الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

فيل نايت وقصة نجاح شركة نايك

عندما نتابع نجوم الرياضة العالمين، يلفتنا إجماع الكثير منهم، باختلاف أماكن تواجدهم وطبيعة الألعاب التي يمارسونها، على ارتداء علامة تجارية مميزة ألا وهي (نايك _ Nike). فما قصة هذه العلامة التجارية المميزة؟ وكيف اكتسبت هذا الانتشار الواسع، ولمن يعود الفضل في هذا النجاح؟

في عام 1993، صوتت قنوات الأخبار الرياضية (للشخص الأكثر نفوذاً في عالم الرياضة). لم تكن نتيجة التصويت لصالح لاعب رياضي ولا حتى لمدرب فريق أو مالك نادي!! لقد كان هذا الشخص هو (فيل نايت) الأسطوري، الذي ارتدى أكبر نجوم و أساطير الرياضة أحذيته لنحو خمسين عاماً. لقد كان هذا الرجل نموذجاً يحتذى في عالم التسويق، ففي أقل من عقد من الزمن استطاع اقتحام منافسة شرسة لا ترحم جاعلاً "نايك" واحدة من العلامات التجارية الأكثر نجاحاً والأوسع نطاقاً على مستوى العالم.

جاءت الفكرة لنايت لأول مرة عندما كان يحضِر لدرجة الماجستير في جامعة ستانفورد، فوضع مخططاً لتأسيس شركة أحذية رياضية تكون الأولى في العالم ، ووضع خطة لكسر هيمنة شركة أديداس على السوق من خلال مقترحات باستخدام عمالة رخيصة من اليابانيين، وعبر تصنيع حذاء للجري ذو جودة أعلى .

بعد فترة قصيرة من تخرجه عام 1962، قرر نايت وضع خطته موضع التنفيذ، وسافر إلى اليابان لزيارة شركة النمور (onitsuka tiger) المحدودة، وهي الشركة المصنعة لأحذية أديداس التي تباع في اليابان، وقد أخبر نايت المسؤولين في الشركة اليابانية أن شركته هي الخيار الأمثل لتوريد أحذيتهم لها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدم نفسه كرئيس لشركة (الشريط الأزرق للرياضة_blue ribbon sports )، و هذا هو الاسم الذي خطر بباله كاسم لشركته آنذاك، كما أقنعهم بإرسال بعض العينات المصنعة من قبلهم لدراستها مع شركاءه، ليقوم بدوره بعد ذلك بإبلاغ الشركة بالكمية التي يريدها.

عاد فيل إلى الولايات المتحدة واقترض من والده مبلغاً من المال ثمناً للعينات التي قام بطلبها، وبعد وصول العينات قام بإرسال بضع منها إلى جامعة أوريغون. و قد أُعجب المدرب في الجامعة بيل باورمان بالعينات، وسرعان ما أصبح شريكاً له في مشروعه، حيث قدم كل منهما مبلغ 500 دولار للانطلاق.

قام باورمان ونايت رسمياً بتأسيس شركة (الشريط الازرق للرياضة)، حيث قاما بشراء مائتي حذاء رياضي من الشركة اليابانية، وبدءا ببيعها من خلال سيارة تقف أمام المدارس الثانوية في منطقة الشمال الغربي.

و قد حققا نجاحاً كبيراً بحيث وصلت مبيعاتهما في أوائل السبعينات إلى نحو 30 مليون دولار. و هنا رأى نايت أن الوقت قد حان لكسر الشراكة بين شركة الشريط الأزرق و شركة النمور، والبدء في تصميم أحذية خاصة به تعتمد على الخبرة التي اكتسبها.

في عام 1972 أطلقت شركة الشريط الأزرق خط إنتاج ( نايك _ Nike )، و الذي سمي تيمناً باسم آلهة النصر اليونانية. وقد وضع على الأحذية شعاراً من تصميم أحد الطلاب في جامعة بورتلاند في مقابل 35 دولار كأجرة تصميم، وقد كانت هذه الأحذية تتميز بوزنها الخفيف وجاذبيتها العالية.

كانت استراتيجية التسويق التي اتبعها نايت بسيطة، فبدلاً من الاعتماد على الإعلانات كان تركيزه على أنه يجب على كبار الرياضين ارتداء حذاءه، و قد اختار توقيتاً مميزاً جداً للانطلاق وهو أولمبياد للمسير والتجارب الميدانية أقيم في يوجين، حيث كان شريكه باورمان يتولى منصب المدير الفني للفريق الأولمبي الأمريكي.

استغل نايت هذه الفرصة بشكل كبير، حيث كان حذاء (نايك) في أقدام أبطال الأولمبياد، حيث حضر التلفزيون الوطني للتصوير، وكانت الكاميرات موجهة على أبطال الأولمبياد وعلى حذاء (نايك) الذي كان يرتديه صاحب الرقم القياسي في مسابقة العدو في الأولمبياد "ستيف برفونتانت"، والذي أصبح أول رياضي مؤيد لأحذية (نايك) الأمريكية.

نجحت خطة نايت، وبدأ يستحوذ على إعجاب الرياضيين واحداً تلو الآخر، الأمر الذي لعب دوراً رئيسياً في زيادة المبيعات في جميع أنحاء البلاد. في عام 1970، وبعد إصابة لاعب التنس الشهير جون ماكنرو في كاحله، بدأ يرتدي أحذية نايك من طراز (three-quarter-top shoes)، والذي قفزت مبيعاته بعد ذلك من 10 آلاف قطعة إلى نحو مليون قطعة، فالناس يرغبون في ارتداء ما يرتديه أفضل اللاعبين في العالم .

استمرت نايك بالنجاح تلو الآخر، ففي عام 1980 افتتح خط إنتاج طراز (Air Jordan) الذي يرتديه لاعب السلة الشهير مايكل جوردان، وكانت الإعلانات آنذاك تركز على قفزات جوردان العالية عند تنفيذه للضربات الساحقة في المباريات. حقق هذا الخط مبيعات هائلة للغاية وصلت إلى 100 مليون دولار في السنة الأولى فقط، وبحلول عام 1986 بلغ إجمالي مبيعات نايك نحو مليار دولار، بحيث تجاوزت نايك شركة أديداس رسمياً، وأصبحت الشركة المصنعة للأحذية الرياضية الرقم (1) في العالم.

و إلى الآن تستمر نايك بنجاحاتها المتتالية، حيث استمرت بسياستها المرتبطة بنجوم الرياضات كافة، فاتجهت نحو نجوم الغولف والبيسبول والألعاب الشتوية.

تبلغ ثروة نايت اليوم 27.5 مليار دولار وضعته في مصاف أثرى 20 شخص في العالم ، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال، و يبلغ حالياً من العمر 77 عاماً.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا