الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

بعض أنواع الفاكهة لتقليل تضرر الأعضاء الحيوية بعد النوبة القلبية والجلطة الدماغية

استمع على ساوندكلاود 🎧

أثناء النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، تسبب الجلطة (الخثرة الدموية) حرمان القلب أو الدماغ من الدم والأكسجين، مما يتسبب في أضرارٍ لا يمكن علاجها؛ كما تسبب المزيد من الضرر عندما يتم إزالة هذا التجلط وعودة تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ.

حتى الآن، لم تكن آلية التخرب الناجم عن عودة تدفق الدم واضحةً؛ لكن دراسةً جديدةً قام بها Michael Murphy وفريقه - التابع لـ Medical Research Council Mitochondrial Biology Unit (المملكة المتحدة) والتي تم نشرها في مجلة Nature- أوضحت أن هذا الضرر ناجمٌ عن تراكم السوسينات succinate - وهي مادةٌ كيميائيةٌ يتم إنتاجها بشكلٍ طبيعيٍ في الجسم عندما يتم استقلاب السكر والدهون لتحرير الطاقة المخزنة في الغذاء، ولكن عندما يقل تدفق الدم إلى الأعضاء يحدث تراكمٌ غير طبيعيٍ لهذه المادة في العضو؛ وعندما يعود تدفق الدم، فإنّ هذه السوسينات المتراكمة تتفاعل مع الأكسجين الذي يندفع إلى الأنسجة المتعطشة له، مما يتسبب في إيصال بعض الجزيئات المخربة والتي تتفاعل مع خلايا العضلات في العضو مسببةً تلفها.

هذا وقد أشارت هذه الدراسة المطبقة على فئران التجارب إلى إمكانية الاستفادة من المواد الفعالة الموجودة في بعض أنواع الفاكهة كالفريز والتفاح والعنب في حماية الأعضاء الحيوية الهامة في أجسامنا من الفشل بعد حدوث الجلطات والنوبات القلبية.

حيث وجد الباحثون أن إعطاء الفئران مادةً كيميائية تعرف بمالونيت الإيستر Malonate esters ساعد بمنع تراكم مادة السوسينات وبالتالي منع موت الأعضاء بعد عودة التغذية الدموية الطبيعية لخلاياهم.

وتعتبر مادة مالونيت الإيستر مادةً رخيصةً ومتوافرةً بكثرةٍ في العديد من الفاكهة كالتفاح والفريز والعنب، إضافة إلى أنّ كميةً قليلةً منها تعتبر فعالةً لإعطاء الأثر العلاجي، مما يجعل هذا الاكتشاف مساراً جديداً للتحكم بنواتج الاستقلاب والجذور الحرة المتشكلة و تخفيف الأذية الدماغية.

كما يأمل العلماء بالتوصل لعلاجٍ فعالٍ يساعد في العديد من المجالات الطبية وخاصة في مجال نقل الأعضاء الحيوية كالكبد والكلى والقلب عن طريق تخفيف المشكلات المرافقة لنقلها لجسم المستضيف وبدء ضخ الدم لها .

حتى الآن لا يوجد أي أدويةٍ محددةٍ لمنع هذا الضرر الناجم عن عودة تدفق الدم، لكن اكتشاف فعالية هذه المواد الكيميائية الرخيصة يمكن أن يحسن بشكلٍ كبيرٍ من حالة المرضى الذين يعانون من نوبةٍ قلبيةٍ أو سكتةٍ دماغيةٍ، ومن المتوقع العمل لتطوير هذا البحث مما قد يؤدي إلى إيجاد علاج فعال في غضون خمس إلى عشر سنوات.

ترجمة: كندا حبيب

المراجع:

1. هنا

2. هنا

الدراسة المرجعية:

Edward T. Chouchani, Victoria R. Pell, Edoardo Gaude, Dunja Aksentijevic, Stephanie Y. Sundier, et al. “Ischaemic accumulation of succinate controls reperfusion injury through mitochondrial ROS.” Nature 515, 431-435, 5 November 2014 DOI: هنا