الاقتصاد والعلوم الإدارية > العلوم المالية

PayPal Inc حلّ لمشاكل المدفوعات

للاستماع للمقال:

تعتمد شركة PayPal على البنية التحتية المالية الموجودة في حسابات البنوك وبطاقات الائتمان، لتخلق بذلك حلاً عالمياً لمشكلة الديون، وتعتبر منتجات هذه الشركة مناسبة بشكل مثالي للأعمال الصغيرة، التجار عبر الانترنت و غيرهم من الأفراد.

تتبع هذه الشركة لشركة المزادات عبر الانترنت eBay، Inc. وتقوم بتأمين وسائل تبادل الأموال للمستخدمين عبر الانترنت وذلك عن طريق إنشاء حساب PayPal.

قامت الشركة بالتعامل مع ما يقارب 3.1 مليار دولار من المدفوعات في 2001، كما بلغ متوسط حجم التداول اليومي حوالي 89000 من الديون مقدرة ب 9.6 مليون دولار، وشملت قاعدة بيانات مستخدميها في ذلك العام 10.2 مليون حساب شخصي للأعمال في 39 دولة.

تمّ تأسيس الشركة من قبل Max Levchin ماكس ليفتشين وPeter Thiel بيتر ثييل، التقى الاثنان عام 1998 بعد أن تواصل ليفتشين مع ثييل من أجل الدعم المالي لشركة ستطور نظام نقل الأموال باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي مثل الهواتف المحمولة، وبمبلغ من قبل شركة نوكيا وقدره 3 مليون دولار تم افتتاح شركة Field Link فيلد لينك، ولكن لسوء الحظ فإن ما بدا أنه فكرة جيدة نظرياً لم يُثر أي رد من قبل المستهلكين، لذلك قام الشريكان بإعادة تنظيم وتمت إعادة تسمية الشركة ب Confinity كونفينيتي. وفي تشرين الأول عام 1999 بدأت الشركة ب 6 موظفين وكمبيوترين، وتمّ إطلاق PayPal وهي خدمة يمكن أن يتمّ إرسال المال من خلالها الكترونياً عن طريق أجهزة محمولة، ولكن للأسف فإن الحماس الذي تلقته لم يختلف عن سابقتها.

اعتمدت باي بال على مؤسسات قائمة ومقبولة عالمياً، وكان الدولار هو وسيلة التبادل عن طريق البريد الالكتروني بالإضافة للشيكات المصرفية.

بعد وقت قصير ارتبط مصير PayPal ب eBay بعد أن تمّ اكتشافها من قبل هواة المزادات الالكترونية، ففي آذار عام 2000 تمت حيازة شركة Confinity من قبل شركة X.com اكس دوت كوم. وهي شركة مشاركة في مشاريع الخدمات المصرفية عبر الانترنت ورئيسها " Elon Muskإيلون مَسك" الذي أخذت الشركة المسيطرة بقيادته اسم شركة باي بال وبدأت بخطط تسويقية، وفي غضون 8 أشهر زادت حسابات الشركة إلى 2.7 مليون حيث ساعدت الصفقات التي تقوم بها بشكل كبير في دعم النمو.

في حزيران 2000 قدّمت باي بال نوعاً جديداً من حسابات الشركات المعدّة لحسابات الأفراد الكبيرة والحسابات التجارية، وكان مطلوب من العملاء دفع رسم بمقدار 30 سنتات بالإضافة ل 2.9% لكل صفقة.

هذه الحسابات التجارية يمكن أن تقبل عدداً غير محدّد من مدفوعات بطاقة الائتمان من خلال eBay كل شهر، في حين أن حسابات المستهلك كانت محدودة ب 500$ في بطاقة الائتمان كل 6 أشهر.

بحلول تشرين الأول، نمت الشركة إلى 500 موظف كانوا يقومون بمعالجة أكثر من 120000 صفقة تعادل قيمتها 6000000$ كل يوم، وفي خريف 2001 قدمت باي بال ضمان المستهلك الأول الذي يقضي بأن المستهلكين الذين لم يحصلوا على السلع التي يتم شراؤها من بائعي باي بال المثبتين يتمّ تعويضها بالكامل من قبل الشركة.

استمر نمو شركة باي بال القوي في عام 2001 وأسست وجوداً قوياً على الإنترنت بين مستخدمي مواقع البالغين والقمار، وبحلول صيف 2001 زادت حسابات عملائها إلى أكثر من 9 مليون. وبوجود أكثر من 500000 حساب خارج الولايات المتحدة الأمريكية، رسخت الشركة مكانتها في السوق العالمية، وكان من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 10 مليار دولار بحلول عام 2005. وانعكس الوعد الكبير هذا في قائمة المستثمرين بما في ذلك Bankinter بانكينتر الإسباني، eBank أي بانك الياباني ومجموعة ING أي ان جي وغيرها الذين وضعوا في ربيع عام 2001، 90 مليون دولار جديدة في الشركة مما أدى لتوسع خارجي.

حاولت شركات أخرى منافسة باي بال ومن بينها Western Union ويسترن يونيون و CitiBank سيتي بانك مشتركة مع عمالقة AOL أي او ال، كما حاولت eBay أيضاً كسر سيطرة باي بال على سوق المزاد بواسطة بل بوينت دوت كوم BillPoint Inc.، ولكن الشركة بدت متماسكة بشكل كبير أمام منافسيها واستمرت بالسيطرة على 60%من أسهم سوق الدفع الالكتروني. وعندما أعلنت في 28 أيلول أنها ستقوم بأول عملية طرح للأسهم العامة .IPOوهذا ما أذهل مجتمع الاستثمار لأن الحركة كانت غير متوقعة لأسباب عديدة.

كان من المقرر أن يجري الاكتتاب العام الأول في آخر كانون الثاني 2002 ولكن الأحداث أدت إلى التأجيل، فبدايةً قاضت شركة Certco Inc. كيرتكو شركة باي بال لانتهاك براءات الاختراع، وكان هناك حدث أكثر تهديداً وهو أن منظمي البنوك في 13 ولاية من بينها لويزيانا وكاليفورنيا ونيويورك اتهمت الشركة بالتصرف بشكل غير قانوني كبنك في قبول الودائع لغرض دفع الفواتير، وأرغمت على تعليق الخدمة في لويزيانا بانتظار إيجاد حل للمشكلة بالإضافة إلى أن حالتها كان مشكوك بها في أسواق نيويورك وكاليفورنيا.

نفت باي بال اتهامها بأنها بنك حيث أنها لم تكن تقدم القروض ووصفت نفسها ب "مرسل أموال" مثلها مثل ويسترن يونيون.

على الرغم من الصعوبات القانونية والتجارب الصعبة التي واجهتها الشركة فإن اليوم الأول من التداول كان ناجحاً جداً بسعر افتتاحي 13$ ارتفع إلى 21.61$ للسهم الواحد.

ظهرت مشاكل أخرى بعد طرح الأسهم حيث تم رفع دعوى على الشركة اتُّهمت فيها بأنها تقوم بتقييد وصول المستهلكين بشكل غير قانوني للحسابات. لدى باي بال تاريخ في مشاكل خدمة العملاء والتي نشأت بشكل كبير من المشكلة الأساسية الكامنة في نموذج عمل الشركة والتي التزمت بوجود خدمة سريعة وغير معقدة الاستخدام، ولكن مهما يكن ولأن الشركة سمحت بعمليات نقل أموال مجهولة فقد وقعت فريسة احتيال عندما استخدم مجرمون روس حسابات باي بال وبطاقات ائتمان مسروقة لسرقة آلاف الدولارات وكانت الشركة هي المسؤول الأساسي عن السرقة لا شركة بطاقات الائتمان. ونتيجة لذلك قدمت باي بال نظاماً أمنياً أطلقت عليه اسم " Igor أي غور" تكريماً للصوص الروس غير المعروفين والذي خفض الاحتيال إلى 0.85% مقارنة بمتوسط الانترنت ب 2.64%.

استمرت الشركة بالصراع مع مشاكل خدمة المستهلك في أواخر صيف 2002، وانتشرت شائعات في ذلك الوقت أنها ستُباع لأحد البنوك أو لشركة بطاقات ائتمان أو ل eBay، وفي تموز تحققت الشائعات وأعلنت باي بال أنها وافقت على أن تتم السيطرة عليها من قبل إي باي مقابل 1.5مليار دولار مع بقائها كياناً مستقلاً، ولكن لم يكن الجميع مسرورين بتلك السيطرة فتمّ تقديم على الأقل أربع دعاوى قضائية في ديلاوير وكاليفورنيا، وذلك لأن بعض حملة الأسهم شعروا أن الشركة لم تكن مدعومة بشكل كافٍ من قبل الشركة المسيطرة حيث أن سعر السهم 19$ كان يعتبر منخفضاً، بالإضافة لعيوب أخرى حيث تم إلغاء خدمات بي بال للعب القمار على الانترنت من قبل إي باي عن طريق قرار صادر عن المدعي العام في نيويورك مع العلم أن عائدات القمار كانت تعادل 117 مليون دولار من عائدات الشركة ال 1.46 مليار دولار أي ما يقارب 7%. وفي نهاية آب 2002 قرر منظمون في وزارة العدل أنه لا توجد عوامل لمكافحة الاحتكار من شأنها أن تفكّ الاندماج مع إي باي وفي الوقت نفسه وصلت إي باي إلى اتفاق رسمي مع المدعي العام لدفع غرامة 20000$ للسماح لخدماتها أن تستخدم في لعب القمار على الانترنت ومنع المستخدمين من دفع ديون القمار في المستقبل عن طريق باي بال.

في تشرين الأول عام 2002 أصبحت الخدمة متاحة باليورو والجنيه.

بحلول أيار 2004 أطلقت بي بال أول واجهات برمجة التطبيقات سامحة للمطورين والتجار بخلق تطبيقات وخدمات دفع أكثر تقدماً على الانترنت، وفي كانون الأول من نفس العام وبعد إضافة بي بال كخيار دفع إلى إي باي في المملكة المتحدة زادت أرقام إيرادات بي بال بما يقارب 300% وأغلقت حسابات العام عند 1.4 مليار دولار عالمياً.

بتاريخ نيسان 2005 تمّ افتتاح مكاتب في أستراليا، وفي الشهر العاشر من نفس العام سيطرت باي بال على بوابة VeriSign فيرساين للدفع وقامت بدمجها مع منصتها للخدمات التجارية، وفي السنة التالية انطلقت خدمة جديدة تسمح للمستخدمين بإرسال رسائل نصية لدفع الأموال عبر هواتفهم المحمولة في أي وقت وأي مكان، وفي تشرين الأول توسعت الشركة ل 103 أسواق وأضافت 10 عملات جديدة.

منحت باي بال رخصة لمزاولة الأعمال المصرفية للاتحاد الأوروبي من قبل لجنة مراقبة القطاع المالي (CSSF) في لوكسمبورغ والتي تسمح لبي بال باستكمال التوسع في أوروبا عن طريق تقديم خدماتها لتجار أكثر.

في كانون الأول 2008 احتفلت الشركة بعيدها العاشر وأصبحت في السنة التالية متوفرة ب 24 عملة ومن ثم افتتحت منصة الدفع الالكتروني العالمية باي بال اكس PayPal X، وبدأت في شباط 2010 بالتعامل مع شركة Facebook فيسبوك وفي آذار من نفس العام كشفت عن تطبيق جديد على أجهزة iPhone أي فون لإرسال الأموال والذي كان قد تمّ تحميله في نيسان مليون مرة، وفي آب تمّ إطلاق تطبيق جديد لأجهزة Android أندرويد.

في أيار 2012 أعلنت بي بال عن خدمة PayPal Here باي بال هير وهي أسهل طريقة لقبول أي شكل من أشكال الدفع على الهاتف المحمول ومن ضمنها بطاقات الائتمان.

وما زالت الشركة تواصل نجاحها إلى اليوم.

المصادر:

هنا

هنا