الطب > مقالات طبية

قلوب الرجال والنساء لا تشيخ بنفس الطريقة.

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبر فشل القلب Heart Failure اضطراباً شائعاً وخاصة مع التقدم بالسن ، ويموت نصف من تطور لديهم هذا المرض في غضون خمس سنوات من تشخيصه.

وقد حدد الخبراءُ عواملَ عديدةً تزيد من خطرِ تطورِ فشلِ القلب، كارتفاعِ ضغط الدم والسكري والسمنة. وكان تغيّر القلوب بمرور الوقت أمراً معروفاً، وأنَّ القلوب المتقدمة في السن تواجه مخاطراً أكبر من القلوب الشابة. ولكن دراسةً جديدةً تبيّن أنَّ عاملاً آخر يلعب دوراً هامّاً أيضاً وهو الجنس.

كانت قد أظهرت الدراساتُ السابقة التي بحثت في شيخوخة القلب مع التقدم في السن أن البطين الأيسر - وهو الحجرة الرئيسية في القلب- يصغر بمرور الزمن مما يعني نُقصان كمية الدم التي تدخل القلب ثم تُضخُّ إلى الجسم مع التقدم في السن. لكن جاءت هذه الدراسةُ لتظهر فرقاً ملحوظاً في التغيرات التي تطرأ على القلب بين الذكور والإناث.

قام الباحثون بإجراء مسحٍ من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لحوالي ثلاثة آلاف رجلٍ وامرأة تتراوح أعمارهم بين الـ54 والـ94، لم تكن لديهم أيّة أمراض قلبيّة مشخّصة من قبل. وتم تتبعهم بين عامي 2002 و2012 في ستة مستشفيات عبر الولايات المتحدة حيث خضع كلٌ منهم إلى مسح عند بداية الدراسة وآخر بعد عشر سنوات.

وقد ازداد وزن البطين الأيسر على مدى عشر سنوات بمعدل 8 غراماتٍ للرجال ونقَص بمعدلِ 1.6 غراماً للنساء. وانحدرت القدرة الاستيعابية للقلب (حجم نهاية الانبساط) لدى كلا الجنسين - والتي تُعرف بكمية الدم التي يختزنها البطين الأيسر بين نبضتين- غير أنها نقصت بمقدارٍ أكبرَ لدى النساء بحوالي 13 ميلي لتراً خلال عشر سنوات مقارنة بـ10 ميلي ليتراً فقط لدى الرجال.

اذا فإن حجم البطين الأيسر ينقص مع التقدم في السن في كلا الجنسين، أما العضلة المحيطة بالبطين فتصبح أكبر وأسمك لدى الرجال، بينما تحافظ على حجمها أو تصغر عند النساء.

وقد حدث اختلاف الحجم والسماكة وقدرة الضخ بشكل مستقل عن بقية العوامل التي تُعرف بتأثيرها على حجم وأداء عضلة القلب (الوزن، ضغط الدم، الكوليسترول، التدخين، ممارسة التمارين الرياضية).

ولنفهم ما قد تعنيه هذه النتائج علينا أن نعرف أن فشل القلب يتميز بالضعف التدريجي لعضلة القلب وخسارة القدرة على ضخ الدم في آخر الأمر. وإن كلاً من ازياد ثخانة عضلة القلب ونقصان حجم البطين الأيسر تعدّ عواملاً تتنبأ بازدياد خطر حدوث فشل القلب المتعلق بالتقدم في السن، وللتخفيف من هذه المخاطر عادة ما يصف خبراء القلب علاجاتٍ تهدف إلى التقليل من ثخانة عضلة القلب مع مرور الزمن والتحسين من أداء القلب والأوعية الدموية. ولكن اكتشاف تناقص ثخانة العضلة أو بقائها على حجمها عند النساء المسنات يعني أن المرض قد يتطور لأسباب مختلفة بين الرجال والنساء، وأنّنا قد لا نتوقع نفس الفائدة من وصف هذه العلاجات للنساء، كما يقول الباحثون.

ونوّه الفريق إلى أنَّ الدراسة لم تكن مصممة للكشف عن أسباب هذه الاختلافات الفيزيولوجية القلبية بين الجنسين ولكنَّ هذا "التباين المذهل" كما وصفوه والذي تسلط الدراسة الضوء عليه يتطلب المزيد من التحقيق للكشف عنه مما قد يقود إلى تطوير علاجات مخصصة حسب الجنس كما يقول العلماء.

ويعتقد أنَّ هذه الدراسة هي الأولى من نوعها كدراسة متابعة وطويلة الأمد لمعرفة التغيرات التي تطرأ على القلب مع التقدم في السن من خلال مسح الرنين المغناطيسي. وقد كانت دراساتٌ سابقة قد قيّمت هذه التغيرات باستخدام الأمواج الصوتية، ولكنَّ مسح الرنين المغناطيسي يقدّم صوراً أكثر تفصيلاً وأكثر موثوقيّة عن هيكل ووظيفة عضلة القلب.

خلاصة:

أظهرت الدراسة اختلاف طريقة تقدم السن في القلب بين الرجال والنساء والتي من المرجح أن تساعد تطوير علاجات متخصصة جنسيّاً لفشل القلب.

المصادر:

هنا

هنا

هنا