المعلوماتية > عام

تجسيد سرّ جمال شبكة الإنترنت العالميّة

من مسافة بعيدة، تبدو هذه الصور الساحرة كنجومٍ منفجرة، أو كألعاب ناريّة، أو ببساطة أنماطٌ مدهشة

لكن ما تنظر إليه في الواقع، هو الأبعاد المخفيّة لشبكة الإنترنت العالميّة.

في جامعة نيوكاسل في انجلترا، اضطرّ محاضر في الهندسة المعماريّة للقيام بأعمال إضافية لدعم التمويل الفقير لبحثه: عمل خرائط جميلة من الإنترنت.

هذه الخرائط، المصممّة من قبل مارتن ديد-روبرتسون، بدأت كمشروع بحثي "ثم اتّخذت منحى آخر".

كان الهدف من البحث اكتشاف كيفية ارتباط الموارد المختلفة مع بعضها البعض في موقع أو صفحة على شبكة الانترنت. والنتيجة النّهائية، وبالرّغم من إتّضاح قلّة استخدامها علميّاً، إلا أنّها وبالصّدفة، تبدو جميلة جداً.

في الصّورة الّتي في الأعلى، يمكنك أن ترى خريطة لغوغل، والخريطة التي تليها لـموقع Net Park (حديقة المملكة المتحدة للعلوم والتكنولوجيا).

الشيء الأكثر إثارة للإهتمام ماوراء هذا الجمال الجوهريّ للتصورات، هو مدى اختلاف خرائط موقع انترنت واحد، مأخوذة في فترات زمنيّة مختلفة.

يأتي هذا وصولاً إلى كيف يتم إنشاء الخرائط. بشكل رئيسي، يستخدم ديد-روبرتسون بعض البرامج الخاصّة (تبدو كمحلل نصوص مدموج مع محرك web crawler) لتحليل صفحة انترنت واحدة.

هذا البرنامج يبحث في صفحة ما على الإنترنت عن مختلف الموارد الموجودة فيها (نص، صور، جافا سكريبت) وأيضاً عن الروابط التشعبيّة التي تصل إلى صفحات أو مصادر أخرى.

بعد ذلك، يتم تحويل الروابط والموارد الخارجية إلى تصوّرات.

طريقة رسم تلك التّفاصيل الدّقيقة -التي يتم وضع النّقاط بجانب بعضها البعض بهذه الطريقة- هي سرّ إلى حدٍّ ما. يقول ديد-روبرتسون أنّ الصّفحات التي ترتبط معاً تميل إلى أن تكون أقرب إلى بعضها، أما الصفحات التي لا توجد بينها صلة تتنافر مع بعضها وتنتهي بعيداً إلى حافّة الخريطة.

وهذا عموماً يشكًل تصورات تشبه "تشكيلات النجوم" مع اختلاف في المحتوى استناداً إلى موقع الإنترنت المعني.

كما ترون، غوغل والذي يربط بشكل أساسي إلى مواقع أخرى، لديه محتوى صغير جداً، أما خريطة Net Park (حديقة المملكة المتحدة للعلوم والتكنولوجيا) والخرائط الأخرى، تظهر أن لدى معظم مواقع الانترنت محتوياتٍ كثيفة جدّاً (أي أنّ الكثير من الصّفحات والموارد التي تكون مرتبطةً بشكلٍ تبادليّ مع بعضها البعض).

بمجرّد أن يقوم البرنامج برسم الخريطة الأساسيّة ووصل النّقاط، عندها يقوم ديد- روبرتسون باستخدام أدوات تحرير الصور لإضافة اللون، الطبقات، والمؤاثّرات الخاصة (من توهجات، اسقاط ظلال، ...إلخ) من طريقة النّظر إليها.

والنتيجة النّهائية، جميلةٌ بلا شك، لكن في نهاية المطاف ليست مفيدةً جدًّاً، ببساطة لأنّ هنالك الكثير من البيانات والعلاقات

ربما يكتشف شيء علمي، إذا طبعت الخرائط بدقّة عالية جدّاً على قطعة كبيرة من الورق، أو إنتاج بعض من رسوم موجهة(Vector art)التي يمكن تكبيرها بشكلٍ هائلٍ.

-----------

*الرسوم الموجهة (Vector art)هي تقنيّة من تقنيتي تخزين الصور المستخدمة في الحاسوب، حيث تعتمد هذه التقنية على حفظ الصورة كخطوط بإحداثيات نقاط بداية ونهاية لكل منها، وتخزن أيضاً معادلة محدّدة لكل إحداثيّة تشير إلى الإتجاه والسرعة.

أكّد الباحثون أن هذه هي الطريقة التي يرى الدماغ بها الصور ويقوم بتخزينها

تتضمن هذه التقنية لاحقة (eps.) والملفات المُنشأة (من رسوم متحركة، شعارات، ورموز) من قبل برامج التصميم المحترفة مثل برنامجي آدوبي وكورال درو، وتتميز بحجمها القليل، والقدرة على تكبير الصورة من دون أن تتعرض لأي تشويه.

-----------

إذا كنت ترغب بخريطة لموقعك المفضل، ديد-روبرتسون سيأخذ عمولةً مقابل تحقيق ذلك، ليس هناك سعر محدد، لكنه يقول أن أي أرباح يحصل عليها، سيتم استثمارها في بحوثه بالجامعة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا