الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

الدور العلاجي للمكملات الغذائية - علاج الداء السكري من النمط الثاني

استمع على ساوندكلاود 🎧

الداء السكري واحدٌ من أكثر أمراض العصر المزمنة انتشاراً، فالدراسات الإحصائية تشير إلى إصابة الملايين سنوياً. بعيداً عن الأدوية التقليدية المستخدمة، سنسلط الضوء في هذا المقال على دور المكملات الغذائية في العلاج بالرغم من كثرة التقارير المتناقضة بين مؤيدٍ ومعارضٍ لدور هذه المكملات.

الجدير بالذكر أنه قبل استخدام أي نوع من هذه المكملات لابد من استشارة الطبيب المختص للتأكد من سلامة مشاركتها مع الأدوية المعتمدة والموصوفة مسبقاً.

من أشهر المكملات الغذائية المستخدمة في علاج الداء السكري:

1. الكروم Chromium

واحدٌ من المكملات الغذائية الرئيسية التي تساعد الجسم في محاربة الداء السكري. أظهرت الدراسات أن استخدام الكروم إما بشكل كروميوم كلورايد Chromium Chloride أواستخدام خميرة البيرة كمصدر له يحسن كثيراً من تحمل الغلوكوز Glucose Tolerance لدى المرضى المصابين بالداء السكري من جهة ويخفض من قيمة مستويات السكر الصيامي ومن مستويات الإنسولين من جهة أخرى. إضافةً إلى ذلك يعمل الكروم على خفض مستويات الكولسترول السيء LDL والدهون الثلاثية بشكلٍ كبيرٍ في حين أنه يرفع من نسبة الكوليسترول الجيد HDL. خلاصة القول أنه إذا كنت تمتلك القليل من هذا المعدن في نظامك الغذائي فإن جسمك لن يستخدم الغلوكوز بشكلٍ فعال. إضافة إلى ذلك، أشارت الكثير من الدراسات إلى أن الكروم قد يلعب دوراً وقائياً في مرحلة ماقبل الإصابة بالداء السكري وكذلك بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ارتفاع السكر الحملي.

2. حمض ألفا ليبويك ( ALA) alpha-lipoic acid

هو عبارةٌ عن مضاد أكسدةٍ قويٍ لديه مقوماتٍ علاجيةٍ متعددة. تشير الدراسات إلى أنه عاملٌ محفزٌ أساسيٌ في التفاعلات الأنزيمية المتعلقة باستقلاب الغلوكوز إضافةً إلى أنه قد يستخدم للمساعدة في علاج الإعتلال العصبي السكري والتخفيف من الألم الناتج عن أذية الجذور الحرة. دراساتٌ أخرى أشارت إلى دور ALA في خفض متلازمة مقاومة الإنسولين وبالتالي ضبط غلوكوز الدم.

3. حمض غاما ليبويك gamma-lipoic acid (GLA)

هو عبارةٌ عن مضاد أكسدةٍ طبيعيٍ آخر يتواجد في العديد من الزيوت الطبيعية وأثبتت الدراسات أيضاً دوره في علاج الأذية العصبية الناتجة عن الإعتلال العصبي السكري.

4. كو أنزيم كيو 10 (Co enzym Q10)

هو عبارةٌ عن مركبٍ يتشكل طبيعياً في الجسم وقادرٌ على المساعدة في استقلاب الكاربوهيدرات. أصبح من المثبت أن الحيوانات التي تعاني من الداء السكري تعاني نقصاً من كو انزيم كيو 10، والتجارب السريرية تشير إلى أن استخدام مكملات Co Enzym Q10 قد تساعد في خفض مستويات سكر الدم بشكلٍ ملحوظ بالتالي قادرة على المساعدة في بعض حالات اعتلال الشبكية السكري.

5. البيوتين Biotin

يعمل بشكلٍ متآزرٍ مع الإنسولين في الجسم ولكنه وبصورةٍ مستقلةٍ يزيد من نشاط أنزيم الغلوكيناز glucokinase المسؤول عن الخطوة الأولى من استخدام الغلوكوز في الجسم، من هنا تتضح أهميته لقيام الجسم بأداء وظائفه بصورةٍ طبيعية. يتشكل الغلوكوكيناز في الكبد عادةً ولكن عند المصابين بالداء السكري يكون تركيزه منخفضٌ للغاية. أشارت الدراسات إلى أن مكملات البيوتين قد تلعب دوراً هاماً في التأثير على مستويات الغلوكوز بالنسبة لمرضى الداء السكري من النمطين الأول والثاني.

6. المغنيزيوم

يتواجد المغنيزيوم في العديد من الأطعمة بما فيها الحبوب الكاملة والمكسرات والخضراوات الورقية الخضراء. يعتبر المغنيزيوم عنصراً أساسياً لمساعدة الجسم في معالجة الغلوكوز. نقص المغنيزيوم في الجسم قد يزيد من خطر الاصابة بالداء السكري. في دراسةٍ تحليلةٍ Meta Analysis أجريت عام 2011 تم استطلاع نتائج 13 دراسة حول علاقة ما يتناوله الإنسان من المغنيزيوم سواءاً عن طريق الطعام أو المكملات مع خطر الإصابة بالداء السكري، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتناولون المغنيزيوم بشكلٍ أقل يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالداء السكري. كما أظهرت نتائج التحليل نفسه أن الاشخاص الذين يتناولون حميةً غنيةً بالمغنيزيوم يكونون أقل عرضةً بنسبة 15 % للإصابة بالداء السكري من النمط الثاني.

7. الكالسيوم وفيتامين D

أشارت العديد من الدراسات الرصدية Observational studies إلى العلاقة ما بين نقص فيتامين D والكالسيوم مع خطر الإصابة بالداء السكري ومتلازمة مقاومة الإنسولين.

حيث تمت دراسة التأثير المشترك للوارد من الكالسيوم وفيتامين D سواءاً من الحمية الغذائية أو المكملات على زيادة خطر الإصابة. خلصت الدراسة إلى أن النساء اللواتي يتناولن حميةً عاليةً من الكالسيوم ( أكثر من 1200 ملغ / يومياً) وفيتامين D ( أكثر من 800 وحدة دولية IU / يومياً) يتعرضن بشكٍل أقل بنسبة 33% لخطر الإصابة بالداء السكري مقارنةً بالنساء اللواتي يتناولن حميةً منخفضةً الكالسيوم (أقل من 600 ملغ / يومياً) وفيتامين D (أقل من 400 وحدة دولية IU / يومياً) علما أن هذا التأثير ناتج عن مشاركة الكالسيوم مع فيتامين د وليس نتيجة لأخذ حمية عالية (سواء من الطعام أو المكملات) لكل منهما بشكلٍ منفصل. للمزيد حول فيتامين D (هنا).

أخيراٍ، وبعد الاطلاع على أهم المكملات الغذائية الشائعة والمستخدمة في علاج الداء السكري، لابد من التأكيد إلى أن أياً من هذه المكملات لا يُستخدم قطعاً كبديلٍ للعلاجات الدوائية التقليدية على أمل إجراء المزيد من الدرسات المستقبلية في هذا السياق.

.........................................................................

للمزيد حول الدور العلاجي للمكملات الغذائية يمكنكم قراءة مقالاتنا السابقة:

علاج حالات الرشح: هنا

علاج ارتفاع الضغط الشرياني: هنا

العناية بالبشرة: هنا

علاج فرط شحوم الدم وارتفاع الكوليسترول: هنا

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا