الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

الدور العلاجي للمكملات الغذائية - علاج فرط شحوم الدم وارتفاع الكوليسترول

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعاني الكثير من ارتفاع شحوم الدم Hyperlipidemia التي تتضمن ارتفاعاً لنسبة الدهون في الدم كالكوليسترول أو الدهون الثلاثية الغليسيريد أو كليهما.

غالباً ما تكون النتيجة النهائية لفرط شحوم الدم هي التصلب العصيدي (تصلب الشرايين) التي يعقبها في حال تطورها سلسلةٌ من النتائج الخطيرة كالذبحة الصدرية والسكتة الدماغية، وذلك نتيجة أن الشرايين تفقد مرونتها بسبب ترسب الدهون على جدرانها.

بعيداً عن الأدوية التقليدية المستخدمة في العلاج سنسلط الضوء في هذا المقال على دور بعض المكملات الغذائية في علاج ارتفاع نسبة الشحوم مع الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل اعتماد أي نوع من هذه المكملات.

ومن أشهر هذه المكملات: أحماض الأوميغا-3 الدهنية، النياسين والبيتا سيتوستيرول. سنتعرف تباعاً على دور كل منها خفض شحوم الدم...

1. أحماض الأوميغا-3 الدهنية:

تمت الموافقة على الشكل الدوائي الموصوف لمكملات الأوميغا-3 كمساعدٍ في الحمية المخصصة لعلاج ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم من قبل منظمة الغذاء والدواء الامريكية Food And Drug Administration (FDA).

المكونات الفعالة في أحماض الأوميغا -3 الدهنية هي الإيكوزابنتانوئيك أسيد Eicosapentaenoic acid (EPA)

والدوكوزاهيكسانوئيك أسيد Docosahexaenoic acid (DHA) والتي تعتبر مسؤولةً عن خفض مستويات الدهون الثلاثية.

يحتوي الشكل الصيدلاني الموصوف عادة على 0.84 غرام من هذين المكونين الفعالين في كل كبسولة من كبسولات مكملات الأوميغا-3 الدهنية عيار 1 غرام.

الجرعة الكلية من EPA و DHA التي يُنصح بها لخفض مستويات الدهون الثلاثية هي تقريبا 2-4 غرام يومياً. جديرٌ بالذكر أن كبسولات زيت السمك التي تحتوي على EPA و DHA متوفرةٌ في الأسواق بدون وصفةٍ طبيةٍ، إلا أن جمعية القلب الأمريكية American Heart Association تؤكد أن استخدام EPA و DHA لخفض المستويات العالية من الدهون الثلاثية في الدم يجب أن يتم تحت رعاية الطبيب المختص.

لكن ماهي نسبة تأثير هذه المكملات على خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم؟

تُخفض مكملات الأوميغا-3 الدهنية نسبة الدهون في المرضى الذين تتجاوز نسبة الدهون الثلاثية لديهم ال 500 ملغ/ دسل بما يقارب 45 %إضافة لذلك تُخفض هذه المكملات نسبة الكوليسترول VLDL (البروتين الشحمي المنخفض الكثافة جداً) بما يقارب 50%.

جديرٌ بالذكر أن هذه المكملات قد ترفع مستويات الكوليسترول LDL بالاعتماد على مستويات الدهون الثلاثية الأساسية. لذلك فإن المرضى الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية التي تتجاوز ال 500 ملغ/دسل يتلقون علاجاً بديلاً بواحد من مشتقات حمض الفبريك أو النياسين لخفض نسبة هذه الدهون.

2. النياسين:

وهو فيتامين B3، يستخدمه الجسم لتحويل الطعام إلى طاقة، إضافةً لذلك يساعد في إبقاء الجهاز الهضمي، الجهاز العصبي، الشعر، البشرة والعيون بصحة جيدة. هذا هو السبب وراء وجوده في أغلب مكملات الفيتامينات المعدة للاستخدام اليومي.

يعرف النياسين بدوره في زيادة مستويات الكولسترول الجيد HDL الذي يساعد بدوره في إزالة الكوليسترول السيء LDL والدهون الثلاثية، فالجرعات العالية من النياسين 1500 ملغ/ يوم أو أكثر تُخفض نسبة الدهون الثلاثية بما لايقل عن 40 % وترفع نسبة الكوليسترول الجيد HDL بنسبة 40% أو أكثر.

النياسين يخفض أيضاً بشكل كبير وموثوق نسبة الكوليسترول السيء LDL الأمر الذي قد لا تقوم به الأدوية الرئيسية الخاصة بخفض نسبة الدهون الثلاثية نفسها. لكن جدير بالذكر أن النياسين لا يعطي النتائج نفسها بالنسبة لكافة الأشخاص، إضافةً إلى ذلك قد يسبب النياسين عدم ارتياح وآثار جانبية غير مرغوبة عندما يتم تناوله بجرعات عالية، لذا لابد من استشارة الطبيب المختص قبل البدء بالاستخدام. أخيراً لابد من الإشارة إلى أن النياسين لا يعتبر خط العلاج الأول لارتفاع نسبة الدهون عدا عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو عدم تحمل للستاتينات.

كما أن استعمال النياسين عند مرضى السكري من النمط الثاني يتطلب مراقبة تركيز الغلوكوز في الدم بشكل مستمر حيث قد يسبب استعمال النياسين زيادة في المقاومة المحيطية للأنسولين. للمزيد حول النياسين يمكنكم قراءة مقالينا التاليين (هنا هنا).

3. البيتا سيتوستيرول:

هو أحد أنماط الستيرولات النباتية الشائعة التي تمتلك خواص طبية، كما أنه يتميز ببنية جزيئية مشابهة لبنية الكوليسترول.

يمكن تناول البيتا سيتوستيرول على شكل مكملات لكنه يتواجد أيضا في العديد من المصادر كالفواكه مثل الأفوكادو ونخالة الأرز، زيت الذرة وفول الصويا.

يعتبر البيتا سيتوستيرول واحداً من الفيتوستيرولات والتي تستخدم عادة لخفض مستويات الكوليسترول عن طريق تثبيط امتصاصه من الأمعاء ذلك بسبب البنية الجزيئية المشابهة للكوليسترول التي تمتلكها فهي تتنافس معه في الأمعاء بالتالي تخفض من نسبة امتصاصه.

إن خفض نسبة الامتصاص هذه يقود إلى:

• زيادة طرح الكوليسترول (الذي نحصل عليه من الوارد الغذائي) عن طريق البراز.

• زيادة في عدد مستقبلاتLDL على سطح الخلايا الكبدية.

• زيادة التقاط الكوليسترول عبر الكبد الذي يؤدي بدوره الى خفض مستويات الكوليسترول في الدم.

يعد استهلاك مكملات البيتا سيتوستيرول آمناً بشكلٍ عامٍ باستثناء الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات وراثية مثل السيتوستيروليميا sitosterolemia (فرط تخزين الستيرولات النباتية) والفيتوستيروليميا phytosterolemia (فرط امتصاص الستيرولات النباتية).

على الرغم من أن البيتا سيتوستيرول لا يمتص على نطاق واسع، إلا أن الاستخدام طويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الستيرول في الدم. حيث أن تراكم البيتا سيتوستيرول في الجسم قد يؤدي إلى أمراض خطيرة كالأمراض الشريانية التاجية، حيث يتسبب الستيرول بانسداد الشرايين كالكوليسترول تماماً.

إضافةً لذلك لا ينصح باستخدام هذه المكملات عند الأشخاص الذين يعانون من أزمات قلبية، حيث أثبتت الدراسات أن المستويات العالية من البيتا سيتوستيرول في الدم قد تؤدي إلى زيادة خطر الأمراض القلبية عند بعض الأشخاص.

الآن وبعد الإطلاع على دور أشهر المكملات في علاج ارتفاع نسبة الدهون، بقي أن نشير إلى أن خفض نسبة الدهون في الدم ليس بالمهمة السهلة وخصوصاً في ظل ما نشهده من عادات وممارسات صحية خاطئة، إضافةً إلى دور المنتجات الخطيرة على الصحة والتي تغزو الأسواق حالياً. إلا أن المتابعة المستمرة للخطة العلاجية، انتقاء المكملات التي ينصح بها الطبيب المختص، اختيار الدهون الصحية كزيت الزيتون وزيت الكانولا والابتعاد قدر الإمكان عن الدهون المشبعة كتلك الموجودة في اللحوم الحمراء، تخفيف الوزن، ممارسة الرياضة البدنية لمدة نصف ساعة يومياً، كلها أمور واستراتيجيات من شأنها أن تساعد في خفض وضبط نسبة شحوم الدم.

للمزيد حول الدور العلاجي للمكملات الغذائية يمكنكم قراءة مقالاتنا السابقة:

علاج حالات الرشح: هنا

علاج ارتفاع الضغط الشرياني: هنا

العناية بالبشرة: هنا

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا