المعلوماتية > عام

السبات، النوم، أم ايقاف التشغيل؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

تبدو كل من حالات إيقاف التشغيل الثلاث: النوم والسبات وإيقاف التشغيل متشابهة، ولكنها عملياً مختلفة من حيث كمية توفير الطاقة وآلية عمل كل منها وزمن إيقاف واستئناف العمل وعدد من العوامل الأخرى، فلا يوجد خيار واحد مناسب دائماً، بل يعتمد الخيار على مدى حاجتنا لتوفير الطاقة، أو جعل الحاسب يقلع بسرعة.

لنبداُ بإيقاف التشغيل (Shutdown)، وهي طريقة إيقاف الحاسب عن العمل تماماً، حيث تُغلق جميع البرامج ومن ثم يغلق نظام التشغيل ليتم فصل الطاقة عن الحاسوب كلياً حيث لا يستهلك أي طاقة كهربائية حتى نقوم بإعادة تشغيله يدوياً، فيقوم بعملية الإقلاع حتى الوصول إلى الشاشة الترحيبية لنظام التشغيل، وهو ما قد يستغرق بعض الوقت (ويكون في بعض الأحيان ثميناً) لعملية الإقلاع وتشغيل إجرائيات اختبار مكونات الحاسوب وملحقاته وتشغيل برامجه الأساسية المختلفة، مما يجعل عمليةَ إيقاف التشغيل هي الخيار الأفضل عندما نعلم أننا لن نستخدمَ الحاسوب لفترة طويلة.

إن عدمَ استهلاك الحاسوب لأي طاقة كهربائية يبدو جذاباً، ولكن من الجدير بالذكر أن عمليةَ إيقاف التشغيل المتكررة أيضاً تستهلك من العمر الافتراضي لمكونات الحاسوب الإكترونية مما يجعلنا نفكر ملياً في الاعتماد على طرق أخرى بديلة لإيقاف التشغيل.

أما عن السبات (Hibernation)، فهو حالة لتوفير الطاقة مُصمّمة بشكل أساسي للحواسيب النقالة؛ حيث يقوم الحاسوب بنقل كل الملفات والبرامج المفتوحة والمخزنة في ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) إلى ملف خاص على القرص الصلب يحمل الاسم (hiberfil.sys)، وبعد نسخ الملفات يقوم بإيقاف تشغيل جميع مكونات الحاسوب كما في الطريقة التقليدية. يكمنُ الفرق هنا عند إعادة التشغيل، حيث يتم بداية إعادة الملفات المنسوخة إلى الـRAM وبالتالي استعادة بيئة العمل التي كنا عليها قبل الدخول في حالة السبات بشكل سريع بعد عملية الإيقاظ، دون الاضطرار إلى فتح كافة الملفات وتشغيلها يدوياً كما في حالة إيقاف التشغيل، وهذا ما يميز هذه الآلية.

تبدو هذه الميزة مثالية لكن لا يُنصح باستخدامها بشكل دائم، حيث أنها تؤثر على عمل بعض البرمجيات، كما أن الحاسب بحاجة من حين إلى آخر لعملية إيقاف ومن ثم إعادة تشغيل (Fresh Restart) للمحافظة على أدائه الأمثل. يمكن استخدامها بشكل عام عند عدم الرغبة في استخدام الحاسوب لفترة قد تمتد لليوم التالي مثلاً، كما أنها مفيدة جداً للاستفادة القصوى من بطارية الحاسوب المحمول واستثماره لأطول فترة ممكنة حيث أنها مُصمّمة في المقام الأول للحاسوب المحمول ولا تتوفر في كثير من الحواسب المكتبية.

أما فيما يخص حالة النوم أو وضعية الاستعداد (Sleep/standby) فهي مناسبة عند استخدام الحاسوب بشكلٍ متكرر ومتقطع خلال اليوم، أو في حال أردنا تناولَ الطعام أو الحصول على فترة استراحة قصيرة من العمل؛ حيث يتم فيها إيقاف الحاسب لمعظم عملياته، وتوضع مكوناته بشكل عام في وضعية استهلاك الطاقة الدنيا، وهو ما يساهم في توفير الطاقة الكهربائية مقارنة بإبقاء الحاسوب في حالة تشغيل تام. وعند الرغبة في استكمال العمل يعود الحاسوب للنشاط بشكل سريع متفوقاُ بذلك على وضعية السُّبات.

يستهلك الحاسوب في وضعية النوم طاقة كهربائية أكبر من الحالتين السابقتين كونه لم يتوقف عن العمل عملياً، ولكن يمكننا تحمّل ذلك للتمتع بإمكانية استعادة العمل بشكل كامل خلال ثوانٍ معدودة. كما في حالة السبات، لا ينبغي أن نبالغ في استخدام حالة النوم، فالحاسوب بحاجة إلى إيقاف التشغيل من وقت لآخر للمحافظة على أدائه بشكل عام.

تلبي الميزاتُ الثلاث السابقة حالات الاستخدام المختلفة للحاسوب الشخصي، سواء كان حاسوباً مكتبياً أو محمولاً. فإذا لم تكن ممن يستخدمون الحاسوب على مدار الأربع وعشرين ساعة فعليك الاستفادة من إحداها للحصول على أداء أفضل وعمر أطول لحاسوبك.

توجد حالة رابعة وهي النوم الهجين (Hybrid sleep)، وقد تم تصميمها بشكل أساسي للحواسيب المكتبية، وهي مزيج بين النوم والسُّبات؛ حيث يتم حفظ الملفات والبرامج المفتوحة والتي تكون متواجدة ضمن الـRAM في القرص الصلب ومن ثم يتم وضع الجهاز في حالة استهلاك أدنى للطاقة، وفي حال حدوث قطع في التيار الكهربائي (كون الحاسب المكتبي لا يحوي بطارية) يستطيع نظام التشغيل استعادة بيئة العمل بشكل سريع من القرص الصلب.

المصادر:

هنا

هنا

هنا