علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

النوم يضاعفُ فرصنا في تذكّر الأشياء المنسية

استمع على ساوندكلاود 🎧

أنْ تأخذ قسطًا وافرًا من النوم في الليل قبل الامتحان أو بعد يومٍ حافلٍ بالعمل، كان دائمًا نصيحةً متداولة، ولكنّ الآن ظهرت دراسةٌ حديثة توضح أثر النوم على قدرتنا في استدعاء المعلومات في وقتٍ لاحق...

اقترحَ بحثٌ من جامعة اكستر في المملكة المتحدة أنّ النومَ له أثرٌ مضاعفٌ في تحسين ذاكرتنا، فهو يحمي الذكريات من النسيان، في الوقت الذي يجعل الوصول الى تلك الذكريات أسهل.

حيث قام الأخصائيّ في علم النفس التجريبي "نيكولاس دومي" بدراسةِ مدى قدرة الناس على استدعاء بعض الكلمات المُختَرعة (كلمات لا على التعيين)،

وبعد اختيار مجموعة من المشاركين تمّ تعليمهم كلماتٍ ثمّ طُلبَ منهم أن يسترجعوها، وقد تمّ اختبارهم مجددًا بعد (12) ساعةً قد قضَوها إما في النوم أو بالبقاء في حالةِ يقظة.

أظهرَ المشاركون في الدراسة تحسّنًا ملحوظًا في استدعاء تلك الكلمات بعد نوم (12) ساعةً، اما عندما تمّ اختبارهم مباشرةً فإنّهم لم يكونوا قادرين على استدعائها بنفس الكفاءة.

وكان هناك أيضًا كلماتٌ لم يتمكّن المشارك من تذكرها إطلاقًا عند الاختبار قبل الاستراحة، ولكنّها عادت إليه عند إعادة الاختبار بعد (12) ساعة. مما يدلًّ على أننا بعد فترةٍ من النوم نصبح أكثرَ قدرةً على تذكِّر الأشياء التي لم نستطعْ فعلًا تذكُّرها قبل النوم.

وكما أظهرت الدراسة أنّ النوم يعزّز الوصول إلى مساراتِ الذاكرة التي تكون قبل النوم ضعيفة حيث يصعبُ استرجاعها، لأن بعض الذكريات تتبلور خلال النوم.

ووجدت أبحاثٌ حديثةٌ أنّ فقدانَ ليلةٍ واحدةٍ من النوم يستطيعُ تغيير مورثاتنا، وأنّ قلّة النوم يمكن أن تكون في النهاية هي ما يحفّزُ فقدانَ الذاكرة الناتج عن الزهايمر.

أخيرًا، يعتقدُ الباحث "دومي" أنّ تعزيزَ الذاكرة خلال الليل يحدثُ في منطقة من الدماغ تُدعى "الحصين" الذي يُعالجُ ويعيدُ الذكرياتِ المشفّرة بينما نستريح، متيحًا للناس أن يُعيدوا عَيشَ خبراتِهم اليومية خلال نومهم، ولكن بالتأكيد نحن بحاجة إلى أبحاثٍ إضافية عن دور هذا الجزء من الدماغ في استرجاع الذكريات.

المصادر:

هنا

هنا