العمارة والتشييد > معارض معمارية

الإمارات أوّل دولة شرق أوسطيّة تستضيف معرض EXPO لعام 2020

لطالما كان معرض EXPO فعّالية عالمية تتطلب بنى تحتية ضخمة تتولى الدولة المضيفة إنشاءها، وذلك لاستيعاب العدد الكبير من الزوار الذين يقصدون المعرض من شتّى أنحاء العالم خلال فترة قصيرة نسبياً تبلغ 6 أشهر. ومن المعروف أنه قد عُهد إلى إمارة دبي إحدى الإمارات العربية المتحدة تنظيم هذا المعرض لعام 2020 متفوقةً بذلك على منافسيها تركيا والبرازيل وروسيا، فدخلت دبي التاريخ باعتبارها أول مدينة شرق أوسطية تستضيف الحدث الذي يناهز تاريخ إقامته الـ 160 سنة. أما عدد الزوار المتوقع حضورهم لـ EXPO دبي فيقدر بحدود 25 مليون زائر، 70% منهم من دول أجنبية.

تعالوا معنا لنتعرف على التحضيرات التي تقوم بها إمارة دبي لاستضافة هذا المعرض العالمي.

تتولى شركة HOK للتصميم الدور القيادي في وضع المخطط التنظيمي لـ Expo دبي، آخذةً على عاتقها هدف تجسيد شعار الحدث ضمن المخطط العام: "تواصل العقول وصنع المستقبل". هذا الشعار يهدف إلى تعزيز التعاون، وإطلاق شرارة الأفكار، وحشد الجهود متعددة الأطراف تجاه غدٍ أكثر يسراً وعدالةً واستدامةً.

يمتد المعرض على مساحة 438 هكتار، ويشمل منطقة مسيّجة للمعارض ذات بوابات خاصة على مساحة 150 هكتاراَ، ومنطقة محيطة بها للخدمات السكنية واللوجستية والفنادق، بحيث تقدر سعة الموقع بـ 300 ألف شخص، وعدد الزوار المتوقع خلال الأيام العادية بـ 153 ألف شخص.

سعى جوهر المخطط الرئيسي إلى تسهيل الحوار العالمي على أرض الواقع خلال معرض EXPO، ليجسد المعنى الحقيقي لـ "تواصل العقول وصنع المستقبل"، ولضمان الدمج السلس بين المفاهيم الفرعية الثلاثة التي يقوم عليها المعرض ويروج لها: الاستدامة والتنقل والفرص، سيتم إنشاء ثلاث أجنحة يحمل كلٌ منها اسم أحد المفاهيم الثلاثة، كما ستُشَكّل وفق هذه المنصات ثلاثة محاور تلتقي بساحة رئيسية تسمى الوصل -الاسم السابق لإمارة دبي- فيَستمدُ التصميم بذلك إلهامه من الواقع الحضري المحلي والعمارة والبيئة الطبيعية المحلية.

أما على صعيد المواصلات: هنالك ثلاثة مطارات دولية ستعمل على خدمة جمهور الـ EXPO وهي: مطار دبي الدولي، ومطار دبي world central، ومطار أبو ظبي الدولي (حيث أن الطريق الرئيسي الذي يصل دبي بأبو ظبي يمر مباشرةً بموقع المشروع)، وبهذا يُتوقعُ أن تصبح مطارات دبي المطارات الأكبر والأكثر نشاطاً في العالم بحلول عام 2020.

أما ميناء جبل علي، وهو ثالث أكبر مشغّل لمحطات حاويات النقل في العالم، فيقع على بعد عشر دقائق من موقع معرض EXPO 2020، مما سيسهّل عملية نقل البضائع ومواد البناء من وإلى المعرض.

كما سيجري تمديد الخط الأحمر في مترو دبي، ليصل إلى محطة مخصّصة لموقع المعرض، وتُقَدِرُ التوقعات أن عدد الزوار المُقدّر حضروهم بواسطة المترو يقارب الـ 75 ألف شخص يومياً.

سيحظى جناح الإمارات الرائد بموقع بارز، بالإضافة إلى جناح الاستقبال، و"جناح الابتكار" قرب المدخل الشمالي، وستحيط كلها بساحة البلازا المركزية، كما ستقام ثلاثة أسواق: سوقٌ في قلب كل منطقة من مناطق المفاهيم الفرعية الثلاثة، التي تضم الأجنحة الصغيرة، على أن تحيط بها على حدودها الخارجية أجنحة الدول الأكبر، بالإضافة إلى ذلك، فكل منطقة من مناطق المفاهيم الثلاثة ستتضمن مساحة ترفيهية، وجناحاً مركزي للتعبير عن الفكرة الذي يحملها كل محور.

هذه الطريقة ستتيح أقصى حضورٍ وأنسب موقعٍ لكل الأجنحة المشاركة، فاستطاع مكتب HOKمن خلال هذا التصميم تحقيقَ سابقةٍ للمرة الأولى في تاريخ الـ EXPO، ألا وهي تطبيق سياسة الجناح المنفرد لكل بلد مشارك.

ويبقى أكثر ما سيميز الموقع هو المظلة الضخمة التي ستغطي محاور المشاة والتي ستؤمن في الوقت ذاته نصف حاجة الموقع للكهرباء وذلك من خلال نسيج من الخلايا الكهروضوئية التي ستُعلق عليها، وستتحول المظلة عند حلول الظلام إلى شاشة للعروض الضوئية المبهرة.

ولحرص المعرض على عكس جميع الأفكار والمبادئ المهمة في العمارة الحديثة ستُصنّع 30 % من مواد البناء المستخدمة في معرض EXPO 2020 دبي من مواد أُعيد تدويرها، وبعد انتهائه في عام 2021 سيتم تحويله لمتحف وطني للاحتفاء بالإنجاز الكبير الذي حققته دبي عالمياً في معرض EXPO من جهة، وليبقى منصة للتواصل الدائم، وللبحث والابتكار، ولتعزيز التنمية الاجتماعية على المدى الطويل من جهة أخرى.

نهايةً، على الرغم من ضخامة البنى التحتية لمعرض EXPO وتكاليفها الباهظة، إلا أن عائدات المعرض كبيرة على البلد المضيف، فهل تعتقدون أننا سنكون قادرين على استضافة معرض بهذا الحجم في سوريا، يوماً ما؟

المصدر:

هنا

هنا

هنا