العمارة والتشييد > التصميم المعماري

ناطحات سحاب من حاويات الشحن في مومباي!

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعاني كل من الطبقات متوسطة ومنخفضة الدخل من أزمة سكن في أغلب مدن العالم بسبب ارتفاع أسعار العقارات، لذلك يحاول المعماريون دوماً أن يجدوا بديلاً للمساكن الخرسانية مرتفعة الثمن، فكانت فكرة إنشاء الأبنية المصنوعة من حاويات الشحن مقترحاً وبديلاً لإيواء الفقراء مؤقتاً في مدينة مومباي.

فازت شركة CRG Architects للهندسة المعمارية بالجائزة الثالثة في مسابقة للأفكار ركزت على توفير مساكن مؤقتة في مدينة مومباي في الهند. كان مقترح Containscrapers أو ناطحات سحاب الحاويات ل CRG يقوم على إيواء 5000 من سكان المدينة عبر تكديس وتجميع 2500 حاويات شحن يصل ارتفاعها إلى 400 متر، توضع ضمن الأحياء الفقيرة في منطقة (دارافي) ذات الكثافة السكانية العالية. هذا الطرح الخارج عن المألوف، يستوجب بناء هيكل إنشائي خرساني داعم للبناء، وبحال بنائه، سوف يقدم مجموعة من الخيارات السكنية، من الشقق الصغيرة إلى مساكن تحتوي على ثلاث غرف نوم.

الشكل غير المنتظم لموقع البناء يضمن الحرية الكاملة للتصميم والتقليل من السيئات. المشروع يقترح تصميم برجين يتناسب مكانهما وتقسيم الحجوم فيهما مع شكل الموقع، كما قرر الفريق تصميم قاعدتي البرجين على شكل أسطوانتين للحصول على أكبر قدر ممكن من الإطلالات الجميلة ضمن واجهات البناء، مستفيدين من المناظر الرائعة الموجودة حولهما. أما بالنسبة للكتلة التي لا تتناسب مع الأسطوانات، فستبنى بشكل متراكب لتزيد من ارتفاع البرج. ينوه الفريق إلى أن خصائص البيئة المحيطة والشوارع المستقبلية ستضمن للمشروع هندسةً مثاليةً.

إن هذه الحاويات مصممة على أسس معيارية فهي تحتوي على فتحة واحدة، وبحال استخدامها كنافذة فإن هذا لن يكون خياراً مثاليا فهذه الفتحة موجودة على الجانب الصغير من الحاوية وستعطينا إطلالة باتجاه واحد وتصميماً غير عملي، لذلك قرّر المصممون إدارة وضعية الحاويات 90 درجة واستخدام الواجهة العريضة من الحاوية لفتح النوافذ، ومن ثم تغيير موضع الحاويات بحيث تتوزع بشكل دائري على الأساسين الأسطوانيين للبرجين، بحيث يمكن الحصول على إطلالات متعددة على الموقع العام من خلال تناوب مواضع تلك الحاويات حول الأسطوانتين، كما أن هذا التصميم سيجعل الرياح تتدفق من خلال الفراغات بين الحاويات، مما يقلل من كمية الحرارة في البناء.

سيطرأ تغيير واضح وكبير على خط الأفق في مدينة مومباي إن تم بناء برجَي Containscraper كعنصر جديد ضمن شبكتها العمرانية الكثيفة. ويمكن القول إن بناء البرجين سيشكل التحدي الجديد من ناحية الارتفاع في المدينة فارتفاع البرج الأول يصل إلى 400 متراً، أما البرج الثاني فهو أقصر وارتفاعه يصل إلى 200 متراً.

إن موضع هذين البرجين هو الحل للشكل غير المنتظم للموقع، وهو سيعطي هذه المنطقة الفرصة لتصبح المَعْلَمَ الجديد للمدينة بحضورٍ بصريّ جديد.

يرى الفريق المصمم أن اختيار التصميم الدائري لمسقط القسم السفلي من البناء هو تكريس للطريقة القديمة في استخدام المساقط الدائرية لتسهيل الدفاع عن النفس ضمن البناء، وحسب رأي المصممين فإن هذا سيسمح للسكان بالشعور بالأمن بشكل أعلى ضمن بنائهم الذي يتمتع بهذه الخصائص.

من الجدير بالذكر أيضاً أن نواة كلّ من البرجين تتكون من حاويات موضوعة بشكل عمودي، مما يسمح باستخدامها كجزء من عناصر بناء مصاعد البرج.

إن كل حاويتين تُجمعان فيما يدعى صندوقاً، وقد يبدو للمشاهد بأن توزيع هذه الصناديق عشوائي، ولكنه ليس كذلك. يوضح الفريق المصمم أن توزيع الصناديق يتبع نمطاً رياضياً مبرمجاً وفقاً لخصائص البيئة، لتوفير أكبر قدر من المرونة في توزيع الوحدات على الارتفاع؛ ولضمان درجة عالية من العشوائية في التوزيع لهذه الوضعيات، فإن الوحدات المخصصة لخزانات المياه ووحدات الهياكل الفارغة تتبادل لضمان ترتيب منتظم للارتفاع، ليتسنى لكل ساكني البرجين التمتع بالحدائق الشاقولية، ولضمان أن كل المساكن سيتوفر لها متطلباتها من المياه على نحو سلس.

الرسم ثلاثي الأبعاد المفصل لأصغر وحدة من الحاويات، يبين كيف يتم توزع مرافق الخدمات حول المياه النظيفة والمياه الرمادية والمياه السوداء*، وتوفير نظام إعادة تدوير لإعادة استخدام المياه لكل وحدة. إن توزيع الحدائق العمودية على الارتفاع، بالإضافة لفصل الوحدات السكنية عن بعضها، يساعد النظام بأكمله على إزالة وتقليل السخونة الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف في مومباي، وانتقال الحرارة عبر الواجهة المعدنية لكل حاوية.

إن عملية تلوين الواجهات تمت بعد دراسة تحليل التأثير الشمسي للموقع، حيث تلون الحاوية أولاً بلون يشابه لونها الأصلي، ثم يتم توزيع الحاويات حسب ألوانها على البناء بما يتناسب مع معدل التسخين لكل جانب من البرج، وبالاعتماد على ميل الحاوية ضمن موقعها. وتبعاً لذلك، تكون الألوان الدافئة على الجانب الجنوبي، والألوان الباردة على الجانب الشمالي، وستتدرج الألوان مع الانتقال بين هذين الجانبين، أي في الجانبين الشرقي والغربي من الأبراج.

إن هذه ليست المرة الأولى لتجريب مفهوم تحويل حاويات الشحن إلى وحدات سكنية، حيث أنه قد جُرّب في عدد من المدن الأخرى لإيجاد أماكن سكن مؤقتة، أو حلاً لمعالجة نقص المساكن ذات الأسعار المعقولة، كما أن أكثر استعمالاتها تكون لإيواء المشردين المحليين. فهل ترون أن هذا الحل معقول؟ أم أن له مساوئ لا يمكن تجاهلها؟ شاركونا برأيكم!


مياه رمادية: هي المياه الخارجة من المغاسل وأحواض الاستحمام والغسالات والمصارف الأرضية.

مياه سوداء: مياه الصرف الحاوية على فضلات الإنسان ومياه المراحيض وأوراق التواليت.

المصدر:

هنا

هنا