانات الصلبة الأخرى، ولذلك فالكشفُ المبكرُ والعلاج المناسبُ يؤمنان الشفاء لـ 95% من المرضى تقريباً.

يشكل سرطان الخصية حوالي 1% من السرطانات عند الرجال، إلا أنه أكثر شيوعاً عند الشبابِ الذين تتراوح أعمارهم بين 20-40 سنة، يُشخَّص سنوياً حوالي 8.000 حالة جديدة في الولايات المتحدة.

يصيبُ سرطانُ الخصية الخصيتين اللتين تقعان داخل كيس الصفن، والذي هو بدوره كيس فضفاض من الجلد تحت القضيب. تنتج الخصيتان الحيواناتِ المنويةَ والهرموناتِ الجنسيةَ عند الذكور.

ينتمي سرطان الخصية لمجموعةِ أورامِ الخلايا الإنتاشية Germ cell tumors، وتنشأ الأورام الإنتاشية في معظم الحالات على حساب الخصية (95% من الحالات)، أما في حالات أخرى (5%) فتنشأ على حساب العقد اللمفاوية خلف البريتوان أو على حساب العقد المنصفية.

- من يصاب بسرطان الخصية؟

في الحقيقة كل شابٍّ مؤهَّل للإصابة بهذا السرطان، إلا أن هناك مجموعةٌ من عوامل الخطورة - فيما لو وُجِدت - تزيد من احتمالية الإصابة، نذكر منها :

1. الخصية الهاجرة Cryptorchidism: وهي حالة شائعةٌ تبقى فيها الخصيةُ ضمن جوف البطن أو في المنطقة المغبنية دون أن تنزِل إلى كيس الصفن، وهنا ترتفع نسبة الإصابة 10-40 ضعفاً، وخاصةً عند بقائها في جوف البطن دون ردها جراحياً إلى كيس الصفن.

يمكن تخفيض نسبة الخطورة بإعادة الخصيةِ إلى كيسِ الصفن قبل سنِ السادسة، وبشكل عام يجب أن يتم الإصلاح الجراحي قبل البلوغ وإلا ستتعرض الخصية للتليفِ وستصبح غيرَ وظيفيةٍ وعرضة للتسرطن.

2. متلازمة التأنث الخصيوي Testicular feminization syndrome: وهنا يكون المريض ذكراً وراثياً (XY)، ولكن مع مقاومةٍ للأندروجينات "الهرمونات الجنسية الذكرية"، مما يؤدي إلى عدم تمايزِ أعضائهِ التناسلية الخارجية إلى أعضاءَ ذكريةٍ، فتبدو كأعضاء أنثوية، وتبقى الخصيتان ضمن تجويف البطن، ولذلك تصاب هاتان الخصيتان بالسرطان الذي عادة ما يكون ثنائيَّ الجانب، وتزداد نسبة الخطورة 40 ضعفاً مقارنة بالحالة الطبيعية.

(لمعلومات أكثر عن هذه المتلازمة على الرابط التالي : هنا )

3. متلازمة كلاينفلتر Klinefelter Syndrome: وهنا يكون المريض ذكراً ذو صيغة صبغية (47-XXY)، ويكون لديه ضمور في الخصيتين مع تثدٍّ وشكلٍ يشبه "الطواشي"، وترتفع عند هؤلاء المرضى نسبة الإصابة بالأورام الإنتاشية المنصفية.

(لمعلومات أكثر عن هذه المتلازمة على الرابط التالي : هنا)

- ما هي الأعراض التي يشتكي منها المصاب بسرطان الخصية؟

إن أكثرَ الأعراضِ شيوعاً وأهمَّها هو وجود كتلةٍ خصيوية غيرِ مؤلمة، وقد يراجع المريض بحسِّ عدم ارتياح أو تورم مكان الخصيتين، وقد يُشخَّص خطأً على أنه التهابٌ في البربخ أو الخصية ويُعطى بناءً على ذلك شوطاً من الصادات الحيوية.

كما قد يراجع المريض بشكوى نقصٍ في الخصوبةِ، آلامٍ ظهرية (بسبب النقائل خلف البريتوان) ، أعراضٍ صدرية من ضيق نفس أو نفثٍ دموي (بسبب النقائل الرئوية)، وقد يراجع بقصة ألم حاد نتيجة انفتال الخصية المصابة بالسرطان.

- الفحوصات والتحاليل المتبعة:

• الموجات فوق الصوتية: عندَ وجودِ كتلةٍ خصيويةٍ يجبُ على الطبيب إجراءُ إيكو عبر الصفن لتحديد ماهية الكتلة، وتمييز الكتل الكيسية عن الصلبة.

• تحليل الدم: يجب أن يتم تحليلُ دم المريض لمُعايَرة الواسمات الورمية "علامات مميزة للسرطان" (aFP ، BHCG ، LDH) لما لها من دور هام في التشخيص ومتابعة العلاج.

• التحليل النسيجي: من الجدير بالذكر أنه لا يجوز أبداً إجراءُ الخزعةِ "أخذ عينة من الورم" عبرَ كيس الصفن، لأن ذلك سيؤدي إلى انزراعِ الخلايا الورمية في كيس الصفن وهذا الأمر سيؤثر سلباً على النتائج العلاجية، وعند وجود كتلة مُشتـبَـهة في الخصية يجب إجراء استئصالٍ لكاملِ الخصية عبر المِغبَن Inguinal وليس عبرَ كيس الصفن، وبعد الاستئصال يتم إرسال العينة إلى مخبر التشريح المرضي ليتم فحصها ومعرفة النمط النسيجي للكتلة المشتبهة.

تقسم أورام الخصية من الناحية المرضية إلى نوعين رئيسيين:

• الأورام المنوية Seminoma: تحدث في جميع الفئات العمرية، ولكن إذا تقدم الرجل في السن وأصيب بسرطان الخصية فمن المرجح أن يكون ورمه من النوع المنوي. تُعتبَر الأورام المنوية أقلَّ عدوانية من الأورام غير المنوية وتشكل حوالي 45% من أورام الخصية.

• الأورام غير المنوية Nonseminoma: يميل هذا النوع إلى التطور في وقت سابقٍ من الحياة ثم النمو والانتشار بسرعة. وتشكل هذه الأورامُ حوالي 55% من أورام الخصية ، وتضم السرطانة الجنينية Embryonal carcinoma، السرطانة المشيمائية Choriocarcinoma، أورام الكيس المحي Yolk sac tumor، والأورام العجائبية Teratoma.

- العلاج

قبل البدء بالعلاجِ فإن الخطوةَ الأولى كما قلنا هي استئصالُ الخصيةِ الإربيُّ، ثم بعد ذلك يتم تحديدُ مرحلةِ الورم وبناءً عليها إما أن يوضع المريض على المراقبة أو على العلاج الكيميائي أو على العلاج الشعاعي.

وبما أن العلاجاتِ الكيميائيةَ تؤدي إلى نقصِ الخصوبةِ فيجب نصح المريض بإجراء تخزينٍ للنطاف قبل البدء بالعلاج الكيميائي.

للتعرف على كيفية الفحص الذاتي للخصية يمكنك قراءة المقال التالي : هنا

المصادر :

هنا

هنا

هنا

Manual of clinical oncology، 7th edition

Cancer principles & practice of oncology، 9th edition

Tumor board review، 2nd edition