علم النفس > القاعدة المعرفية

اعتقادات خاطئة عن الدماغ: الجزء الأول

استمع على ساوندكلاود 🎧

اعتقادات خاطئة عن الدماغ:

1- يستخدم الإنسان 10% فقط من دماغه:

تم ترويج هذا الاعتقاد من قبل العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية والمحدثين التحفيذيّن

"تخيل ماذا تستطيع أن تفعل إن استطعت الوصول إلى جزء لا تستخدمه عادة من دماغك!"

يتكلم فيلم limitless على سبيل المثال عن كبسولة سحرية تؤمِن ذاكرة استثنائية وقدرات تحليل عالية كونها تمكنّك من استخدام 100% من قدرات دماغك،ولكنه ليس إلا خرافة غير صحيحة.

في الحقيقة نحن نستخدم كامل دماغنا والكثير منه في حالة نشاط معينة، سواء كنت تقرأ جريدة، تستمع إلى الموسيقا أو حتى خلال نومك.

كيف تمكنا من تأكيد ذلك؟

تمكّنُنا تقنيات تصوير الدماغ الحديثة مثل MRI أن نرى الدماغ خلال فعاليته وأظهرت هذه الصور أن كامل الدّماغ تقريباً يُضيء عند القيام بمهام بسيطة كالمشي أو القراءة.

2-اختلاف نصفي الدّماغ الأيمن والأيسر:

كوننا نملك نصف دماغ أيسر عقلاني ونصف أيمن حدسيّ وفنّي هي إحدى الخزعبلات المنتشرة أيضاً، ففي الحقيقة نحن نستخدم نصفي الدماغ للقيام بجميع الوظائف المعرفية.

كما يُمكن أن يظنّ البعض أن لكلّ شخص نصف دماغ مسيطر، كالاعتقاد السّائد أنّ الذين يكتبون بيدهم اليسرى يستخدمون النصف الأيمن من دماغهم وبالتالي لابدّ من أنهم أكثر إبداعاً وغير عقلانيّن فكونهم عقلانيين يتطلب سيطرة النصف الأيسر من الدماغ.

هذا الإعتقاد خاطئ، حيث أظهرت دراسة لتصوير الدماغ استمرت سنتين في جامعة يوتاه على أكثر من 1000 شخص عدم وجود أي دليل على سيطرة أحد نصفي الدماغ.

حيث بيّنت الصور التي تُظهر فعالية الدماغ في حالة الراحة عدم ميل أي من الأشخاص لأحد نصفي الدماغ أكثر من الآخر، أما في حالة النشاط فقد استخدموا مناطق الدماغ المناسبة للحالة التي كانوا بها.

كما أظهرت دراسات على الأشخاص الموهوبين في اللغات والرياضيات أنّهم يملكون اتصال أفضل بين نصفي الكرة المخية وليس نصف دماغ أيسر مفرط النشاط.

ففي الحقيقة، أنت تستخدم اتصالات عبر مناطق مختلفة في كلّ من نصفي الدماغ في كلّ شيء تقوم به تقريباً.

3-عليك أن تتكلم لغة واحدة على الأقل قبل أن تبدأ بتعلم لغة جديدة:

بُني هذا الاعتقاد على فكرة التداخل بين اللغات interfering languages التي تقترح أن مناطق مختلفة من الدماغ ستتنافس على مصادر لفهم أو معالجة اللغة عند تعلم الإنسان للغتين في نفس الوقت.

في الحقيقة، لا يُخطئ الأطفال الذين يتعلمون الإنكليزية والفرنسية بين واحدة وأخرى حتى وإن كان ذلك في نفس الوقت، بل يُحصّلون معلومات أكثر شمولية عن اللغتين ككُلّ.

4-يملك كلّ طفل أسلوب تعلّم خاص به:

تنصّ هذه النظرية على تفضيل الطالب لنمط معين من التلقي الحسي للمعلومات كالمتعلم الذي يُفضل الطريقة المرئية، وآخر يُفضل الاستماع مثلاً

لم تحظ هذه النظرية في الحقيقة على الكثير من الإثبات في الدراسات الفعلية.

المصادر:

هنا