الفنون البصرية > فن تصميم الأزياء

أزياء القرن التاسع عشر - الجزء الثاني

استمع على ساوندكلاود 🎧

تحدّثنا في المقال السّابق عن أزياءِ عصرِ الوصايةِ على العرشِ و العصرِ الرومانسيِّ في إنكلترا واللذين استمرّ تأثيرُهما حتّى اعتلاءِ الملكة فيكتوريا العرشَ البريطانيَّ إذ حذت نساء ذلك العصر حذوَها، مع ما رافقَه من ثورةٍ صناعيّةٍ و تقسيمٍ طبقيٍّ جديدٍ كان لابد لعالَمِ تصميمِ الأزياء أن يتأثرَ بهما.

1- أزياء العصر الفيكتوري 1837-1856:

طغى فيه المظهرُ الرّزينُ المتزمّتُ على الموضةِ متمثلاً بما يلي:

- استبدالِ القبعاتِ الكبيرةِ ذاتِ المظهرِ اللاهي بقلنسواتٍ مسرفةٍ في الزّخرفة ظلّت رائجةً لنصفِ قرنٍ.

- لمزيدٍ من المظهرِ الوادِع بدأت أكمامُ gigot الرائجةُ سابقاً بالانخفاضِ التدريجيّ كما أصبحت أضيقَ وأكثرَ تقييداً لحركةِ الذّراعين ممّا زادَ في مظهرِ الضّعفِ والعجزِ المرتبطِ بفاتنات العصرِ الفيكتوري.

المظهرُ المتكلّفُ للأثواب:

تحوّلت الأثوابُ من شكلِ الجرس الى شكلِ القبّة ممّا احتاجَ الكثيرَ من الكشاكشِ والطبقاتِ الإضافيّة التي كانت على شكل تنانيرَ تُلبس تحتَ الثوبِ لتعطيه الحجمَ المطلوبَ والتي كان يصلُ عددُها أحياناً الى 6 ! .وكانَ صدار الفستان مصمم خصيصاً لإظهار الخصر النحيل. كما كانت قَصّةُ بيرثا Bertha الكاشفةُ للكتفين إحدى ميزات هذا الثوب، وإن كانت مقتصرةً على سيدات الطبقتين العليا والوسطى إذ لم يكن يُسمَح لنساءِ الطّبقةِ العاملةِ بالكشفِ عن أجسادِهن.

حركةُ " الزيّ العقلاني" الإصلاحيّة:

استنكرت السيّدةُ الأميريكيةُ Amelia Bloomer الأسلوبَ غيرَ العمليّ لأثوابِ تلك الحقبةِ والذي كان يُربِكُ المرأةَ لثقله، فدعت لأثوابٍ أكثرَ تحرراً مقترحةً الثوبَ المؤلّف من قطعتين كحلٍّ لهذه المسألة.

أميريكيٌّ آخر هو W.S Thomson نالَ براءةَ اختراعٍ لابتكارِه دعامةً معدنيةً على شكلِ قفصٍ تحتَ الثوبِ ممّا أزالَ عبء التنانيرِ الإضافيّة وحرر حركةِ الساقين مضفياً مظهراً من التبخترعلى مشيةِ نساءِ ذلك العصر.

إكتشاف الصباغات الأنيلية 1856:

قام William Perkin إثرَ تجاربَ مخبريّةٍ باصطناعِ اللون الزهريّ الدافئ (الموف) من قطرانِ الفحمِ ممّا أحدَث ثورةً في صناعةِ النسيج كما قامَ لاحقاً بصناعةِ ألوانٍ أخرى كالأحمرِ الأرجوانيّ والأزرق الزاهي.

كما قام الفرنسي Verguin بصناعةِ اللون الفوشيا. ودخلت هذه الألوانُ حيّزَ الاستخدام إلا أنّ أنصارَ الحركةِ الجماليّة في الملابس كانوا ضدّ استخدامِ الألوان الصارخة.

الأزياء الرّاقية Haute Couture:

أعادَ المصمّمُ Charles Worth تقديمَ ال Haute Couture بطريقةٍ جديدةٍ لفتياتِ تلك الحقبةِ وتميّزت بأقمشةٍ رقيقةٍ مزينةٍ بالزهورِ والشرائطِ لتُظهر براءتهنّ وقابليتهنّ للزواج وهذا كان من سماتِ تلك الفترة.

2- العصر الفيكتوري الأوسط 1660-1880:

وهو العصرالذي تأثر ب عدةِ عواملَ مثل:

- اختراع ماكينةِ الخياطة.

- الملابس أصبحت بعُهدةِ المصمّمين.

- ظهور الصّباغ الاصطناعيّة الذي وفّر الألوانَ القويّة.

- الأثواب ذاتُ المظهرِ القُببيّ أصبحت تعطي ميلاً شديداً للخلف فقام المصمم Charles Worth بالتلاعب بها مزوّداً إياها بأردافٍ مستعارة.

موضة فستان الأميرة 1866:

هذه الموضة التي غيرت خطّ الموضةِ المألوفِ واعتمدت قصّتُه على قطعةٍ واحدةٍ مؤلفةٍ من قطعٍ موصولةٍ ببعضها من الكتف وحتى الحاشية.

العصر الفيكتوري المتأخر 1880-1901:

تغيّر أسلوبُ ثوبِ الأميرةِ بالاستغناءِ عن حشواتِ الأردافِ وأصبحَ الصدار أضيقَ و أطولَ مع ذيلٍ طويلٍ يشبه المروحة وكان يسمى Cuirasse.

عام 1883 عادت موضةُ الأردافِ الاصطناعية بقوةٍ وبحجمٍ مُبالَغٍ فيه لتعطي مظهراً أشبه بالحصان.

بدأ الانتفاخ في الأثواب يخفّ تدريجياً حتى اختفى كلياً.

ومن الجديرِ بالذّكر أنّ كلَّ هذه الحركة المتسارعة في الموضة لم تكن تُطبّق من قِبل النساءِ العاملات إذ كانت ملابسُهم أشبه بالأسمال.

وبهذا نكون قد قدّمنا لكم نظرةً عامةً عن أزياءِ العصرِ الفكتوريّ مع أبرزِ صيحاتِ الموضةِ والعواملِ التي أثرت بها. تابعونا في المقال القادم لنتعرف على أزياء حقبة جديدة.

المصدر:

هنا