البيولوجيا والتطوّر > منوعات بيولوجية

قصة سرطان الساموراي

سنروي اليوم قصتين جميلتين من بلاد اليابان... لكن بعد انتهائنا منهما، سيكون عليكم أن تقرِّروا أيهما الأقرب للمنطق وأيهما ستصدقون...

القصة الأولى:

المكان: الشواطئ الجنوبية لبحر اليابان.

الزمان: نيسان/أبريل عام 1185 م، نهاية حكم إمبراطورية "هايكي".

الحدث: انهزام سفن جيش "هايكي" بقيادة إمبراطور اليابان أمام سفن جيش "جينجي" ونِهايَة الحكمِ الإمبراطوري في معركة "دان-نو-أورا" الدامية.

كانت المعركة عنيفة جداً، وانتهت بهزيمة جيش الإمبراطور الطفل. لكن لم يتحمَّل الجيش المهزوم هذا العار، وكعادة مقاتلي "الساموراي"، قرَّر من تبقى من المقاتلين، على قيد الحياة، إنهاء حياتهم غرقاً كي لا يُسلِّموا أنفسهم أسرى لجيش العدو، وهكذا قام "الساموراي" المهزومون بإغراق أنفسهم على شواطئ بحر اليابان.

بعد سنوات من المعركة، بدأ الأهالي يلاحظون برعبٍ أنَّ وجوه محاربي "الساموراي" أخذت ترتسم بوضوحٍ مريبٍ على القشرة الظهرية لسرطان "الهايكاجي Heikea japonica" (وهو سرطان ياباني يسكن تلك الشواطئ).

تقول الأسطورة: إنَّ أرواح محاربي "الساموراي" القلقة قد تقمَّصت في تلك السرطانات، وأخذت تلك الأرواح الهائمة تقضي الليالي وهي تسعى في قعر البحر بحثاً عن مجدِ إمبراطوريتها الضائعة، تَنشدُ الرَّاحة لأرواح المحاربين الشجعان الذين قضوا دفاعاً عن إمبراطورهم.

حتى الآن، من يزور الشاطئ الذي دارت قبالته معركة "دان- نو-أورا" قد يجد سرطاناً يحمل وجه "الساموراي" الغاضب كتقمُّصٍ أخيرٍ لهذه الأرواح.

انتهت القصة الأولى، والآن سنقصُّ عليكم القصة الثانية...

المكان: الشواطئ الجنوبية لبحر اليابان.

الزمان: بعد انتهاء معركة "دان-نو-اورا"

كان لنهاية هذه المعركة تأثيرٌ نفسيٌّ وثقافيٌّ كبيرٌ على الشعب الياباني، حتى أنَّ الصيادين، على ضفاف البحر الياباني، حين كانوا يشاهدون سرطان بحر من نوع "الهايكاجي"، فإنهم يتخيَّلون فوراً أنَّ النقوش على ظهره تمثِّل وجه أحدَ محاربي "الساموراي" الغارقين في البحر، فكان الصيَّادون حينها يقومون بإعادة ذلك السرطان إلى البحر واصطياد غيره على سبيل الاحترام لأولئك المحاربين.

نتَج عن هذا عملية انتقاءٍ اصطناعيٍّ لسرطانات البحر، حيث أنه كلما تشابهت النقوش على ظهر السرطان مع صورة وجه "الساموراي" الغاضب، كان حظُّ ذلك السرطان أكبر للعودة إلى البحر ومن ثمَّ البقاء والتكاثر (أي أن يقوم بنقل مورثات تلك النقوش لأبنائه)، أما السرطانات الأخرى، التي كانت النقوش على ظهرها عشوائية ولا تمثل صورة وجه واضح، فكان مصيرها البيع في سوق السمك، ومن ثم التحول إلى وجبةٍ شهيةٍ على موائد اليابانيين.

على مدى أجيال، اكتسبت غالبيَّة السرطانات في تلك المنطقة صورة وجه "الساموراي" على ظهرها مما دعا إلى تسميتها بسرطانات "الساموراي.

انتهت القصتان.

المصادر:

هنا

هنا