علم النفس > القاعدة المعرفية

فوبيا المرتفعات: الأكروفوبيا

من منّا لا يعرف شخصاً يخاف الأماكن المرتفعة؟

الأكروفوبيا Acrophobi أو رُهاب المرتفعات، وهو نوع من أنواع الفوبيات الكثيرة جداً والتي تشكل خوفاً حقيقيّاً للمصابين بها.

ما يميز رهاب المرتفعات عن باقي الفوبيات هو أنّه يتضمن الخوف من أي شيء يبدو عالياً، على عكس باقي أنواع الرُهاب التي تتسبب بذعر الأشخاص من أشياءَ محدّدة. لذلك يعاني المصاب بالأكروفوبيا من الذّعر من صعود السّلالم، أو التواجد في الطوابق العالية للشقق السكنية على حدٍ سواء.

الأعراض:

يشعر المريض بالحاجة الملحّة للإمساك بأي شيء ثابت أثناء صعوده إلى مكان مرتفع خوفاً من حدوث مكروه، وغالباً مايجد نفسه بحالة من القلق التام، وقد يُضطر إلى الزحف على يديهِ وقدميه، أو الإنحناء لينقص من ارتفاعه.

بعض الأعراض التي تظهر على المريض في مثل هذه الحالات هي التعرق الغزير، خفقان القلب، الارتجاف، البكاء والصراخ أحياناً، وقد يشعر بحالة من العجز وصعوبة في التفكير واتخاذ بعض القرارت. ويمكن القول أن اضطراره لزيارة صديق يقطن في طابق مرتفع هو أشبه بتعذيبه نفسياً وجسدياً.

ونتيجةً لتلك المخاوف التي يعاني منها الشخص، يمكننا التنبّؤ بمقدار المحدوديّة في حياته، إضافةً إلى الكثير من النشاطات الاجتماعيّة أو المهنيّة التي تقف الأكروفوبيا حائلاً دون انخراطهِ فيها، خاصّةً تلك التي تتطلّب صعود السلالم أو ركوب المصاعد.

ماهو سبب رُهاب المرتفعات؟

يعود غالباً إلى تعرّض المريض لمواقف مخيفة وخطيرة في مكان مرتفع أثناء طفولته بشكل خاص، أو خلال أي مرحلة لاحقة من العمر.

إنّ وظيفة الدماغ الرئيسية أثناء الصعود هي إبقاء الجسد في حالة من التوازن وتأمين مستوى عالٍ من الاستقرار. وفي حالات أمراض اضطرابات التوازن يصبح اعتماد الشخص لتأمين التوازن أثناء الصعود يعتمد كليّاً على سلامة المبنى الذي هو فيه وقد يتسبب هذا بنوبات من الذعر لهذا المصاب.

العلاج:

هناك نوعان من العلاج غير مخصصَين لرُهاب المرتفعات بشكل خاص بل للفوبيات عامةً، وقد تم الحديث عنهما سابقاً، وهما العلاج الدّوائي، والعلاج النّفسي التّخصصي.

وسنذكر مثالاً عن أُسلوب التعرض والتفاعل، ويبدأ بمساعدة المريض على الخروج والجلوس على شرفة المنزل لوقت قصير كبداية، ثم الخروج والوقوف لوقت قصير، ثم النظر للأسفل تدريجيّاً، وهكذا.

و ينتهي برنامج العلاج، عند تمكّن المريض من الوقوف على حافّة الشُرفة، والنظر للأسفل مع شعوره بالرّاحة، دون تهديد بحدوث نوبة الذعر المعتادة.

المصادر:

هنا