الاقتصاد والعلوم الإدارية > موارد بشريّة

اتجاهات التوظيف الحديثة المتوقعة لعام 2016

استمع على ساوندكلاود 🎧

ينتهي عام 2015 ناقلاً معه إلى العام التالي العديد من التغيرات بين خبراء الموارد البشرية حول العالم، دعونا نلقِ نظرة على الإتجاهات المستقبلية المتوقع أن تأخذ مكانا هاما في عام 2016 بين خبراء الموارد البشرية فيما يتعلق بالتوظيف. قامت شبكة LinkedIn والتي تعتبر أكبر شبكة تواصل إجتماعي تجمع خبراء الأعمال حول العالم بنشر تقريرها الخامس، والذي كان يتعلق بقرارات التوظيف التي اتخذتها الشركات حول العالم، شمل التقرير عمليات التوظيف التي قامت بها الشركات للحصول على الموظفين الموهوبين وبلغت 3894 عملية توظيف حول العالم في الموقع. ومن خلال إجراء دمج لهذا التقرير مع العديد من التقارير التي تم تقديمها من منظمات مشابهة ومعروفة شبيهة لموقع LinkedIn، قام الكاتب بإجراء تنبؤ لاتجاهات التوظيف التي من المتوقع ان تسود في عام 2016:

التوظيف عبر الشبكات الإجتماعية:

من المتوقع لعام 2016 ان يستمر الاتجاه نحو التوظيف عبر الشبكات الاجتماعية، وذلك ليس فقط عبر الشبكات الاحترافية مثل LinkedIn ولكن أيضا من خلال الشبكات الاجتماعية الفردية مثل، Facebook، Twitter، Pinterest ووفقا لدراسة قام بها Reppler فإن 91% من المسؤولين عن التوظيف يعتبرون وسائل التواصل الاجتماعية أداة رسمية في تقييم المتقدمين والإطّلاع عليهم. إن التواجد الإلكتروني على المستوى الفردي وعلى مستوى الشركات يحتاج لإدارة بالغة الرعاية لتجعلك أنت وشركتك في موقف جيد بين الحشود العديدة التي تحارب للحصول على الموظفين الموهوبين.

بالإضافة لذلك فإن البرمجيات والمنصات المتنقلة سوف تلعب دور متزايد الأهمية في التوظيف. فعلى صعيد التطبيقات المتعلقة بالهواتف الذكية فإن وظائف جديدة لأنظمة إدارة العلاقة مع العملاء وأنظمة إدارة العلاقة مع الموظفين سوف يتم تنميتها لكل من الشركات الكبيرة والمتوسطة. في الواقع إن منصات التوظيف المتنقلة تم ابتكارها من أجل جيل الشباب الذين يحملون موبايلات ذكية طوال الوقت معهم أينما يذهبون.

بناء العلامة التجارية لصاحب العمل:

إن مصطلح بناء العلامة التجارية لصاحب العمل ليس بمصطلح جديد بين خبراء الموارد البشرية و لكن من المُتوقع له أن يُصبح اتجاهاً دائماً بالنسبة لخبراء الموارد البشرية و لربما يستمر لعقود قادمة، فبعيداً عن أن بناء العلامة التجارية لصاحب العمل يقوم بجذب و الحفاظ على الموظفين ،الموهوبين، فإن العلامة التجارية لصاحب العمل سوف تساعد الشركة على الحصول على العديد من الفوائد من خلال المشاركة الكبيرة من قبل الموظف و تحقيق رضا العملاء أيضاً . إن بناء علامة تجارية ناجحة لصاحب العمل يتطلب اهتماماً بها من قبل أعلى المستويات الإدارية بين المدراء والتنفيذيين، مثل مدراء الموارد، البشرية، مدراء التسويق وأيضا أصحاب المصلحة في المنظمة. بناء العلامة التجارية لصاحب العمل يجب وضعها ضمن استراتيجية طويلة الأمد جنباً إلى جنب لبناء العلامة التجارية للشركة في عام 2016 والسنوات القادمة.

ترقية الموظف:

لم يحدث في السنوات الأخيرة أن كان هناك توجّه نحو ترفيع الموظفين كما هو الحال لعام 2016، العديد من الأبحاث والدراسات وجدت بأن الترفيعات تحتاج لوقت أقل من تعيين موظف جديد، وتوفر موظفين أكثر تلائما مع ثقافة المؤسسة، وتعطي اداء أفضل وتحقق استحواذ لمدة أطول على الموظف. برنامج ترقية الموظف يعتبر واحد من ثلاثة مصادر للتعيين عالي الجودة وفقا لتقرير التوظيف العالمي لشبكة LınkedIn لعام 2016. في عام 2016، برامج ترقية الموظف سوف تحتاج مزيدا من التحسين على صعيد الإستفادة من خبرة المرشح للوظيفة والاستفادة من وعي الموظف الحالي نحو فوائد الترقية. وتجدر الإشارة إلى أنه كي تحصل على برنامج ترقية الموظف ناجح، فإن المميزات الإضافية التي تقدمها الشركة لموظفيها يجب أن تكون فعالة بالتأثير في الموظفين الحاليين في الشركة.

توظيف الأشخاص المجهولين:

في البداية يجب أن نوضح مصطلح توظيف الأشخاص المجهولين أو ما يسمى بسياسة التوظيف مع طمس الاسم ، هذا المصطلح يعني أن تقوم الشركة باختيار و تعيين الموظفين بناءا على مهاراتهم و كفاءاتهم و ليس على أساس سمات قد يتصفون بها مثل ( دين ، شكل ، العمر ، خلفيات ثقافية ، .. إلخ ) و الهدف الرئيسي من ذلك هو القضاء على التمييز ضد بعض الأفراد و اعطاء حقوق متساوية في التوظيف قائمة على الكفاءات.

إن النقص في عدد المتقدمين للوظائف ذوي المهارات الجيدة مقارنة بالطلب الحاصل على الموظفين الموهوبيين كان العقبة الأولى للشركات عند رغبتها في جذب المواهب للعمل لديها حسب ما اجاب عليه 46% من خبراء التوظيف الذين تمت اجراء الدراسة عليهم. شهد عام 2015 زيادة ملحوظة في توظيف الأشخاص المجهولين، تحديداً في الشركات متعددة الجنسيات، وكمثال على هذا نذكر HSBC، Deloitte، BBC، & KPMG هذه المنظمات تعتبر أمثلة تقليدية عن المنظمات التي تقبل سياسة التوظيف المعتمد على الأشخاص غير المعروفين في عمليات توظيفها.

عملية توظيف الأشخاص المجهولين تخلق شروطا أكثر تفضيلاً للمتقدمين ليصلوا إلى فرص العمل التي يحلمون بها من خلال توظيف الأفراد غير المتاحة معلومات عن عملهم السابق، إن هذه العملية تساعد في توظيف الأفراد بالمهارات المطلوبة بشكل أسرع، وتنقص فرص التمييز في التوظيف وتزيد التنوع في بيئة العمل داخل المنظمة.

بمثل هذه الفوائد سيشكل توظيف الأشخاص المجهولين موجة تغيير جديدة في اساليب التوظيف في عام 2016، في الواقع مسؤولي التوظيف عبر العالم يتوجب عليهم أن يأخذوا هذا الاتجاه في الاعتبار في السنوات القادمة .

دور أكثر فعالية للتسويق في عملية التوظيف:

قسم الموارد البشرية بشكل عام و التوظيف تحديداً لا يمكنه أن يقف منفرداً في مواجهة النقص الحاد في الموارد البشرية المتميزة الحاصل بين القطاعات المختلفة، لذلك و لكي تحصل على أفضل الموظفين الموهوبين ، اصبح عمل قسم التسويق بالتوازي مع عمل قسم التوظيف منهج حتمي في عام 2016 ،و في الأعوام اللاحقة، إن كل الاتجاهات التي ذكرت في الأعلى تحتاج إلى دور حيوي من قسم التسويق حتى تنجح عملية تعيين الموظفين الموهوبين. إن المسؤولين عن التوظيف يحتاجون لنمط تفكير تسويقي لكي يستطيعوا أن يقيّموا حاجات المنظمة من التوظيف، و لكتابة وصف وظيفي واضح و جذاب، و للإعلان عن الوظائف في الأماكن المناسبة الخاصة بالمواهب المطلوبة ، و أخيرا أن يعاملوا المرشحين للوظائف و كأنهم عملاء للمنظمة .

التوظيف المعتمد على البيانات:

جودة التعيين و الوقت المُستغرق في ملئ الشواغر يعتبران على التوالي أكثر المقاييس قيمة التي يستخدمها صناع قرارات توظيف الأفراد الموهوبين عند تعقب أداء الفريق المسؤول عن التوظيف ، في عام 2014 ، و عام 2015 على التوالي اجاب 32 % من خبراء الموارد البشرية الذين تم استبيانهم بأن الاحتفاظ بالموظف هو أول اولياتهم المتوقعة لعام 2016، إن التطور الحاصل في التكنولوجيا الرقمية يسمح لنا بامتلاك تحاليل رقمية لكل مرحلة منفردة من مراحل عملية التوظيف ، من خلال تحليل البيانات التي يتم الحصول عليها من (ادوات التوظيف ، الوسائل التكنولوجية ، الشبكات الإجتماعية ، تقارير الصناعة و تقارير الاعلانات ) يستطيع مسؤولي التوظيف تحسين عملية التوظيف بشكل هو الأسهل على الإطلاق. لذا تأكد من أنك تقوم بتعقب وقياس نتائج عمليات التوظيف التي تقوم بها. سيأتي عام 2016 جالباً معه فرص جديدة وتحديات جديدة سيفتح لها الباب في سوق العمل حول العالم، على الرغم من الصورة الشاملة التي تظهرها الاتجاهات المتوقع حدوثها في 2016 على صعيد التوظيف فإن ذلك لا يعني بأن تقوم باقتراح نشاطات التوظيف على شركتك حالاً، في الواقع إنها عهد جديد من التوظيف متاح لنا لكي نحدث اختراقاً في عالم التوظيف و إجراء تحسينات مهمة في الموارد البشرية للمؤسسة.

المصادر:

هنا