الكيمياء والصيدلة > صيدلة

المحاكاة الحاسوبية للأورام بهدف تخصيص العلاج لكل مريض بشكل مستقل

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبر علاج مرض السرطان عملية منهكة جداً على المستوى الجسدي والنفسي والاقتصادي، وأية طريقة تُمكّن الأطباء وأخصائيي الصحة من جعل هذه المحنة أكثر إحتمالاً هو قطعاً أمر مُرحّب به. قام باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة أيوا Iowa في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع شركة خاصة لمحاولة إيجاد علاج شخصي (personalized) لمرض السرطان يتوافق مع المتطلبات الفردية لكل شخص، وليس علاجاً واحداً للجميع.

قام الفريق بتطوير أنظمة محاكاة حاسوبية يمكنها المساعدة في توقّع كيفية استجابة مريض معين للعلاج الدوائي. تكمن قوة أسلوب المحاكاة هذا بإختلاق "أورام افتراضية" باستخدام خلايا المريض السرطانية وجيناته. يقول كيم ألان بروغدن Kim Alan Brogden، مدير معهد داو Dow لأبحاث الأسنان في جامعة أيوا والباحث الرئيس في العمل: "تُستخدم الأورام الافتراضية لاختبار قدرة الدواء على علاج التثبيط المناعي الذي تُحدثه الخلايا السرطانية في جسم المضيف، وبذلك نكون أكثر قدرة على التركيز على نوع العلاج الأفضل لحالة ذلك المريض دون غيره."

يقوم الباحثون بعد ذلك بتكرار العملية في المختبر عن طريق إنماء خلايا سرطانية حيّة تحوي نفس التركيب الوراثي للمريض، ثم يتم اختبار العلاج المناعي على خلايا السرطان ومراقبة استجابتها له. في حال كانت الاستجابة في المختبر مماثلة لتلك التي تم الحصول عليها في نظم المحاكاة الحاسوبية، يعني ذلك أن الفريق نجح في تحديد علاج سيكون فعالاً لذلك المريض الخاضع للاختبار.

يقول بروغدن: "لقد توصلنا في دراساتنا الحالية إلى نسبة ارتباط إحصائي بين الحالتين تتراوح بين 85-86%." ويوضح أن الهدف من هذا البحث هو تطوير خطة عمل مخصصة لكل مريض على حدة، بعد ذلك يمكن أن تستخدم الطريقة بشكل مبكر عقب تشخيص حالة السرطان لمساعدة الأطباء في التعرف على أكثر العلاجات فعالية لتلك الحالة بالذات. لكن تحتاج هذه التقنية وقتاً لإنجازها، حيث أن بعض أنواع السرطان لديها القدرة على حماية نفسها بتجاوز نقاط التفتيش الخاصة بالجهاز المناعي للمريض، وتهبط نسبة الاستجابة للأدوية المستخدمة في حالات كهذه إلى ما دون 20.5%."

لذلك، فإن نجاح العلاج الحالي يعتمد على دقة المقاربة الطبية المستخدمة، وهي إيجاد الدواء الفعال، للمريض الصحيح، خلال فترة زمنية معقولة.

يتعاون الباحثون في جامعة أيوا Iowa مع شركة مجموعة Cellworks من أجل تطوير أورام افتراضية بهدف تخصيص علاج السرطان بشكل شخصي لكل مريض. أتاحت تقنية المحاكاة والنماذج المخبرية عمل مسح للارتباطات العلاجية المحتملة، والتي يمكن أن تشمل أكثر من عقار يعمل على جهاز المناعة لدى المريض، أو دمج علاج مناعي مع آخر كيماوي.

أخيراً، يأمل الفريق القائم على البحث أن يساهم عملهم في استحداث أسلوب علاجي مخصص لكل مريض بالسرطان تبعاً لحالته، ما يؤدي إلى خفض نفقات العلاج، والوقت المهدر في تجربة أساليب علاجية عدة، وتحسين تشخيص المرضى على المدى الطويل.

المصادر:

هنا

هنا