الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

أثر الدهون المتحولة (Trans fats) على الذاكرة

استمع على ساوندكلاود 🎧

تندرج الدهون المشبعة المتحولة Trans fatty acids في لائحة الدسُم المصنّعة Processed fats، وهي تتشكل غالباً أثناء هدرجة الزيوت النباتية جزئياً بهدف إعطائها قواماٌ صلباٌ يسمح باستخدامها في الأغراض الصناعية الخاصة، كإضفاء المذاق الجيد أو زيادة مدة الصلاحية لبعض المنتجات.

يعتبر البسكويت، والشوكولا، و معظم الأطعمة الجاهزة مصدراً أساسياً لهذا النوع من الدسم. وقد أصبح الارتباط الوثيق واضحاً بين تناول هذا النوع من الدسم وبين ارتفاع الكولسترول الضار LDL وخفض الكوليسترول النافع HDL، ومقاومة الإنسولين، وأمراض القلب، وصحة الجسم بشكل عام. ويمكنكم قراءة مقالنا التعريفي بالدهون المتحولة هنا (هنا).

أما حديثاً، فقد توجهت الدراسات العلمية لأبعد مما سبق، وذلك بهدف تحديد المخاطر الصحية التي تتعلق بصحة الدماغ والذاكرة وتأثير الدسم المتحولة عليهما.

حيث نُشرت دراسةٌ في مجلة PLOS One بإشراف الدكتورة Beatrice Golomb، المسؤولة في جامعة كاليفورنيا وبرنامج حماية الموارد البشرية في جامعة سان ديغو، هدفت إلى تحديد العلاقة الموجودة بين تناول الزيوت المهدرجة والذاكرة. واستندت الدراسة على الذكور بشكلٍ رئيسيٍ بسبب عددهم الكبير في العينة مما جعلهم الممثل الرئيسي فيها.

تم تحديد المدخول اليومي من الدهون المتحولة والقدرة الذهنية على التذكر عن طريق عددٍ من الاستبيانات والفحوصات. واعتمد فحص الذاكرة على قدرة المنتسبين على تذكر وتكرار بعض الكلمات الواردة في 104 بطاقات. وبينت النتائج أن احتواء الحمية الغذائية اليومية على حوالي 16 غ من الدسم المشبعة المتحولة يقلل من تذكر الكلمات لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة بمقدار 12 كلمة عن المتوسط الذي بلغ 86 كلمة، بينما يقل التذكر بمقدار 21 كلمة إذا وصل معدل هذه الدسم في الحمية إلى 26 غ.

وفسرت الدراسة سبب هذا الأثر إلى كون الدسم المشبعة المتحولة تزيد من معدل الجهد التأكسدي Oxidative stress للخلايا، وبالتالي تزيد من تخربها وخاصة خلايا الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، إضافة لقدرتها على تثبيط عمل الحموض الدسمة عديدة عدم التشبع المفيدة والمعروفة باسم أوميغا 3.

أخيراً لا بد من التأكيد على أن الدراسة وجدت علاقةً وثيقةً بين تناول الدسم المشبعة المتحولة وضعف الذاكرة، لكن هذا لا يعني أن الدسم المتحولة هي السبب الوحيد في ضعف الذاكرة الذي لوحظ عند المشاركين بالدراسة، ولا بدّ من أخذ بعض العوامل أخرى التي قد تؤثر على صحة الذاكرة بعين الاعتبار في الدراسات المستقبلية.

ويبقى الاعتدال بتناول جميع المغذيات هو الحل الامثل، إضافةً لقراءة الملصقات الغذائية والتأكد من كمية الدسُم المهدرجة الموجودة في المنتجات المختلفة.

إعداد وترجمة: كندا حبيب

المصادر:

1. هنا

2. هنا