الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

اكتشاف أنواع جديدة فيما بقي من الهيمالايا

استمع على ساوندكلاود 🎧

بين عامي 2009 و2014، اكتشف العلماء ما يقارب 211 نوعاً جديداً في المنطقة التي تمتد من وسط نيبال في الغرب إلى ميانمار في الشرق، شاملة أيضاً مملكة بوتان، وأجزاءً من شمال شرق الهند وجنوب التيبت. وقد تم اكتشاف نحو 34 نوعاً حيوانياً ونباتياً جديداًسنوياً خلال السنوات الست الماضية وفقاً لتقرير صُدِر حديثاً عن World Wild Fund (WWF).

القرد العاطس:

من بين الأنواع الجديدة الأكثر إثارة والواردة في تقرير هو القرد العاطس Sneezing monkey والذي أطلق العلماء عليه اسم “Snubby”. هذا المخلوق الفريد ملون بالأسود والأبيض، يعيش في منطقة نائية في شمال ميانمار، في مكان يقع بين الجبال الوعرة والغابات الكثيفة.

يملك Snubby أنفاً مقلوباً (ومن هنا جاء لقبه) يتسبب بتجمع مياه الأمطار، الأمر الذي يسبب العطس لهذا القرد WWFعندما تمطر، ولتجنّب نوبات العطاس، تقضي هذه الحيوانات الأيام الماطرة واضعة رأسها بين ركبتيها.

أسماك دراكولا وأندراو:

يشكل شمال ميانمار موطناً لأنواع جديدة صغيرة من الأسماك المرعبة والتي تسمى دانيونيلا دراكولا Danionella dracula، وهي سمكة صغيرة الحجم ذات أنياب مدببة بارزة من فكيها. كما أن نوعاً آخر من الأسماك الغريبة وجد في شرقي جبال الهيمالايا يسمى شانا أندراو Channa andrao ، وهي سمكة زرقاء ذات رأس شبيه بالأفعى تملك صفات غريبة، إذ يمكنها أن تمشي على الأرض زاحفة على بطنها. قدرة هذه الأسماك على تنفس الهواء يعني إمكانية عيشها على اليابسة لبضعة أيام قبل أن تعود إلى موطنها في المياه العذبة.

الأفعى المرصّعة بالمجوهرات:

الحيوان الزاحف الوحيد الذي اكتشف في شرقي الهيمالايا منذ عام 2009 هو الأفعى رمحية الرأس المرصعة السامة Protobothrops himalayansus ، وهي كائن مميّز بالفعل، و حتى لو كنت تكره الأفاعي فسيصعُب عليك أن تنكر جمال هذه الأفعى، فالأشكال البنّية المُحمرّة اللامعة التي تغطّيها تجعلها تبدو و كأنّها مرصّعة بالجواهر.

الهيمالايا ومُفترق الطرق:

تبدو كل هذه الأنواع المُكتَشفة حديثاً أخباراً رائعة لأي شخص يهتم بالتنوّع الحيوي، لكن تقرير WWF يظهر أيضاً المخاطر التي تواجه شرقي الهيملايا، وربّما أهم هذه المخاطر يتجلّى في تغير المناخ، مع خطر فقدان المواطن الحيوية لكائنات حية لا حصر لها في هذه المنطقة بسبب إزالة الغابات والتنمية والرعي الجائر.

لم يبق سوى 25% من هذه الموائل الأصلية، إذ أن التطور السريع قد أثّر سلباً على أغلب أراضي المنطقة.

يقول Sami Tornikoski وهو مشرف في مبادرة Living Himalayas في WWF ": إن شرقي الهيمالايا على مفترق طرق حالياً، ويحب على الحكومات أن تختار إذا ما كانت ستستمر في اتّباع المسار الحالي نحو الاقتصاد الهش الذي لا يأخذ بالاعتبار التأثيرات الضارة على البيئة، أو اتخاذ مسار بديل أكثر اخضراراً وتنمية اقتصادية أكثر استدامة".

سمكة شانا

القرد العاطس

سمكة دراكولا

الأفعى المرصعة

بشكل عام، تُعَدّ جبال الهيمالايا موطناً لنحو 10000 نوع من النباتات و300 نوع من الثديات، بالإضافة إلى أن نحو 1000 نوع مختلف من الطيور ومئات الأنواع من الزواحف، البرمائيات وأسماك المياه العذبة التي تعيش في هذه المنطقة. وبحسب WWF فقد تم اكتشاف أكثر من 130 نوعاً جديداً من النباتات فيها.

التحدي الذي تواجهه المنظمات مثل WWF هو الحفاظ على الأنواع التي اكتشفها العلماء، وحماية المنطقة التي قد تكون موطناً محتملاُ للمزيد من المخلوقات والنباتات الغير مُكتَشَفة بعد.

المصدر:

هنا