المعلوماتية > عام

التغريدات لطرق أكثر أمانًا أثناء العواصف

استمع على ساوندكلاود 🎧

في ظل الأجواء العاصفة وبداية فصل الشتاء، تكثر حوادث تصادم السيارات ومشاكل الطرقات. تابع في مقال اليوم كيف استطاع الباحثون الاستفادة من موقع «تويتر» وتغريدات المشتركين لزيادة السلامة المرورية!

هذا كان جوهر إحدى الدراسات في جامعة «بوفالو»، والتي ركزت على كيفية فحصِ التغريدات المتعلقة بالطقس وتحليلها لدعم النماذج الحاسوبية، والتي بدورها وبمساعدةِ بعض العوامل الأخرى تقوم بإعطاء التوصياِت الخاصة بالسائقين والتي تتضمنُ الطرقات الآمنة أثناء الطقس العاصف وحدود السرعة المناسبة للقيادة في تلك الأجواء.

يقول الدكتور عادل صادق، مدير معهد "UB" للنقل والخدمات اللوجستية والذي قام بإعداد الدراسة بالمشاركة مع عدد من الباحثين الآخرين:" لا يهم إذا قام أحدُهم بالتغريد عن جمال الثلج أو الشكوى من الطرق المغلقة بسبب الثلوج، ففي جميع الأحوال يقوم مستخدمو تويتر بتوفير كميةٍ كبيرة من البيانات والتي يمكن استخدامُها لتحسين قدراتنا على توجيه حركة المرور أثناء العواصف الثلجية والأحوال الجوية السيئة".

يعتمد محللو الطرق والسلامة المرورية على بعض النماذج والتي بدورها تحلّلُ بياناتِ مركبات السير والتي تحصل عليها من الكاميرات والحساسات، وعلى بيانات الطقس من محطات الأرصاد الجوية القريبة. لكن تعدُّ هذه الطريقة التقليدية محدودة (أي قبل إدخال بيانات تويتر)، إذ لا توفرُ مراقبةُ حركة المرور والطقس المعلوماتِ الكافيةَ عن ظروف الطرقات وحالتها. على سبيل المثال فإن النموذجَ المُستخدَم لا يأخذ بعين الاعتبار الجليد المشكّل على الطريق بعد العاصفة، أو إذا قامت أي جهة معينة بإزالة الثلوج من الطرقات.

يمكن لتويتر أن يساعدَ في معالجة هذه المحدودية للنموذج المستخدم حيث يقوم المستخدمون غالباً بالتغريد عن الطقس أو حالة الطرق، كما أن العديد منهم يستخدم تقنيةَ الـ"GPS" لتحديد موقعه (بالتالي موقع التغريدة).

تناولت الدراسة أكثر من 360 ألف تغريدة في منطقة «بوفالو نياغارا» خلال 13 يوم من شهر كانون الأول لعام 2013، وحدّدَ الباحثون ما يقارب الـ3000 تغريدة تحوي كلمة «ثلج» أو «يذوب».

ومن ثم قاموا بتنقيح التغريدات من خلال طريقة أطلقوا عليها مراقبة «تغريدات الحالة الجوية»، والتي صنَّفت الأحداث بطريقتين، الأولى هي الكلام عن الطقس وهي عبارة عن تغريدات الذين يتحدثون بشكل عام مثل :"الطرقات سيئة جداً ولا زالت الثلوج تتساقط"، والثانية هي تقارير الطقس وهي التغريدات المدعومة بصور عن الطرقات.

وعند وصول عدد الأحداث إلى عتبةٍ محددة في الوقت الذي يتم تحديده مسبقاً، عندئذ يتم تسميتها «تغريدات الحالة الجوية». اختبر الباحثون كفاءةَ الأحداث من خلال معايير مصممة لإزالة التغريدات التي لا تحتوي على الحالة الحقيقية للطقس. وبما أن التغريدات تحتوي على الإحداثيات الجغرافية، بالتالي استطاع الباحثون رسمَ خريطة للمواقع الدقيقة حيث تم إعطاء تقرير عن الطقس.

ومن ثم تمت ملاحظةُ توقيتِ التغريدات ومراقبة النمط، وبناءً على هذه المراقبة تمت ملاحظة أنه عند تساقط الثلوج تتزايد التغريدات المتعلقة بالطقس، كما تنخفض كلٌّ من سرعة السيارات وحركة المرور ببطء.

قام الباحثون بإدخال بيانات «تويتر» إلى نموذج يحتوي على معلومات الطقس وحركة المرور، ووجدوا أن إدخال هذه البيانات أدى إلى تحسين دقة هذه النماذج. كما وجد الباحثون أن بيانات «تويتر» تكون أكثر تأثيراً خلال النهار وفي المناطق التي تحتوي على كثافة سكانية كبيرة (أي عند قيام عدد كبير من الناس بالتغريد).

ومع استخدام نماذجَ أكثر دقة يمكن أن نحصلَ على معلومات أفضل وأدقَّ عن الطرق السريعة خلال الطقس العاصف. على سبيل المثال فإن هذه النماذج سوف تمكّنُ المخططين لحركة المرور بتقديم توصيات عن السرعة الأفضل للقيادة الآمنة، وأي الطرق يجب تنظيفها من الثلوج وأي الطرق يجب تجنب المرور فيها، بالإضافة إلى الزمن المتوقَّع لوصول السائقين إلى وجهتهم عند عبورهم لهذه الطرقات.

ويعتزم الباحثون المتابعةَ في تطوير هذا النموذج من خلال الحصول على بيانات إضافية من «تويتر»لفترات زمنية أطول ومواقع مختلفة.

المصدر:

هنا