الطب > مقالات طبية

البدانة تزيد تعرُّضَ المراهقين للإصابة بسرطانِ القولون والمستقيم

المراهقون البدينون أكثرُ عرضةً للإصابة بالسرطانِ القولونيِّ المستقيميِّ بمقدارِ الضعفين (أكثر بمرتين)، وذلك تبعاً لدراسة أوضحَتْ أنَّ المراهقين ذوي الوزنِ الزائدِ معرَّضون أكثر، وبمقدار الضعفين، لتطوُّرِ سرطانٍ قولوني مستقيمي (CRC= Colorectal cancer) وذلك في منتصفِ العمرِ لديهم.

وكذلك فإنَّ من يعانون من التهاباتٍ جهازيةٍ هم أكثرُ عرضةً أيضاً لخطر الإصابةِ به.

نُشرت هذه الدراسةُ في السادس والعشرين من شهر أيارَ، وهي جديرةٌ بالملاحظةِ كإحدى الدراساتِ القليلةِ لتقييم العلاقةِ بين مؤشرِ كتلةِ الجسمِ لدى المراهقين BMI *( (Body Mass Indexوسرطانِ الأمعاءِ في مرحلة البلوغ.

كما أنَّها الدراسةُ الأولى "وفقاً للمؤلفين" لتقييم علاقةِ الالتهابِ الجهازيِّ Systemic لدى المراهقين -والذي تمَّ تقييمه بحساب سرعة تثفُّل الكريات الحمر** (ESR) – بالنتيجة نفسها.

تقترح النتائج بأنَّهُ قد يكون لمؤشر كتلةِ الجسم والالتهابِ (الذي قيس عبر سُرْعَةِ تَثفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمْر) أهميَّةٌ في تطور السرطانِ القولونيِّ المستقيميِّ، ومع المتابعةِ المستمرَّةِ للمرضى قد توضّحُ الدراساتُ المستقبليةُ كيف أنَّ الالتهابَ عند المراهقين ومؤشّرَ كتلةِ الجسمِ (BMI) يتفاعلان ليؤثّرا بدرجةِ خطورةِ الإصابةِ بالسرطانِ القولونيِّ المستقيمي.

وقد تدعو الحاجةُ إلى دراساتٍ إضافيةٍ لتوضيح علاقةِ هذه العواملِ -بشكلٍ منفصلٍ أو مجتمعةً- مع معدل وفَيَاتِ المصابين به.

قام الباحثون بتحليل البياناتِ الناتجةِ عن مؤشر كتلةِ الجسمِ وسرعةِ تثفّلِ الكرياتِ الحمر، وذلك عند دراسةِ 239.658 رجلاً سويديَّ الجنسيةِ ممّن خضعوا لفحوصات التجنيدِ العسكريِّ الإلزاميِّ بأعمارٍ تتراوح بين 16 – 20 سنةً، بعد أن تمَّ استقصاءُ من لديهم إصابةٌ سابقةٌ بداء الأمعاءِ الالتهابي.

وأظهرت بياناتُ السجِلِّ الوطنيِّ للسرطان بأنَّ هنالِكَ 885 حالةَ إصابةٍ بالسرطان القولونيِّ المستقيميِّ (501 قولوني و 384 مستقيمي) خلال مدةِ متابعةٍ تبلغ 35 سنةً.

وأظهَرت التحاليلُ الإحصائيةُ أنَّ خطورةَ الإصابةِ بسرطانِ القولونِ والمستقيم تزداد بازدياد مؤشرِ كتلةِ الجسمِ؛ فمثلاً المراهقون الذين لديهم قيمة BMIأعلى من 27.5 وأقل من 30 كغ/م2، لديهم خطورةٌ أكثر ليطوروا الإصابةَ بهذا النوعِ من السرطان مقارنةً بغيرهم ممّن يكون لديهم مؤشرُ كتلةِ الجسمِ في حدودِه الطبيعيةِ (أكثر من 18.5 وأقل من 25 كغ/م2).

كما تبيَّن من خلال التحليلِ النوعيِّ أنَّ الموجوداتِ متشابهةٌ بالنسبة لسرطانِ القولونِ وسرطانِ المستقيمِ كلٌّ على حدة.

ووجد الباحثون بأنَّ المراهقين الذين لديهم سرعةُ تثفّلٍ مرتفعةٌ (أكثر أو تساوي 15 مم/ساعة) هم معرضون أكثرَ لخطر الإصابةِ بالسرطان القولونيِّ المستقيمي، نسبةً لأقرانِهم الذين سرعةُ التثفّلِ لديهم طبيعيةٌ (أقل من 10 مم/ساعة).

هنا أيضاً وُجد أن زيادةَ سرعةِ التثفلِ تزيد من خطورة الإصابةِ بسرطان القولونِ والمستقيم.

أراد الباحثون من هذه الدراسةِ توجيهَ العلاقةِ القويَّةِ الملاحَظةِ ما بين البدانةِ عند المراهقين وبين سرطانِ القولونِ والمستقيم في المرحلة المبكرة إلى المتوسطة من الحياة، خصوصاً مع انتشار البدانةِ عند المراهقين، بهدف إلقاءِ الضوءِ على ازدياد الإصابةِ بالسرطان القولونيِّ المستقيمي بين البالغين في الولايات المتحدةِ الأمريكية.

ونظراً لأنَّ العلاقةَ بين (BMI) وبين خطورةِ الإصابةِ بسرطان (CRC) كانت مستقلَّةً عن سرعة التثفلِ (ESR)، فقد اقترح الباحثون وجودَ عواملَ أخرى قد تكون متواسطةً مثل هرمون الأنسولين أو الليبتين أو الهرمونات الستيروئيدية.

كما يوجد احتمالٌ بأنَّ زيادةَ الـ(BMI) عند المراهقين قد يسبب الإصابةَ بالسرطان القولوني المستقيمي من خلال سبيلٍ التهابيٍّ لا يؤدي لزيادة سرعةِ التثفل.

مصدر المقال:

هنا

حقوق الصورة: arama.hurriyet.com.tr

الهوامش:

*لحساب الBMI يقسَّم الوزن بال كغ على مربَّع الطول بالمتر المربَّع.

**سرعة تثفل الكريات الحمر Erythrocyte Sedimentation Rate (ESR): وفي بعض المراجع تكتب "سرعة تسفّل أو ترسيب الكريات الحمر"، هو اختبار غير نوعي (ليس مخصصاً لتشخيص مرض محدد)، يستخدم للكشف عن الأمراض المرتبطة بحالات العدوى infection الحادة والمزمنة، والالتهابات inflammation والأورام الخبيثة المتقدمة وكذلك نخر أو تموّت necrosis الأنسجة. (1)

من حيث المبدأ تترسب الكريات الحمر لدمٍ ممزوجٍ بمضادِّ تخثرٍ في قعر أنبوبٍ مدرّجٍ تاركةً فوقها طبقةً من المصوّرة (بلازما الدم). ويدلّ ارتفاعُ عمودِ المصوّرة بعد ساعة واحدةٍ على سرعة تثفلِ الكرياتِ، الأمر الذي يتعلق بعدد الكرياتِ والتركيبِ البروتينيِّ للمصوّرة. (2)

ويعبّر عنها بعدد الميلمترات التي تقطعها هذه الكريات في الساعة. وتتراوح سرعة التثفل عند الرجل السليم بين 3 و6 مم وعند الإناث من 8 إلى 10 مم في الساعة الأولى. (3)

مصادر الهوامش:

(1) MOSBY'S Manual of Diagnostic and Laboratory Tests- Fifth Edition

(2) د.جرجس ديب، تطبيقات عملية في الفيزيولوجيا الحيوانية (وظائف التغذية)، منشورات جامعة دمشق- كلية العلوم، 2004.

(3) د. جرجس ديب، الفيزيولوجيا الحيوانية (وظائف التغذية)، منشورات جامعة دمشق، الباب الرابع (الأوساط السائلة- الدم)، 2000.