العمارة والتشييد > التصميم العمراني وتخطيط المدن

إنعاش مدينة دلهي بتجديد ممراتها المائية الملوثة

استمع على ساوندكلاود 🎧

لدى مدينة دلهي مشكلةٌ في شبكة النقل، و شوارع مزدحمةٌ وخطرةٌ. كما تُعاني المدينة من عواقب إضافة 1.100 مركبةٍ حديثةٍ إلى الطرقات كل يوم. وكانت قد صنفت العام الفائت من قبل منظمة الصحة العالمية بأنها المدينة الأكثر تلوثًا في العالم حيث تجاوز التلوث الهوائي فيها مايقارب 3 أضعاف التلوث الكبير في بيجين الناتج عن مسألة الجسيمات.

تتجاوز مستويات الضجيج في جميع أنحاء المدينة باستمرارٍ القواعد الموضوعة من قبل مجلس مراقبة التلوث المركزي الهندي بالإضافة إلى أن وجود حركة مرورٍ كثيفةٍ تعني تزايدًا في كلٍ من أوقات التنقل وظروف المشاة المحفوفة بالمخاطر. حتّى أنّ سير الكيلو متر الأخير من موقف الحافلة إلى المكان المنشود قد أصبح شبيهًا بلعبة حظ!

من جهةٍ أخرى، عانى نهر يامونا (وهو النهر الذي تأسست عليه مدينة دلهي كما أنه أحد روافد نهر الغانج) من تلوثٍ شديدٍ لدرجة أنه أصبح أكثر بقليلٍ من مجرور صرفٍ صحيٍ هائل!

تُلوث مناطق السكن العشوائي والتي لاتمتلك نظام صرفٍ صحيٍ النهرَ مباشرةً، وحتى ضمن المناطق المنظمة يصب 17 مجرور صرفٍ صحيٍ بشكلٍ مباشر في نهر يامونا. إن تلويث مصدر ماءٍ رئيسيٍ لمدينةٍ تعاني بالفعل من نقصٍ في مياه الشرب مشابهٌ لرمي الملح على الجرح. غير أن مقترحًا مقدمًا من استديو Morphogenesis Architects الذي يتخذ من دلهي مقرًا له يحاول أن يعالج هذه الأمور من خلال إعادة إحياء النهر وقنواته التي تعرف باسم : nullahs.

يقترح استديو Morphogenesis لترميم هذه القنوات وتحسين شبكة المواصلات في المدينة عمليةً متعددة الخطوات.

أولًا : يطالب الاستديو بإنهاءٍ فوريٍ لعملية التبليط فوق هذه القنوات والتي تُجرى كطريقةٍ سريعةٍ وطائشة لإخفاء القذارة الموجودة فيها. واقترح بدلا عن ذلك تنظيف القنوات وأراضي ضفاف الأنهار الأكثر جفافًا ومن ثم إعادة استخدامها. ولتنفيذ ذلك، يعتزم التصميم زرع أنظمة تنقيةٍ طبيعيةٍ تتألف من متعضيات الأهوار (الأماكن الرطبة) وتركيب محطات محلّيةٍ لمعالجة مياه الصرف الصحي في أماكن تقتحم فيها القمامة هذه القنوات. وسوف تغذي المياه المعالجة المياهَ الجوفية الطبيعية الموجودة تحت دلهي وتعيد ملأ نهر يامونا.

في الخطوة التالية، يدعو المخطط لإجراء مداخلاتٍ صغيرةٍ تتوضع في مختلف أرجاء المدينة لإنشاء هويةٍ متقاربة ٍ ومستدامةٍ ضمن النسيج العمراني.

وحتى يتم وصل هذه المداخلات والقنوات المتنوعة، يجب استصلاح وإعادة تصميم الفراغات البينية (الخلاليّة) مثل الأزقة القديمة وشوارع الخدمة التي لم تعد قيد الاستخدم، من أجل أن تعمل كممراتٍ للمشاة وركوب الدراجات.

صُممت هذه الشبكة لتتكامل مع البنية التحتية الموجودة للمواصلات فضلًا عن المواقع الحالية للتراث التاريخي الثقافي والطبيعي والاجتماعي المنتشرة في المدينة.

يمكن أن تصبح هذه المواقع في مقدمة المواقع المرشحة للتجديد والترميم بترافقها مع زيادة حركة المرور والاهتمام.

بينما يبدو هذا الحل وكأنه حلمٌ خارج قدرات المدينة الاقتصادية، يعتقد استديو Morphogenesis بأن هذا الحل يمكن تحقيقه بمبلغٍ أقل مما ستكلفه الخطة الحالية لتنظيف النهر والتي تدعي خطة عمل يامونا Yamuna Action Plan.

و حيث أن هذه الخطة تتألف من مرحلتين ستكلفان 68 مليار روبية (تعادل تقريبًا مليون دولارٍ أمريكي) يعتقد الاستديو أن تصميمه يمكن أن ينفذ بمبلغٍ يتراوح بين 7.5 مليار و10 مليار روبية . ولقد بدأ تداول حملات المساندة لمخططهم في وسائل الإعلام الهندية. وبذلك سيتمكنون من الحصول على التمويل الضروري قريبًا وسيتمكن مواطنو مدينة دلهي من الاستمتاع بواجهتهم المائية مجددٍا.

بعد أن تعرفنا على مخططات استديو Morphogenesis لتحسين أوضاع مدينة دلهي، هل توجد مدينةٌ عربيةٌ تمر بظروفٍ مشابهةٍ لمدينة دلهي من تلوثٍ ومشاكل أخرى. وهل يستطيع المعماريون العرب اقتراح حلولٍ ناجعةٍ كخطة عمل يمكنها أن تحدث فرقًا هائلًا تستطيع فيها توفير الأموال على الحكومات...


المصدر:

هنا