الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

التغذية وجراحة تصغير المعدة-1- النظام الغذائي قبل وبعد العملية

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعمل جراحات تخفيض الوزن بجميع أنواعها على الحد من الكمية التي يمكن للمعدة أن تحتويها من الطعام، وتقليل قدرة الجهاز الهضمي على الامتصاص بهدف الحدّ من الحريرات الداخلة إلى الجسم.

ويعدّ الارتفاع الكبير في مؤشر كتلة الجسم BMI شرطاً أساسياً لإجراء عمليات تخفيض الوزن بتصغير المعدة، حيث يجب أن يتجاوز الـ 40، حتى يسمح الطبيب بإجراء العملية، أو أن يتراوح بين الـ 35 و40 لمرضى القلب، والسكري، والكوليسترول المرتفع، وانقطاع التنفس خلال النوم. كما يجب ألّا يزيد عمر المريض عن 65-70 سنة شرط أن يكون قد جرب طرقاً أخرى لتخفيض الوزن وفشل في تحقيق ذلك.

1- النظام الغذائي قبل العملية الجراحية:

يشجّع الأطباء المرضى الذين يرغبون بإجراء العملية الجراحية على الالتزام بحميةٍ محدودة السعرات الحرارية لمدة أسبوعين على الأقل قبل العمل الجراحي بهدف تخفيض قليلٍ من الوزن، فمن شأن ذلك أن يحسّن من النتائج اللاحقة للعملية الجراحية.

كما يجدر بالمريض أن يتوقف عن تناول الأدوية المميعة للدم (كالأسبيرين Aspirin) والمكملات العشبية قبل أسبوع على الأقل من موعد العملية الجراحية، ويُنصح بتناول السوائل فقط في اليومين السابقين للعملية.

2- النظام الغذائي بعد العملية الجراحية:

لا جدال في أن الهدف الأساسي للتوصيات الغذائية بعد عملية تصغير المعدة هو الحدّ من المدخول اليومي من الحريرات مع الحصول على وجباتٍ متوازنةٍ تضمن عدم حدوث عوزٍ للمغذيات مع المحافظة على كتلة النسيج العضلي في الجسم. وبناءً على ذلك، تتطور الحمية الغذائية تدريجياً خلال الأشهر الستة الأولى وفق الخطوط العامة التالية:

• يمكن أن يبدأ المريض بتناول السوائل الخفيفة مباشرةً بعد إجراء العملية الجراحية، ويستطيع أن ينتقل إلى السوائل الأخرى بعد العودة من المشفى إلى المنزل. في هذه المرحلة يكون حجم المعدة صغيراً جداً، حوالي ربع كوب فقط (أي بحجم بيضة تقريباً)، ولهذا السبب يجب أن يتناول المريض رشفتين أو ثلاث فقط من السوائل وببطء شديد، ومن ثمّ الانتظار مدة 10 دقائق قبل تناول المزيد. سيساعدك ذلك على تعلم حدود تحمّلك للطعام وعدم تجاوز هذه الحدود، حيث أن تجاوزها قد يؤدي إلى الشعور بالغثيان أو الألم.

• خلال أسبوعين، يمكن أن يبدأ المريض بتناول بعض الأطعمة البروتينية قليلة الدسم على شكل سوائل كثيفة (سيمكة القوام) تدريجياً كالحليب خالي أو قليل الدسم، واللبن خالي الدسم، والجبن الأبيض الطري قليل الدسم، والشوربات قليلة الدسم. الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو تناول حصص صغيرة بحيث يتم إفراغها من المعدة بسرعة وسهولة. ابدأ بتناول ملعقة واحدة ثم ملعقتين حسب درجة التحمّل. يجب ألّا يتجاوز مدخولك اليومي من الحريرات الـ 400 كيلوكالوري في أي حال من الأحوال.

• في الأسبوع الثالث والرابع بعد العملية، يصبح بإمكان المريض أن يبدأ بتناول الأطعمة المهروسة والطرية، كاللبن، والخضار أو البطاطا المطبوخة والمهروسة، والفواكه المعلّبة، والتونا المعلّبة، واللحم أو الدجاج الطري. تناول كميات صغيرة وامضغ الطعام جيداً، ولا تتناول أكثر من قضمتين كل 20 دقيقة عند إضافة نوع جديد من الطعام إلى وجبتك. تجنب في هذه الفترة تناول جميع أنواع الخبر واللحوم صعبة المضغ.

• من نهاية الشهر الأول وحتى الشهر الثاني بعد العملية الجراحية، يصبح المدخول اليومي من الحريرات حوالي 500 كيلوكالوري، ويجب على المريض أن يقسمها على 6-8 وجبات صغيرة، مع المحافظة على وجبة صلبة حجمها ربع كوب، وسوائل بحجم نصف كوب كل مرة.

ويُذكر من الأطعمة التي يمكن للمريض تناولها عصيدة الحبوب الساخنة المحضّرة مع الحليب خالي الدسم، وبياض البيض المخفوق، وشوربة الدجاج بالشعيرية قليلة الدسم، والجبن الأبيض الطري قليل الدسم، واللبن قليل الدسم، واللحم الطري المفروم، والخضار المطبوخة والمهروسة.

• من الشهر الثاني حتى الشهر السادس، يزداد استهلاك المريض من السعرات الحرارية ليبلغ 900 - 1000 كيلوكالوري/اليوم، ويجب أن يحصل على 65-75 غراماً من البروتينات بشكل يومي، فالبروتين هو المكون الغذائي الأهم بعد عمليات تخفيض الوزن. وتتضمن الحصص الغذائية اليومية ما يلي:

- ثلاث حصص من الحليب ومنتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم.

- ثلاث حصص من اللحوم أو بدائلها قليلة أو خالية الدسم.

- ثلاث حصص من النشاء، مع الحدّ من الخبر والأرزّ.

- حصة واحدة من الفواكه (تجنب الفواكه المجففة وتناول الفواكه بدون القشر).

- حصتان من الخضار والمطبوخة بشكل جيد (تجنب الخضار النيئة).

- حافظ على تناول ربع كوب من الأغذية الصلبة ونصف كوب من السوائل في كل مرة، وتأكد بأن عدد الوجبات لا يقل عن ستة في اليوم.

يضاف إلى الأطعمة المذكورة في المرحلة السابقة إمكانية تناول بيضة كاملة (الصفار والبياض معاً)، والفواكه المعلّبة المحفوظة في محلول سكري أو في عصير الفاكهة، والبطيخ (الشمّام) المقطّع.

• أما النظام الغذائي النهائي، فيستمر خلاله المريض بتناول 900 – 1000 كيلوكالوري/يوم فقط، ويمكن في هذه المرحلة تخفيض عدد الوجبات إلى ثلاثة مع وجبتين خفيفتين طوال اليوم، ويمكن للمريض تناول أنواع جديدة من الأطعمة منخفضة الدسم والسكر والحريرات.

في حال تسببت الخضار النيئة، والفواكه الطازجة أو المجففة، والخبز، والفُشار، والمكسرات، واللحم الأحمر بأي شكل من أشكال الانزعاج فيجب تجنب تناولها واللجوء إلى أنواع أخرى من الأطعمة.

..................................

في الجزء الثاني من مقالنا سنتناول التمارين الرياضية وبعض الاضطرابات الصحية التي قد يعاني منها المريض جراء العملية وعدم اتباع الحمية الصحيحة.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا

6. هنا

7. هنا

8. هنا

9. هنا