الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

مفاجأة! دهون منتجات الألبان تساعدك على تجنب السمنة

استمع على ساوندكلاود 🎧

يبدو للوهلة الأولى، أن استهلاك دهونٍ أقل يجعلك أقل سمنة. لكن وفي بعض الحالات فإنّ العلم يقول غير ذلك، على الأقل فيما يتعلق بالمنتجات اللبنية بالرغم من أنَّ الحليب كامل الدسم يحتوي على وحداتٍ حراريةٍ أكثر من الحليب المقشود.

دراسةٌ في عام 2006 نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية American Journal of Clinical Nutrition، بحثت في دور استهلاك منتجات الألبان في تنظيم وزن الجسم لـ 19,352 امرأة سويدية تترواح أعمارهن بين 40 و 55 عاماً.

وجدت الدراسة أن تناول حصةٍ أو أكثر يومياً من الألبان كاملة الدسم، مُرتبطٌ عكسياً مع زيادة الوزن خاصةً للنساء ذوات الوزن الطبيعي واللواتي يستهلكن الحليب كامل الدسم أو اللبن الرائب.

في عام 2013 المجلة الاسكندنافية للرعاية الصحية الأولية Scandinavian Journal of Primary Health Care، نشرت نتائج دراسةٍ استهدفت تأثير مدخول دهون الألبان على 1,782 رجل، وجدوا أن استهلاك الزبدة، الحليب عالي الدسم و الكريما عدة مراتٍ إسبوعياً كان مرتبطاً بمستوياتٍ منخفضةٍ من السُّمنة المركزية (السمنة في منطقة البطن). بينما، مدخولٌ منخفضٌ من دسم المنتجات اللبنية كان مرتبطاً مع خطرٍ أعلى لتطور السمنة المركزية ( أي نسبة الخصر للورك تساوي أو أكبر من واحد وهذا يعني حجم كبير في المنتصف).

المزيد بعد؟ المجلة الأوروبية للتغذية European Journal of Nutrition نشرت تحليل ميتا لـ 16 دراسةً حول العلاقة بين دسم الألبان، السمنة، وأمراض القلب الوعائية، حيث لم تدعم النتائج فرضية أن دهون المنتجات اللبنية كاملة الدسم تساهم بالسمنة أو خطر الإصابة بالأمراض الوعائية. كما أشارت النتائج أن استهلاك الألبان الغنية بالدسم ضمن أنظمة غذائية نموذجية مرتبط عكسياً مع خطر السمنة.

هذه المفارقة تحتم علينا أن نطرح سؤالاً: لمَ تناول المنتجات اللبنية الكاملة الدسم يقلل خطر الاصابة بالسمنة؟!

Walter Willett من مدرسة Harvard للصحة العامة في مقابلةٍ مع NewScientist طرح تفسيراً محتملاً للموضوع وهو أن المنتجات كاملة الدسم تعطي شعوراً أكبر بالشبع، بمعنى أنك لو تناولت الحليب كامل الدسم على الفطور سيقلل ذلك احتمال تناولك للحلوى بعد ساعة أخرى.

"كما أن بعض الحموض الدهنية في منتجات الحليب لها تأثيرٌ إضافيٌ على تنظيم الوزن، والكثير بل ومعظم المنتجات قليلة أو خالية الدسم يضاف لها السكر لتعويض النكهة المفقودة وهذا بدوره سيحرّض على اكتساب مزيد من الوزن مقارنةً باستهلاك المنتجات كاملة الدسم.

فيما يتعلق بالدهون المشبعة التي تحتويها المنتجات اللبنية والتي تكثرُ حولها التحذيرات، خذ نفسا عميقاً ...

بشكل عام الحليب كامل الدسم يحتوي على 3.25% دهون والكوب الواحد يحوي 8 غرام من الدهون منها 5 غرام دهون مشبعة. القاعدة العامة تقول دوماً أن كل شيء "مفيد" لكن بشرط "الاعتدال"، تناول الكثير من أي شيء يمكن أن يضرك.

بكلماتٍ أخرى في حال تناول طعامٍ دسمٍ على الفطور كاللحم المقدد فعليك ألّا تتناول كأساً من الحليب كامل الدسم، وإذا كان عليك الاختيار بين الاثنين فعليك بالحليب حتماً، لأنه يحتوي إضافةً للدهون على مُغذّياتٍ عديدةٍ ومفيدةٍ للجسم، حيث أن أجسامنا تحتاج للدهون لامتصاص الفيتامين الذوابة في الدهون كفيتامينA و D.

وبتحليل ميتا لـ 21 دراسةً نُشر عام 2010 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية American Journal of Clinical Nutrition وجد أنه ما من دليل هام على أن الدهون المشبعة المتواجدة في الألبان مرتبطةٌ برفع خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية أو أمراض القلب والأوعية الدموية.

الحليب يحتوي على تسعة مكونات أساسية وهي: فيتامينات A وD وB، الكالسيوم، البروتين، البوتاسيوم، الريبوفافين، النياسين، والفوسفور؛ حيث أن كأساً واحداً من الحليب يوفر بين 10 % وحتى 30% من المدخلات اليومية الموصى بها لثماني مغذيات أساسية موجودة الحليب. لكن عند تناول الحليب المقشود، فسيتم خسارة فائدة فيتامينA وD الذوابيَّن بالدهون. الفيتامين A المفيد للبشرة والأسنان والرؤية يوجد طبيعياً في الحليب الكامل الدسم وعند إزالة الدهون من الحليب يتم خسارة معظم كمية هذا الفيتامين، والحال نفسه بالنسبة للفيتامين D .

يمكننا الحصول على الدهون المفيدة لامتصاص هذه الفيتامينات من وجباتٍ أخرى لكنها لن تكون مفيدة لامتصاص الفيتامين إلا عند استهلاكها بنفس الوجبة. والنتيجة هي أن كوباً من الحليب قليل أو خالي الدسم لن يعطيك جميع الفيتامينات التي تكسبها بحال تناولك لكأس حليب كامل الدسم.

كما أن الحليب منخفض الدهن يمر عبر مراحل تصنيعية أكثر من الحليب الكامل حيث أن استخلاص الدهن من الحليب يعتبر عملية تكنولوجية معقدة نسبياً، ودائماً ما ينصح الأخصائيون باعتماد الطعام المعرض لعمليات تصنيعية أقل لأنه سيكون أكثر فائدة، كما أن الحليب كامل الدسم يتعرض لعمليات تصنيعية أقل بالإضافة إلى أن طعمه ألذ وأكثر غنى.

في الختام يجب التأكيد على القاعدة الذهبية وهي أن التناول المتوازن والمعتدل للأغذية الصحية يساعد على الحصول على الكميات الضرورية للجسم وبمقاديرٍ منتظمةٍ كافيةٍ لتلبية حاجة الجسم دون أن تفيض عنها.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

الدراسات:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا