الكيمياء والصيدلة > صيدلة

هل تُساهم الماريجوانا في علاج سرطان الدماغ ؟

على الرغم من شهرته كنبات مُخدر، إلا أن المواد المُستخلصة من نبات الماريجوانا قد تفيد في علاج عدة أمراض أهمها الزرَق (الجلوكوما) وفقدان الشهية والصَرَع والتصلب المُتعدد، ومؤخراً وُجِدَ لها فعالية ضد سرطان الدماغ. المكون الفعال في نبات الماريجوانا هو الكنابينويد (Cannabinoids)، حيث يوجد 85 نوع منه.

نجح الباحثون في جامعة لندن في تقليص حجم سرطان الدماغ وتحديداً الورم الأرومي الدِّبْقي Glioblastoma في التجارب المخبرية بإستخدام مزيج من نوعين من الكنابينويد هما رباعي هيدروكنابينول Tetrahydrocannabinol (THC) والكنابيديولCannabidiol (CBD). يقول الدكتور واي ليو - المُشرف العام على البحث – " نظراً لإختلاف مسارات التاثير الخاصة بكل كنابينويد، فإن الجمع بين هاتين المادتين هو ما يُعطى هذا التاثير المميَّز. حيث يعمل الـ THC عن طريق الإرتباط بمستقبلات الخلية بينما لا يحتاج الـ CBD إلى الإرتباط بالمستقبلات، فيقومان معاً بتمييِز الخلايا السرطانية مما يجعلها أكثر إستجابةً للعلاج الأشعاعي."

أثبتت التجارب المخبرية التي أجراها الدكتور ليو وفريقه أن مُعالجة الخلايا السرطانية بالمزيج قبل التعرض للإشعاع يزيد حساسية تلك الخلايا للإشعاع. هذه الزيادة في الحساسية تتداخل مع قدرة الخلايا على إصلاح الـ DNA المُتضررمن الأشعاع مما يُسبب موت الخلية المُبرمج والتدمير الذاتي لخلايا السرطان.

فعند إجراء التجربة على نموذج مُشابه للورم الأرومي الدِّبْقي، لوحظ تقلص ملحوظ في حجم الورم، كما لوحظ أن استعمال مزيج مادتي THC و CBD معاً كان أكثر فاعلية من إحدهما فقط. حيث يدفع هذا المزيج الخلايا المُسؤولة عن أنتشار الورم Glioma initiating cells لتبدأ عملية تدمير ذاتي.THC هو المُركب الرئيسي المُسوؤل عن الهلوسة الناتجة من تعاطي الماريجوانا. لكن لحُسن الحظ فإن الكمية المستعملة في المزيج صغيرة للغاية وبالتالي لا تُسبب اي أعراض جانبية او هلوسة . يقول الدكتور ليو "النتائج مُبشرة للغاية ، حيث يمكننا الآن تحقيق نجاح أكبر في علاج سرطان الدماغ وإنقاذ حياة العديد من المرضى."

من الجدير بالذكر أن الورم الأرومي الدِّبْقي يعد أخطرَ أنواع الأورام الدماغية وأكثرها انتشاراً، حيث يتم تشخيص أكثر من 12،000 حالة في الولايات المتحدة سنوياً ، ويعيش معظم المرضى لمدة 14 شهراً على الأكثر بعد التشخيص. وهو من الأورام صعبة العلاج كونه يُصيب أنسجة الدماغ وهو ما يُعقد عملية الاستئصال الجراحي ويُسهل حدوث إنتكاسة للورم أو حتى إنتشاره لأجزاء أخرى من الجسم، هذا بالاضافة لكون نسيج الدماغ محمي بالحاجز الدموي الدماغي (Blood-Brain barrier) الذي يمنع أغلب المواد العلاجية من النفاذ إلى النسيج. مما يُمثل مشكلة في إستخدام الأدوية لعلاج سرطان الدماغ.

من هنا تأتي ميزة إستخدام المُركبات المُشتقة من الماريجوانا ( الكنابينويد تحديداً ) فى علاج سرطان الدماغ، حيث تستطيع عبور الحاجز الدموي الدماغي بسهولة مما يزيد من تاثيرها. كذلك فإن الكانبينويد يُحاكي تاثيرالايندوكنابينود (endocannabinoids) وهي مواد ينتجها الجسم مُشابهة للكانبينود، وتفيد في مقاومة السرطان.

يأمل العلماء أن يُقدم مزيج الـ HTC وCBD طريقة مُميزة لعلاج سرطان الدماغ، إذ يتوقع أن يعطي نتائج سريرية مماثلة للتجارب المخبرية. من المتوقع أن يبدأ الباحثون بالتجارب السريرية في الخريف المقبل، حيث ستشمل الدراسة حوالي 30 إلى 40 مريض بسرطان الدماغ في عدد من مشافي إسبانيا، وسيستخدم خليط الكنابينويد هذا مع أدوية السرطان الأخرى خلال فترة التجربة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا