علم النفس > القاعدة المعرفية

الفوبيا: ما هي؟ و ما أسبابها؟

يتعرّض الإنسان للكثير من المواقف التي تشكل خطراّ على حياته أحياناً، ويكون الخوف هو الإستجابة الطبيعيّة لهذه المَخاطر. لكنّ الفوبيا أو مايدعى بالرُّهاب هي خوف غير مُبرر وغير عقلاني ومفرط لمواقف أو أشياء يُخيَّل للشّخص أنّها تشكّل خطراً عليه.

من الممكن إثارة رد الفعل المرافق للفوبيا لدى الأشخاص بواسطة الحيوانات كالعناكب مثلاً أو من خلال بعض الفعاليّات كالتحليق، كما أنّ بعض النشاطات الاجتماعيّة كتناول الطعام في الأماكن العامّة أو حتى مُجرّد التواجد في الأماكن العامّة قد يثير رد الفعل هذا.

الأعراض:

• الإحساس بالذعر أو الهلع أو الرُعب.

• الاعتراف بأنّ الخوف يتجاوز الحدود الطبيعية في مواقف لاتشكل خطراً حقيقياً.

• ردود أفعال تلقائية غير مُتَحكّم بها وخارجةً عن التّفكير الواعي للشخص.

• تسارع نبضات القلب، مصحوب بتنفس سطحي وسريع، ورغبة عارمة بالهرب، وجميع هذه الأعراض الجسدية تترافق مع الذّعر الشّديد.

• اتخاذ الشخص لتدابير صارمة لتجنّب مُثيرات الفوبيا لديه.

_ أنواع الفوبيات:

الفوبيا النوعيّة أو المحدّدة Specific Phobia

كما يوحي الاسم، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه الفوبيا يمتلكون خوفاً غير عقلاني تجاه أشياء أو مواقف معيّنة، وبإمكان هذه الفوبيا أن تتسبب بإعاقة وعجز لدى هؤلاء الأشخاص إذا كان ما يثير الفوبيا لديهم شائع ومنتشر بكثرة.

أكثر أنواع هذه الفوبيا شيوعاً هي رهاب الحيوانات وخصوصاً الكلاب والأفاعي والحشرات والفئران. أيضاً رهاب الأماكن المغلقة ورهاب المرتفعات هما مثالان عن الفوبيا النوعيّة. تتطور معظم هذه الفوبيات خلال مرحلة الطفولة ومن ثم تختفي، لكن تلك التي تستمر خلال مرحلة البلوغ نادراً ماتختفي من دون علاج.

رهاب الوحدة Agoraphobia

هو خوف الشخص من البقاء وحيداً في أي مكان أو عند التعرض لأي موقف عندما يُخيل له أن الفرار قد يكون صعباً، ولذلك قد يتجنب المصابون بهذه الفوبيا المرور على الجسور أو الشوارع الضيقة أو المتاجر المزدحمة. وقد يصل بهم الحال إلى عدم الخروج من المنزل نهائياً، أو الخروج بصحبة صديق أو أحد أفراد العائلة، وعند مغادرتهم وحيدين لمنازلهم يشعرون بالضيق الشديد.

تظهر الأعراض عادةً في أواخر مرحلة المراهقة وحتى منتصف عمر الثلاثين، وتكون هذه الأعراض تدريجية أو بشكل فُجائي. يتطور هذا الرّهاب بعد تعرض الشخص لنوبة عشوائية وغير متوقعة من الهلع مرة أو أكثر، مترافقةً مع باقي الأعراض مثل التّعرق والتّنفس السطحي السريع أو الإغماء. ومما يجعل من المصاب يشعر بحالة من التَرقُب الدائم.

هذه النّوبات من الذعر تجعل الشخص متنبهاً دائماً لتجنب حدوث نوباتٍ أُخرى في المستقبل، وتجنب أي موقف قد يسبب إثارة هذه الحالة، ثم الإبتعاد قدر الإمكان عن المكان الذي تعرّض فيه سابقاً للنّوبة.

الرهاب الإجتماعي Social Phobia

يخشى المصابون بهذا الرهاب من أن تتم مراقبتهم أو السخرية منهم خلال أدائهم لأعمالهم أمام الآخرين، وعادةً مايظهر خوفهم أثناء قيامهم بأعمال بسيطة كصرف حوالة من البنك أو تناول الطّعام أمام النّاس، المثال الأكثر شيوعاً لهذا النوع هو رهاب التحدث أمام الجمهور. بشكل عام يظهر الرهاب الاجتماعي بعد سن البلوغ ويستمر مدى الحياة في حال لم تتم معالجته.

العلاج:

مع العلاج المناسب للفوبيا، يستطيع الكثير من المرضى من التّغلب على مخاوفهم مهما كانت، ويتمكن معظم مرضى الفوبيا من إكمال حياتهم دون حدوث نوبات الهلع المعتادة لسنوات عديدة أو لمدى الحياة.

العلاج الفعّال للفوبيا يتضمن العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الدوائي أو المشاركة بينهما.

العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Therapy

يتم من خلال جلسات عند مُعالج مُدرَّب، يتحدث المريض خلالها عن الأشياء أو المواقف التي تثير نوبات الهلع لديه، يضع المختص مخططاً بطريقة تدريجيّة مُنَظمة ليصبح المريض قادراً على السّيطرة على مخاوفه والتحكم بها، ومن خلال مواجهة المريض تدريجياً لمُسببات الذعر لديه يعتاد عليها مما يؤدي إلى زوال الخوف ونوبات الذعر مع الوقت.

العلاج باستخدام الأدوية Medications

يستخدم الدواء فقط للسيطرة على حالة الرعب الشّديد والقلق اللذان يصيبان المريض أثناء النوبة، ولا يوجد دواء مخصص للشفاء من الرّهاب.

العلاج المشترك

بسبب عدم توفر علاج دوائي شافي، ينصح بعض المختصين باستخدام "حالاّت القلق" للتخفيف من القلق الذي سيشهده المريض خلال تطبيقه للعلاج التفاعلي، هذا الأسلوب هو الأكثر نجاحاً في العلاج من الرّهاب.

المصادر:

هنا