الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

شموع الألماس - قصة حب تحولت الى مشروع عمل عظيم

استمع على ساوندكلاود 🎧

ماذا ستكونُ ردةُ فعلكَ إن أٌهديت لكَ شمعةٌ جميلةٌ ذاتُ رائحةٍ عطرةٍ جذابة، وما أن تشعِلَها و تبدأ بالذوبان حتى تتفاجأ بوجودِ خاتمٍ ألماسي قيمته 5000 دولار ينتظرك داخلها؟؟؟

إنها قصةٌ من عالمِ الأحلامِ بالتأكيد!! أبداً، فهذه الشمعة حقيقيةٌ وموجودة، وهناك بالتأكيدِ خاتمٌ بداخلها ذو قيمٍ مختلفةٍ، فإن كنتَ أحدَ المحظوظين، فإنكَ ستحظى بالخاتمِ الماسيّ الأغلى ثمناً.

دعونا نتعرفُ على قصةِ نجاحِ مشروعٍ مبدع، بدأ في مدينة صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية:

في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1978 في مدينةِ دورهام في ولايةِ نورث كارولاينا، التقى ديفيد بــ (بريندا) لأولِ مرة، حيث كان كلاهما في المدرسة الثانوية، ومن النظرة الأولى وقع في حبها، وعلِم منذ تلك اللحظة أنها ستكون زوجته في يوم من الأيام. بعدَ بضعةِ سنين، في فناءِ الحديقةِ الخلفيةِ التابعِ لبيتِ والديه، جثا ديفيد على ركبتيهِ، طالباً بريندا للزواج، وكان هذا الطلبُ بعد عامين من أول لقاء لهما. لم تتردد بريندا بقولُ ( نعم ) والموافقةِ مباشرةً على طلبِ ديفيد لتعدهُ بحياةٍ مليئةٍ بالحب والنجاح.

بعد زواجهما، وعلى مدار عامٍ كامل، بذل ديفيد قصارى جهده لتوفير كل قرش يجنيه، ليكون قادراً على شراء شيئٍ مميزٍ لحبيبته في ذكرى عيد زواجهما الأول. ومع اقترابِ هذا الموعد، ذهبَ ديفيد إلى محل خاصٍ ببيعِ المجوهرات ليستفسرَ عن ما يمكنهُ شراؤه بالمال الذي تعبَ بادخارهِ ليسعدَ زوجته، وبعد البحث والسؤال، أيقنَ أن خاتماً من الألماس هو المطلوب، وهو ما سيسعد بريندا بكل تأكيد.

سارعَ ديفيد بعد شرائهِ للخاتمِ بالذهاب إلى متجر الهدايا ليشتري علبة تليق بالخاتم الذي ابتاعه، ولكنه مع الأسف لم يعثر على ما يرضيه، وقبل خروجه من المتجر، لفتت انتباههُ بعض الشموع المعطرة الجميلة، وتذكر حينها أن بريندا مولعة بها، فخطرت بباله فكرة قرر تنفيذها، وهي وضع الخاتم الألماسي داخلَ الشمعة، وعندما تحترقُ تظهرُ الهديةُ كمفاجأةٍ مبهرة، وبالفعل قام بتنفيذ الفكرة.

انبهرت بريندا بالهديةِ بشكلٍ كبير، وقررت تكرارها من خلال إنشاءِ متجرٍ إلكتروني يختص ببيعِ الشموعِ الماسية. وللبدءِ بمشروعها استعانت بصديقٍ للعائلة يدعى جستن وينتر، وهو ريادي أعمال يمتلكُ خبرةً واسعةً في التسويقِ الالكتروني، ليكون شريكها في هذا المشروع.

يقول جستن: كانت لدي بعضُ الخبرةِ في مجالِ التسويق، وكنت قد انتهيت للتو من تصميمِ موقعٍ خاصٍ بدأت العمل به، فقمتُ بإجراءِ أبحاثٍ موسعةٍ عن مبيعاتِ الشموعِ المعطرةِ، علمتُ من خلالها أن قيمةَ صناعة الشموعِ تصلُ إلى ملياري دولار سنوياً!! كنتُ شخصياً أتحسسُ بعضَ الشيئِ من رائحةِ الشموعِ المعطرة، ولكن زوجتي لا تكف عن شرائها ووضعها في أكثرِ من مكانٍ في البيت.

بدأنا عملنا بالتعرفِ على صناعةِ الشموع وما تستلزم من مواد وموارد، صممنا شعاراً وعلامةً تجاريةً خاصةً بنا، كما أنشأنا صفحةً على موقعِ التواصلِ الاجتماعي فيسبوك، وكذلك أسسنا متجراً على منصةِ Shopify. اعتمدَ فريقُ عملنا على البساطةِ والتواصلِ مع العملاء لمعرفة متطلباتهم.

كانت الفكرةُ كالتالي: اشتري شمعةً واحصل على خاتمٍ جميلٍ بداخلها بقيمةِ عشرةِ دولارات، بالإضافةِ إلى رمزٍ خاصٍ يعطيكَ فرصةَ ربحِ خواتمَ تتراوح قيمتها بين 100والـ 5،000 دولار. بمجردِ وضعِ الرمزِ الخاصِ بك داخل الموقع، يظهرُ لكَ المبلغُ الذي ربحته، ومن ثم يمكنكَ الاختيارُ من ضمنِ تشكيلةٍ كبيرةٍ من الخواتمِ المتوفرةِ في الموقعِ ضمنَ القيمةِ التي ظهرت لك.

بدأَ المشروعُ بالبيعِ في يومِ عيدِ الحب عام 2011 برأسِ مالٍ قدرهُ 50،000 دولار من مدخراتهم الشخصية دونَ الاعتمادِ على أي مستثمر. بيعت خلالَ هذا اليوم حوالي 12 قطعة، أحب بعضُ الناسِ فكرةَ شراءِ شيئٍ صديقٍ للبيئةِ كالشمعةِ مع قيمةٍ مضافةٍ وهي إمكانيةُ الحصولِ على خاتمٍ ثمين.

في غضونِ ثلاثةِ أشهرٍ نمت أعمالُ الشركةِ نمواً سريعاً، و لذلكَ قامَ جستن بإنشاءِ مركزِ دعمٍ للعملاء خاصٍ بكافةِ الاستفسارات، ولمعرفةِ متطلباتِ المشترين. كان من أهم أولويات المشروع منذ بدايته الحفاظ على رضا المتعاملين فالمنافسون يتربصون، لذلك كان من الضرورة كسب هؤلاء العملاء وجعلهم مشجعين وداعمين. و لذلكَ طُلِبَ منَ العملاءِ مشاركةُ تجاربهم وقصصهم عندَ شراءِ الشموع على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، التي ساعدت بشكلٍ كبيرٍ على انتشارِ هذهِ القصصِ بسرعة، مما جعلها بمثابة دعاية قوية جذبت الآخرين.

على الرغمِ من أن فرصةَ ربحِ خاتمٍ ذو قيمةٍ عاليةٍ ضئيلةٌ جداً، وعلى الرغمِ من إصابةِ العديدِ منَ المشترينَ بخيبةِ الأمل لعدمِ حصولهم على أحدِ الخواتمِ الثمينة، إلا أن المبيعات واصلت ارتفاعها.

يقولُ أحدُ المشترين: في بداية ظهور هذه الشموع، قمتُ بشرائها وإهدائها في كثير من المناسبات لأصدقائي وعائلتي، لقد وجدتها فكرةً أكثرُ من رائعة.

استطاعَ وينتر وشريكاهُ استردادَ ما دفعوهُ خلالَ ستةِ أشهرٍ فقط من بداية المشروع، وبدأوا بزيادةِ عددِ موظفيهم، كما وصلت مبيعاتهم بعدَ سنةٍ إلى نحو مليون دولار. وقد تم تقييمُ موقعِ شموعِ الألماسِ كواحدٍ من أفضلِ مئةِ موقعٍ للتجارةِ الالكترونية خلال العام 2013.

قصةُ شموعِ الألماسِ من أروعِ قصصِ النجاحِ التي تجعلك تفكر: كيف لم أفكر في ذلك من قبل!؟ فهي تريكَ أن النجاحَ يأتي بمجردِ التفكيرِ خارجَ الصندوق، ففكرةُ بيعِ الشموعِ المعطرةِ موجودةٌ ومتداولةٌ من قبل، إلا أن وضعَ الخواتم بداخلها كان الشعلةَ التي أوقدتْ طريقَ النجاح، فقد جمعت بين شعبيةِ الشموعِ المعطرة، وبين التشويقِ والإثارةِ كسحبِ ورقةِ يانصيب.

وأنتم؟ ماهي الفكرةُ التي في مخيلتكم لتبهروا بها الجميع وتخطوا أولَ خطواتكم في طريق النجاح!؟

المراجع:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا