الطب > مقالات طبية

حقيقةٌ أم خرافة: حلاقةُ الشعرِ بالشفرةِ تجعل نموه أثخن؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

عند إزالة الشعرِ غير المرغوب فيه عن الساقِ مثلًا باستخدام شفراتِ الحلاقة نشدُّ الجلد؛ لِتستطيع الشفرةُ حلاقةَ الشعر، لكنّنا نعتقدُ بأنَّه سينمو من جديدٍ أثخنَ وأغمقَ لونًا، كما ينمو عند طائر الفينيق المبعوث إلى الحياة من جديد.

تؤكِّدُ آمي مايكل Amy McMichael رئيسةُ قسم الجلدية في Wake Forest Baptist Health أنَّه لا توجدُ حقيقةٌ علميةٌ تثبت نموًا أثخن للشعر بعد حلاقته، ولكن الناس يتناقلون هذه الخرافة بسبب محدوديةِ ملاحظتهم. فالصبي الذي حلقَ شاربه، ونما شعرُه على نحوٍ أثخنَ من قبل ربما بمحضِ الصدفة تزامن ذلك مع تأثير الهرمونات الطبيعية في جسمه، والتي تزيد نمو الشعر وقت البلوغ ولم تسببِ الحلاقةُ ذلك.

وربما تُسبب الحلاقة المستمرة والمُبالَغ فيها ظهورَ شعر ثخين لفترة قصيرة، فنهاية الشعرة تشبهُ النهايةَ الدقيقةَ لقلم الرصاص، فعندما تقصُ الشفرةُ الشعرةَ يظهرُ الجزءُ الثخين المتبقي والذي يكون أغمق؛ إذ تَظهرُ هذه الشعراتُ القصيرةُ والتي حُلِقت نهايتها قريبةً جدًا من الجريب المنشأ؛ فتظهرُ ثخينةً وسميكة، ليس بسبب تغييرٍ حقيقي في نمو الشعرة بعد الحلاقة. فطرفُ الشعرة الذي قصصتَهُ هو الذي سينمو من جديدٍ ويظهر دقيقًا من جديد (ولا بدَّ من التنويه إلى أنه في حالات نادرة يسبب إزالة الشعر بالشمع من جذره نموه من جريباتٍ شعريةٍ أخرى).

لقد عالج الأدب الطبيُّ هذه المسألة؛ فقارن نمو الشعرِ الطبيعي ونموه بعد الحلاقة. وفي عام 1928 أُجريت دراسةٌ على أربعة رجالٍ -بعد موافقتهم- إذ حلقوا شعر لحيتِهم واستخدموا شفرات الحلاقة وكريم الترطيب نفسه في درجة حرارة ثابتة. وبعد متابعتهم توصَّل الباحثون إلى أنَّه لا يوجد دليلٌ علميٌ على أنَّ الحلاقةَ تسرِّع نمو شعر اللحية.

وفي دراسةٍ حديثةٍ أُجرِيت على خمسة رجال بيضٍ؛ ليتحققَّ العلماءُ عن طريقها حقيقةَ تضاعف نمو الشعر بعد الحلاقة المتكررة، فحلق كل متطوعٍ شعر إحدى ساقيه كل أسبوعٍ لمدة شهر وترك شعرَ الساق الأخرى لينمو طبيعيًا، وكانت النتيجة أنَّه لا فرق بين الساقين من حيث سماكة الشعر وخشونته أو معدلِ نموه.

وتؤكد الأختصاصيةُ الجلديةُ ميلاني غروسمان Melanie Grossman أنَّ النساء يقمْنَ بحلاقة شعر الساق دائمًا، فلو كان الشعر ينمو على نحوٍ أثخنَ وأغمقَ لأصبحت أشكالهنَّ كالغوريلا. وأكدت آمي مايكل Amy McMichael أننا لم نكن لنهتمَّ بتساقط شعر الرأس لو كان ينمو من جديد أثخن من قبل.

والأمر مشابهٌ عند إزالة الشعر بالشمع، فلا ينمو أغلظَ بعد نزعه من جذوره. ولا ننسى تأثير الهرمونات والوراثة على هذا النمو،  فالجوَّ المحيط يؤدي دورًا في ذلك أيضًا.

وتقول آمي مايكل Amy McMichael: "إنَّك إذا قرصتَ منطقة من الجلد على نحوٍ قوي فربما ستعود قاسيةً وخشنةً، وربما سيبدو الشعر أثخنَ والأعصاب كذلك وكل ما تحتويه هذه المنطقة.

هناك سببٌ آخرُ يفسر ظهور الشعر ثخينًا لأول مرةٍ بعد الحلاقة، وهو أنَّه لم يتعرض بعدُ للعوامل المسمرةِ وللشمس فيبدو ثخينًا وغامقًا في الضوء.

إذن دعونا نوقف انتشار هذه الخرافة، ونمنع نقلها بين الأجيال لأنَّه لا يوجد دليلٌ علميٌ على صحتها.

ملخص المقال: الكثيرُ منا يعتقد بأن حلاقةَ الشعر باستخدام الشفرةِ يعيد نموه أثخن، ولكن الباحثين أجروا تجاربَ تنفي صحةَ هذا القول، وتؤكد أن نموه ثخينًا أحيانًا محضُ صدفة.

المصدر:

هنا