الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

الفوائد الصحية للزنجبيل Ginger

استمع على ساوندكلاود 🎧

الزنجبيل نباتٌ عشبي ينتمي إلى الفصيلة الزنجبيلية يجمع بين كونه تابلاً شهياً وعلاجاً متميزاً ذا خصائص متعددة، حيث تستخدم ريزومات النبات إما طازجةً أو مجففةً، وأيضاً بشكل مسحوقٍ أو زيتٍ أو عصير. وهو بحسب المكتبة الوطنية للطب National Library of Medicine مستخدمٌ بشكلٍ واسعٍ حول العالم، بدءاً من علاج فقدان الشهية وليس انتهاءً بعلاج الحروق الجلدية والدوار الصباحي، كما يعتبر منكّهاً هاماً في الصناعات الغذائية، وتابلاً في الطبخ ومعطراً في الصابون ومستحضرات التجميل.

تاريخ الزنجبيل:

استُخدم الزنجبيل في الصين منذ أكثر من 2000 سنة كمساعدٍ للهضم وعلاجٍ لاضطرابات المعدة، وقد أشارت إحدى أهم المخطوطات السنسكريتية في الهند والتي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد تقريباً إلى حساءٍ مصنوع من اللحم والزنجبيل. هذا وقد صُدّر الزنجبيل من الهند إلى الإمبراطورية الرومانية منذ أكثر من ألفيّ عام، واستمرت تجارته في أوروبا حتى بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية؛ وفي القرن السادس عشر بات ثمن الباوند الواحد (0.45 كغ) من الزنجبيل في إنكلترا يعادل ثمن خروفٍ واحد!

الفوائد العلاجية للزنجبيل:

أما عن الدراسات العلمية حول الزنجبيل فنلخّص هنا بعض استخداماته الحالية والمحتملة كعلاج طبي:

• التهاب القولون: وجدت دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة ميشيغن University of Michigan Medical School أن مكملات جذور نبات الزنجبيل خففت من واسمات الالتهاب Inflammation markers في القولون لدى المتطوعين. وبحسب الخبراء، فإن التهاب القولون يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون، وبالمقابل فإن التقليل من الالتهابات يقلل من احتمال الإصابة.

• آلام العضلات الناتجة عن التمارين: تقول دراسةٌ أجريت في جامعة جورجيا University of Georgia إن الاستخدام اليومي لمكملات الزنجبيل قد خفّف من آلام العضلات الناتجة عن التمارين بنسبة 25%، وقد لوحظ الأثر المخفف للالتهاب ذاته سواء كان الزنجبيل طازجاً أم معرضاً لمعاملةٍ حرارية، أي إنه لم يفقد فائدته بالحرارة.

• الغثيان الناتج عن العلاج الكيميائي للسرطان: وُجد أن تناول مكملات الزنجبيل قبل العلاج الكيميائي للسرطان، وذلك بالترافق مع أدوية التقيؤ، يمكن أن يخفف من الغثيان الذي يُحدثه العلاج الكيميائي بنسبة 40%، وذلك وفق دراسةٍ أجريت في المركز الطبي لجامعة روشيستر University of Rochester Medical Center على المرحلتين الثانية والثالثة من الإصابة بمرض السرطان. وبحسب الباحثة الرئيسية Dr. Julie Ryan فإن السبب في ذلك إلى يُعزى إلى خصائص الزنجبيل المضادة للالتهاب.

• سرطان المبيض Ovarian cancer: إن تعريض خلايا سرطان المبيض لمحلول من مسحوق الزنجبيل أدى إلى موتها بالكامل، وذلك إما بالموت الذاتي المبرمج Apoptosis أو بالبلعمة الذاتية Autophagy (أي إنها هاجمت نفسها بنفسها)، إضافةً إلى منع محلول الزنجبيل للخلايا من تكوين مقاومة تجاه علاجات السرطان الأخرى. هذا ما وجده الباحثون في المركز الشامل للسرطان في جامعة ميشيغن University of Michigan Comprehensive Cancer Center.

• أعراض الربو: أجرى فريقٌ من الباحثين في جامعة كولومبيا Columbia University دراسةً لتحديد أثر إضافة بعض مركبات الزنجبيل إلى أدوية الربو، ووُجد أن هذه المركبات تعمل بشكل تآزري مع أدوية β-agonist isoproterenol مؤديةً إلى انبساط العضلات الملساء في المجاري التنفسية، حيث جاء دمج هذه المركبات مع الدواء أكثر فعاليةً من استخدام الدواء بشكل منفرد.

• تضرر الكبد الناتج عن مركب الباراسيتامول: يرتبط هذا الدواء الشائع بارتفاع خطورة تسمم الكبد وخاصةً لدى المرضى الذين يعانون مسبقاً من أمراض الكبد. وقد وجد الباحثون في مركز الأبحاث الوطني في مصر National Research Center in Egypt أن الزنجبيل منع حدوث تضرر الكبد وخفف من الجهد التأكسدي بشكلٍ مشابه لفيتامين E، وعليه ينصح بتناول الزنجبيل مع أدوية الباراسيتامول وخاصةً من قبل مرضى الكبد أو عند تناول جرعاتٍ مرتفعة من هذا المركب.

• ارتفاع ضغط الدم: بعد تجاربٍ أجريت على الحيوانات المخبرية وُجد أن خلاصة الزنجبيل كانت أكثر فعاليةً في تخفيض ضغط الدم من مركب Parzosin hydrochloride المستعمل كخافضٍ لضغط الدم.

• آلام الحيض Dysmenorrhea (painful menstruation): أجرى الباحثون في جامعة آزاد الإسلامية في إيران Islamic Azad University تجربةً على 70 امرأة، قُسّمن فيها إلى مجموعتين (مجموعة الزنجبيل، ومجموعة التجربة الوهمية)، فوجدوا أن حوالي 83% من النساء اللواتي تناولن الزنجبيل لاحظن تحسناً في آلام الحيض، مقارنةً بحوالي 47% فقط من مجموعة التجربة الوهمية.

• الشقيقة Migraines: وجد أن فعالية مسحوق الزنجبيل في علاج الشقيقة كانت توازي فعالية دواء Sumatriptan الشائع، وذلك في تجربة أجريت على 100 مشارك يعانون جميعاً من أعراض الشقيقة الحادة Acute migraine غير المسبوقة بظاهرة الحسّ الشخصي (الأَوْرَة) Aura*. وقد وجدت هذه الدراسة المجراة في مشفى VALI-e-ASR Hospital في إيران أن الآثار الجانبية للزنجبيل كانت أقل من نظيره الشائع Sumatriptan.

المخاطر والمحاذير:

يتعارض الزنجبيل مع غيره من الأدوية العشبية أو الكيميائية، وذلك بحسب المركز الطبي في ماريلاند Maryland Medical Center. ولذلك فإنه من المهم التوجه إلى الطبيب المختص قبل البدء بتناول الزنجبيل أو مكملاته.

ينصح أيضاً بعدم تناول الزنجبيل من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزف Bleeding disorders أو يتعاطون الأدوية المميّعة للدم (كالوارفارين Warfarin أو الأسبيرين Aspirin).

وعلى الرغم من ندرتها، تشمل الأعراض الجانبية للزنجبيل الإسهال، حرقة المعدة واضطرابها، وتهيّج الفم.

*Aura: وتسمى ظاهرة الحسّ الشخصي Subjective sensation أو ببساطة "الأَوْرَة"، وهي ما يختبره المرء في بعض الحالات المرضية مُنبئاً ببدء إحدى نوبات هذه الحالة، على سبيل المثال الإحساس برؤية أضواء قوية قبل بدء نوبة الشقيقة أو الصرع أو غيرها.

المصدر:

هنا

مراجع الدراسات:

1. ABDEL-AZEEM A.S., HEGAZY A.M., IBRAHIM K.S., FARRAG A.H. and EL-SAYED E.M., (2013), Hepatoprotective, antioxidant, and ameliorative effects of ginger (Zingiber officinale Roscoe) and Vitamin E in Acetaminophen treated rats. Journal of Dietary Supplements. 10(3), 195-209.

2. MANOSROI A., LOHCHAROENKAL W., KHONSUNG P., MANOSROI W. and MANOSROI J., (2013), Potent antihypertensive activity of Thai-Lanna medicinal plants and recipes from “MANOSROI III” database. Pharmaceutical Biology. 51(11), 1426-1434.

3. JENABI E., (2013), The effect of ginger for relieving of primary dysmenorrhoea. Journal of Packistan Medical Association. 63(1).

4. MEHDI M., FARHAD G., ALIREZA M.E. and MEHRAN Y, (2013), Comparison between the efficacy of ginger and sumatriptan in the ablative treatment of the common migraine. Phytotherapy research.