استخدام قنوات الـFM الراديوية في تحسين اتصال الإنترنت

استمع على ساوندكلاود 🎧

في لحظة ما أثناء استخدامك لاتصال الإنترنت اللاسلكي “wireless” قد يكون الاتصالُ ممتازًا، وأحياناً أخرى قد يصبح الاتصال سيئاً لدرجة لاتُمكّنك من فتح صفحة ويب واحدة! ثم يعاودُ الاتصال لعمله بشكل ممتاز، فما هو السبب وراء هذه الانقطاعات المتكررة؟

يجهل معظم الناس السببَ الحقيقي لهذه الانقطاعات، وبعضهم يوجّهُ اللومَ إلى الموجّه “Router” الخاص بهم، إلا أن الأحقّ باللوم هي الموجّهات الموجودة عند جيرانك الذين ربما قد بدؤوا بمشاهدة فيلم أو تصفح الإنترنت مستخدمين اتصالَ الوايرلس الخاص بهم.

لا يدرك بعضُ الناس كم تتداخلُ إشاراتُ الوايرلس الخاصة بجيرانهم مع إشارتهم مما قد يُقلّلُ من سرعة وأداء اتصال الإنترنت الخاص بهم، وهذا يحصلُ كثيراً في المناطق السكنية المكتظّة وذات البيوت المتجاورة. لذا إن إشارتك ستتداخلُ مع أحدٍ ما حتمًا إلا إذا كنتَ تسكنُ في منزل في منطقة معزولة دون أن يجاوركَ أحد. حتى عند القيام بضبط إعداداتِ الموجّه لاستخدام القناة الراديوية الأقل تداخلًا، فإنه من المستحيل تجنب حدوث التداخل عندما تحيط بك أكثر من 30 شبكة مختلفة.

وقد وجد الدكتور “Kuzmanovic” و“Uri Klarman” و“Marcel Flores” من طلاب الدكتوراه الذي يشرف عليهم، أنه يمكنُ التخفيف من المشاكل الناتجة عن تداخل شبكات الوايرلس باستخدام تقنيةِ التعديل الترددي Frequency modulation (FM)، وهي التقنية المستخدمة في بث محطات الراديو، وهي تقنية متوافرة وغير مكلفة.

تتصرّفُ شبكات الوايرلس المتجاورة تتصرف بمعزلٍ عن بعضها البعض ولاتملكُ أي وسيلة لتتواصل فيما بينها، لذلك فكر العلماء بابتكار وسيلة جديدة تسمح للشبكات المتجاورة أن تتواصلَ فيما بينها من أجل حلِّ مشكلة التداخل.

قام فريق من الباحثين في جامعة “Northwestern University” بابتكار تقنيةٍ تُدعى “Wi-FM”، و قد وقع الخيارُ على استخدام FM لعدة أسباب، أهمها أن معظمَ الهواتف والأجهزة المحمولة قد تم تزويدها بشريحة مرسل ومستقبل FM بالإضافة إلى قدرتها على عبور العوائق كالجدران والمباني مما لايتطلب سوى تحديثاتٍ يتمُّ توفيرها لأنظمة تشغيل هذه الأجهزة فقط حتى يصبح بالإمكان استخدام هذه التقنية.

باستخدام تقنية Wi-FM يمكن الحدُّ من تصادم البيانات المُرسلة عبر شبكة وايرلس ما مع شبكة أخرى في الوقت نفسه، والذي يتسبّبُ عادةً ببطء اتصال الإنترنت نظرًا لفقدان البيانات والوقت المهدور لاكتشاف التصادم وإعادة إرسالها مرة أخرى، حيث ستتمكن الشبكاتُ المختلفة من التواصل فيما بينها وتحسّسِ وسط الإرسال والتأكد من عدم وجود أي بيانات معترضة قبل إرسال بياناتها.

بالإضافة إلى أن التقنيةَ تقوم بالتعرف على أنماط لإرسال البيانات الخاصة بكل شبكة مجاورة مما يمكّنُها من معرفة الأوقات الأفضل للإرسال عبر قناة رادوية دون الأخرى بحسب أوقات انشغال كل منها.

توفرُ علينا هذه التقنية عناءَ طرق أبواب الجيران والتفاوض معهم حول قنوات الوايرلس ومواعيد استخدامها.

المصدر:

هنا