الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

التغذية وجراحة تصغير المعدة-2- التمارين الرياضية والمضاعفات المحتملة

استمع على ساوندكلاود 🎧

تحدثنا في المقال السابق (هنا) عن الحمية الغذائية المناسبة قبل وبعد العمل الجراحي على المعدة بهدف تصغيرها وسنتناول اليوم التمارين الرياضية وماقد يحدث مع المريض من مضاعفات.

1- التمارين الرياضية بعد عملية جراحة المعدة:

إن خسارة الوزن والمحافظة عليه يتطلبان المحافظة على أسلوب حياة صحي كامل، وليس فقط تخفيض المدخول اليومي من السعرات الحرارية، ولذلك فإنّ التمارين الرياضية مهمةٌ جداً للوصول إلى الهدف المطلوب. ومن المعروف أنّ التمارين الرياضية تتمتع بفوائد كثيرة ليس فقط على خسارة الوزن، بل أيضاً على تحسين الصحة بشكل عام والتقليل من عوامل الخطورة في أمراض القلب وبعض أنواع السرطانات.

بعد إجراء العمل الجراحي، سيكون على المريض أن يمارس نشاطاً فيزيائياً بسيطاً، يتزايد بشكل تدريجي إلى نشاط متوسط الشدة، بحيث تتراوح المدة في البداية 10 دقائق فقط.

بشكل عام، ينصح المريض بالتمارين التي يمكن إجراؤها بسهولة بشكل يومي، كالمشي السريع، وركوب الدراجة، وحتى الاهتمام بالحدائق. لينتقل تدريجياً إلى السباحة، والمشي لمسفات محددة، وصعود السلالم.

2- المضاعفات بعد العملية:

- يمكن للمريض أن يعاني من تمدد كيس المعدة نتيجة عدم الاهتمام بالحصص الغذائية وحجمها المحدد.

- التقيؤ نتيجة تناول كميات فائضة عن قدرة المعدة على التحمل.

- تشكل حصى الصفراء نتيجة انخفاض الوزن بشكل سريع وجائر.

- عوز غذائي للفيتامينات وبعض العناصر المعدنية نتيجة سوء الامتصاص.

3- عوز المغذيات قبل وبعد عمليات تصغير المعدة:

من المعروف أن المريض الخاضع لعملية تصغير المعدة يكون عرضةً للإصابة بعوز الفيتامينات والمعادن نتيجة انخفاض المدخول اليومي من الحريرات والمواد الغذائية بشكل عام. ولكن المفاجئ في الأمر هو أن دراسة حديثة وجدت أن 20% من الأفراد الذين يخضعون لعمليات تصغير المعدة يعانون من عوز سابق للفيتامينات والمعادن، وخاصة الحديد وفيتامين D. ويعود ذلك إلى طبيعة نظامهم الغذائي غير الصحي والذي يكون غنياً بالدهون والسكريات وفقيراً بالألياف، الأمر الذي يؤدي إلى حرمانهم من العديد من المغذيات الصغرى الضرورية لعمل الجسم وصحته.

يؤكد ذلك على ضرورة تأمين وترميم احتياج الجسم من جميع العناصر والفيتامينات الضرورية قبل إجراء العمل الجراحي باستخدام المكملات الغذائية، أو كما ذكرنا سابقاً عبر اتباع المريض لحمية خاصة قبل العملية الجراحية، فمن شأن ذلك أن يحسّن من نتائج العمل الجراحي، وخاصة فيتامين D الذي يملك دوراً في تقليل الالتهابات والتسريع في شفاء الجروح.

• متلازمة الإغراق Dumping syndrome:

واحد من أهم مضاعفات عمليات تصغير المعدة (وخاصةً تحويل المعدة Gastric bypass) وتحدث نتيجة تناول طعام مرتفع المحتوى من السكر أو الدسم، حيث يمر الغذاء سريعاً عبر المعدة لـ "يُغرق" الأمعاء الدقيقة بالطعام إن صحّ التعبير. يبدأ الأمر بارتفاع شديد لسكر الدم، يليه إفراز كميات كبيرة من الإنسولين وعودة انخفاض سكر الدم من جديد، مما يؤدي إلى الإصابة بمجموعة من الأعراض كآلام البطن والغثيان والتقيؤ والدوار والتعرق وأخيراً الإسهال الذي عادةً ما يكون دهنياً.

قد تكون الأعراض المترافقة بهذه المتلازمة كفيلة بدفع المريض إلى الامتناع عن تناول الحلويات، مما يساهم إيجاباً في تخفيض الوزن. إلا أن الاعتماد الأساسي سيكون دائماً على قدرة المريض وإصراره على الامتناع عن هذه الأطعمة والالتزام بأساسيات الحمية الغذائية الموضّحة آنفاً.

4- توصيات عامة:

لنتذكر معاً أهم التوصيات:

1. من المهم جداً أن تحافظ على رطوبة الجسم وذلك بشرب 1-1.5 ليتر من الماء، وحاول أن يكون ذلك بين الوجبات وليس معها، وذلك كي لا تمتلئ المعدة بسرعة نتيجة شرب السوائل مع الطعام. لا تستخدم القشّة في شرب السوائل، وتجنب المشروبات الغازية (المكربنة) تجنباً لدخول الهواء إلى المعدة. تجنب أيضاً المشروبات الكحولية لأن امتصاص الكحول يكون سريعاً بعد العملية الجراحية مما يجعل تأثيراته صعبة الضبط.

2. ركّز على الأطعمة البروتينية، وابدأ بتناولها أولاً خلال الوجبة الغذائية تحسّباً لبلوغ مرحلة الشبع قبل الحصول على الكمية اللازمة منها، فهي ضرورية جداً وخاصةً في مرحلة الاستشفاء. وتأقلم مع العلامات المبكرة للشبع تجنباً لتناول كميات لا تستطيع معدتك تحمّلها.

3. تجنب الأطعمة مرتفعة المحتوى من الدسم والسكريات، فقد يكون هضمها صعباً على الجهاز الهضمي بعد العملية الجراحية.

4. تتسم الأطعمة النشوية بأنها ذات تأثير محفّز للمرضى الذين يعانون من بدانة سابقة، وقد يؤدي تناولها بكميات كبيرة إلى اكتساب الوزن الذي خسره المريض ثانيةً أو الفشل في تخفيض الوزن بشكل كامل. يجب أن يعتمد المريض على الخضار والفاكهة كمصدر للتزوّد بالكربوهيدرات الضرورية لحصول الجسم على الطاقة، إلا أن الصعوبة تكمن في عدم اهتمام المرضى بتناول الخضار والفواكه في الفترة ما قبل العمل الجراحي، مما يجعل التعوّد عليها يحمل بعض الصعوبات في الفترة اللاحقة. إن كنت مضطراً لتناول أحد أنواع الأطعمة النشوية فيفضّل اختيار الأصناف المصنوعة من الحبوب الكاملة سواء كان ذلك من الخبز أو الأرزّ أو المعكرونة.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا

6. هنا

7. هنا

8. هنا

9. هنا