الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

سلسلة الفيتامينات: فيتامين B1 (التيامين) - ماذا يحدث في حال نقصه أو زيادته المفرطة؟

بعد أن تكلمنا في مقالنا السابق عن أهمية هذا الفيتامين ومصادره الغذائية (هنا)، سنتحدث في مقالنا اليوم عن الحالات المرضية الناجمة عن نقصه وكذلك الحالات الناجمة عن الكميات المفرطة منه والحاجة اليومية منه.

عوز الثيامين:

يعود عوز الفيتامين إلى عدم تناول كمياتٍ كافيةٍ من الثيامين في النظام الغذائي، أو لانخفاض امتصاصيته في الجسم أو ارتفاع معدلات إطراحه من الجسم أكثر من الوضع الطبيعي، وقد يعود ذلك لاستخدام بعض الأدوية، وتعتبر الفئات التالية أكثر عرضةً لخطر عوز الثيامين من غيرها هي:

• الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول

• كبار السن

• الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة المكتسب / الإيدز

• الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري

• الناس الذين خضعوا لجراحة لعلاج البدانة

قد يسبب نقص الثيامين في مراحله المبكرة فقدان الوزن وفقدان الشهية، والارتباك، وفقدان الذاكرة على المدى القصير، وأعراضٍ نفسيةٍ أخرى بالإضافة إلى ضعف العضلات، وأعراضٍ صحيةٍ في القلب والأوعية الدموية (مثل تضخم القلب).

أما العارض الأكثر شيوعاً لنقص الثيامين هو مرض البري بري Beriberi، الذي يتجلى بظهور أعراض الاعتلال العصبي المحيطي، ويعاني المصابون بهذا المرض من ضعفٍ في الوظائف اللاإرادية الحسية والحركية، وفي حالاتٍ نادرةٍ، يسبب البري بري قصور القلب الاحتقاني الذي يؤدي إلى وذمة في الأطراف السفلية، وأحياناً، الموت. وعلى الرغم من أن مرض البري بري أمرٌ نادر الحدوث إلا أن الحقن بالثيامين يشفي من هذا المرض بسرعة.

وتعتبر متلازمة فيرنيككورساكوف Wernicke-Korsakoff syndrome التي تم شرحها في المقال السابق، أكثر مظاهر عوز الفيتامين B1.

أما تأثير نقص الثيامين المزمن فقد يرتبط مع فقدان الذاكرة القريبة، والارتباك، والخلط بين الذكريات الحقيقية والوهمية. في هذه الحالة المزمنة من الاضطراب فإن العلاج بالحقن قد لا يؤدي إلى شفاء حوالي ربع المرضى.

وتوصي منظمة الصحة العالمية The World Health Organization بجرعاتٍ فمويةٍ من 10 ملغ الثيامين يومياً ولمدة أسبوع، تليها 3-5 ملغ / يوميا لمدة 6 أسابيع على الأقل، لعلاج نقص الثيامين الخفيف. بينما العلاج الموصى به للنقص الشديد يتكون من 25-30 ملغ حقن وريديةللرضع و50-100 ملغ عند البالغين، ثم 10 ملغ يومياً تعطى حقناً في العضل لمدة أسبوعٍ تقريباً، تليها 3-5 ملغ / يوم الثيامين عن طريق الفم لمدة 6 أسابيع على الأقل.

فرط الثيامين

يطرح الجسم الكميات الزائدة من الثيامين خارجاً مع البول. وحتى الآن لا يوجد تقارير عن آثارٍ سلبيةٍ ناجمةٍ عن تناول جرعاتٍ عاليةٍ من الثيامين (50 ملغ / يوم أو أكثر) من الغذاء أو المكملات الغذائية، وقد يعود الانخفاض في سمية الثيامين إذا كان المدخول أعلى من 5ملغ إلى انخفاض امتصاص الثيامين. ومع ذلك تنصح المنظمات الخاصة بالأغذية بعدم الإفراط في تناول الثيامين بسبب عدم وجود أدلةٍ كافيةٍ حول الآثار السلبية المحتملة لهذه الجرعات الكبيرة.

حاجة الجسم اليومية

يلخص الجدول التالي حاجة الجسم اليومية من الثيامينحسب العمر والحالة الفيزيولوجية:

المصدر: هنا