المعلوماتية > عام

Thunder Bolt القفزة الجديدة في عالم USB

استمع على ساوندكلاود 🎧

تستعد شركة إنتل لإطلاق ابتكارها الجديد و الذي يدعى الصاعقة 3 “Thunderbolt3” والذي يعد أكبر قفزة تقنية منذ إطلاق تقنية الـ"USB".

في شهر حزيران الماضي، انتهت الشركة من وضع اللمسات الأخيرة على مشروعها الجديد و الذي يُعدّ أداةً وبروتكولًا ومنفذًا فيزيائيًّا جديدًا كليًّا. و تأمل شركة إنتل أن تحلَّ هذه التقنية الجديدة مكان جميع الكابلات و المنافذ الفيزيائية وأن تفتح الأفق أمام تطبيقات جديدة.

تم العمل على تطوير “Thunderbolt3” في مخابر إنتل لأكثر من خمس سنوات. وتعود بدايات هذه التقنية إلى مشروع لايت بيك “light Peak” والذي عملت عليه كلًّا من شركتي آبل وإنتل، وقد رأى المشروع النور مع الإصدار الأول من "Thunderbolt" في عام 2011، والذي مهّد لاستبدال الكابلات النحاسية بكابلات الألياف الضوئية.

تهدف هذه التقنية إلى توفير منفذ إدخال وإخراج يحلُّ محل كافة أشكال الكابلات التي تستخدمها الطرفيات للاتصال بأجهزة الكومبيوتر وتوفير عرض حزمة أكبر لنقل البيانات وعدد كابلات أقل، مما يتيح نقلَ البيانات الكبيرة الحجم كمقاطع فيديو بدقة 4K بسرعة أكبر بين الحواسيب والطرفيات و بتكلفة رخصية واستهلاك منخفض للطاقة الكهربائية.

على الرغم من أن الـ"USB" يعدّ خيارًا جيدًا لوصل معظم الطرفيات بالحواسيب، إلا أنه لا يوفي بالغرض عند استخدامه مع بعض الطرفيات كأجهزة العرض والتي لا يستطيع الـ"USB" تأمينَ زمن الاستجابة والدقة الكافيين لها، فتلجأ الشركات المصنعة لأجهزة العرض لاستخدام منفذ HDMI ومنافذ العرض التقليدية.

وفي حين أن كلَّا من USB وHDMI ومنافذ العرض الخاصة بالشاشات تعدُّ من أهم التقنيات الاقتصادية المستخدمة اليوم في عالم الرقميات، إلا أن غيابَ معيار موحد لنقل الفيديو والبيانات يجبر المصنّعين والشركات على إنتاج أجهزة تدعم العديد من المنافذ والتقنيات، مما يزيدُ من حجم هذه الأجهزة و يزيد التكلفة أيضًا. في المقابل، تأمل شركة إنتل على حل هذه الإشكالات باستخدام تقنية “Thunderbolt3”، بالإضافة لإتاحة المجال أمام تطبيقات واستخدامات جديدة لم تكن ممكنة فيما سبق.

تؤمّنُ “Thunderbolt3” سرعةً تصل إلى 40 غيغابيت في الثانية، أي أسرع بـ4 مرات من USB3.1، وأسرع بمرتين من الإصدار السابق من “Thunderbolt”. فعلى سبيل المثال، يمكننا بفضل هذه التقنية وصلُ جهازي عرض 4K 60 HZ في الوقت ذاته. هنا

(يوضح الرسم البياني مقارنة بين سرعة نقل البيانات التي توفرها thunderbolt3 بالمقارنة مع الإصدارات السابقة وإصدارات USB)

يمكنُ أيضًا وصل ثلاثة كروت من نوع PCI Express (Peripheral Component Interconnect Express)، وهي كروت تتصل بالحواسيب عن طريق منافذ تسلسلية سريعة، مما يتيحُ توصيل هذه الكروت بشكل خارجي مما يقودنا إلى استخدامات شيقة قد ترفع إمكانيات حاسوبك المحمول الصغير إلى مستوى الحواسيب المكتبية القوية.

وقد قامت إنتل بالتعاون مع شركة AMD، وقد تنتضم "Nvidia" لهذا التعاون لاحقًا لإنتاج بطاقات رسومية يمكن توصيلها بشكل خارجي، حيث أصبح من الممكن توصيل بطاقة عرض قوية بشكل خارجي تدعم تقنية 4k وتؤمّنُ للمستخدم إمكانية التمتع بتجربة الألعاب الكبيرة على حاسوبه المحمول الصغير.

إن دعم توصيل بطاقات "PCI Express" يتيح استخدام تقنية «التخزين الخارجي السريع« الذي تستحوذ عليه إنتل، اعتمادًا على تقنية "NVM Express"، وهي تقنية طوّرتها شركة إنتل تسمح بوصل أقراص تخزين من نوع SDD عن طريق منافذ PCI، المستخدمة في توصيل وحدات التخزين SSD، وهي الجيل الجديد من وحدات التخزين، وتمتاز بعدم احتوائها على قطع متحركة ميكانيكية (أسطوانات تدور رؤوس قراءة وكتابة… إلخ) وهي تشبه بآلية تخزينها بشكل كبير ذواكر الفلاش، فعملية الوصول للمعلومات المخزّنة تتمُّ بشكل مباشر بدون الخوض في التأخير الزمني الناتج عن حركة الذراع الميكانيكية.

باستخدام منفذ "PCI Express" سيتمكّن المستخدمون من توصيل وحدات التخزين هذه إلى أي جهاز، بما فيهم أي جهاز كومبيوتر يدعم يدعم تقنية "Thunderbilt 3" الجديدة بسرعة تصل إلى أربعة أضعاف سرعة وحدات التخزين التي تستخدم منفذ SATA.

رافق التوجه لاستخدام تقنية Thunderbolt في مجال الرسوميات ووحدات التخزين السريعة إلى توجه أعمّ باستخدامها كمنصة توصيف ذكية لأجهزة أخرى (حواسيب محمولة وشاشات عرض وغيرها) مما عزز أهمية استخدام هذه التقنية في توصيل الطاقة الكهربائية لهذه الأجهزة.

(يوضح الشكل الاستخدامات المتنوعة لمنصة التوصيل كتوصيل وحدات تخزين خارجية وجهازي عرض وبعض الطرفيات الأخرى)

اعتمتدت الإصدارات السابقة من Thunderbolt على وجود كابل فعال مزود بشريحة إلكترونية مُغذّاة بالتيار الكهربائي، إلا أن انتقال Thunderbolt 3 لاستخدام كابل USB من النوع C وقدرتها على الوصول إلى سرعة 40 غيغابيت في الثانية باستخدام الكابلات النشطة وإلى سرعة 20 غيغابيت باستخدام النوع التقليدي من الكابلات الخاملة، أدى إلى انخفاض تكلفتها وزيادة فاعليتها. بالإضافة إلى أن الإصدار الضوئي من Thunderbolt المتوقع ظهوره في منتصف عام 2016 سيؤمّنُ طول كابل يصل إلى 60 متر عوضًا عن 2 متر المستخدم حاليًا.

من المتوقع أن تستطيع Thunderbolt أن تؤمّن اتصالَ 6 أجهزة مختلفة بحاسوبك مع تزويدها بالتيار الكهربائي، بالإضافة إلى تأمين اتصالك بالإنترنت حيث سيحلُّ محلَّ كابل Ethernet 10 gigabit.

وقد أشارت شركة إنتل بأنها لم تقم بدمج الرقاقة الداعمة لـ"Thunderbolt 3"، والتي تدعى "Alpine Ridge"، بمنتجات إنتل، ولكن الاحتياجات المتزايدة للمستخدمين في مجال بطاقات العرض ووحدات التخزين ونقل البيانات سيتطلب دمجَ "Alpine Ridge" مع معالجاتها، بالإضافة إلى توفير إمكانية ترقية الحواسيب المكتبية لكي تدعم التقنية الجديدة. وستكون العديد من المنتجات التي تعتمد على هذه التقنية كمنصات التوصيل والمنافذ ستكون متوفر في الأسواق مع بداية عام 2016.

المصدر:

هنا