الهندسة والآليات > التكنولوجيا

سلسلة تكنولوجيا في الرياضة الجزء الثاني: عين الصقر

في العام 2007 عندما كان الجميع ينتظر نهائي بطولة ويمبلدون بين رافايل نادال وروجر فيدرير، فاجئ المنظمون الجميع بتقديمهم تقنية جديدة دعيت "عين الصقر" وهي عبارة عن نظام مؤتمت لمراقبة خطوط الملعب تساهم في اتخاذ القرار الصعب الخاص بتموضع الكرة داخل أو خارج الخطوط و بدقة تصل إلى 3.6 ميليمتر. و بالفعل مع استمرار اللقاء كان لها دور مفصلي في فوز نادال بنقطة كان لها تأثير كبير على مسار اللعبة.

لم تكن تلك المرة الأولى التي طبقت فيها هذه التقنية المهمة حيث احتاجتها العديد من الرياضات بداية مع الكريكيت و التنس لتدخل لاحقاً عالم كرة القدم بالمشاركة مع "تقنية خط المرمى".

تتألف تقنية "عين الصقر" من شبكة من كاميرات الفيديو عالية السرعة تقوم بتتبع مسار و مكان الكرة في أي لحظة. ويعود الفضل في هذه التقنية إلى البروفسور بول هوكينز الحاصل على درجة الدكتوراه في الذكاء الصنعي و الذي كان أحد لاعبي لعبة الكريكيت، الأمر الذي دفعه إلى التفكير بوجود حاجة ماسة لتحديد مكان الكرة بشكل أكثر دقة. بحسب تعبير البروفسور بول فهذه التقنية هي عبارة عن نظام معالجة صور يستخدم الصور القادمة من عدة كاميرات (خمسة أو ستة) موضوعة على أطراف الملعب من الأعلى، مما يسمح ببناء صورة ثلاثية الأبعاد لمكان تواجد الكرة. وبإضافة عامل الزمن يتشكل لدينا ما يمكن التعبير عنه بالتقنية رباعية الأبعاد، في مقاربة تشبه إلى حد كبير نظام تحديد المواقع العالمي GPS عند تحديد مكان سيارة على طريق ما، ولكن بدقة أعلى بكثير تصل لعدة ميليمترات. و يضيف البروفسور أنه بمجرد الحصول على مسار الكرة فإن النظام يستطيع استقراء مكان تواجدها في أي لحظة، سواء كانت داخل الخط أو خارجه. يتم حساب هذا المسار بتعقيد يصل إلى مليار معادلة للمسار الواحد ليتحول بعدها إلى رسم افتراضي باستخدام برنامج خاص كما في ألعاب الفيديو.

إن تقنية عين الصقر لم تكن الأولى من نوعها بل سبقتها عدة تقنيات في مجال الألعاب الرياضية كنظام "خط الأشعة تحت الحمراء" و تقنية "بندقية الرادار" منIBM المستوحاة من رادار السرعة

المستخدم من قبل الشرطة.

الوصول إلى كرة القدم:

بالانتقال إلى كرة القدم فإن المطالبة بوجود حل لمشكلة احتساب هدف من عدمه قد استمرت لعقود بداية من النهائي التاريخي لكأس العالم في عام 1966 (والذي أعطيت فيه انجلترا هدف غير صحيح على حساب ألمانيا) وصولاً إلى العام 2011 حيث تضاعفت الدعوات مطالبة الاتحاد الدولي بتطبيق هذه التقنية.

تحفظَ الاتحاد الدولي بدايةً مفضلاً الاعتماد على الجانب البشري في اللعبة والمحافظة على طبيعتها. إلا أن ازدياد الضغوط والضمانات التي قدمتها الشركة بدقة تصل إلى 100% أدت إلى سماح الفيفا بتجريب هذه التقنية بشكل يترافق مع تقنية أخرى دعيت "تقنية خط المرمى". تم تجريب هذه التقنية على مدى سنتين لتدخل الدوري الانكليزي بشكل رسمي في العام 2014، ومن ثم كأس العالم التي أقيمت في البرازيل في العام ذاته.

و كتعريف بالتقنية المرافقة "خط المرمى" فهي تتكون من دارة إلكترونية غير ناقلة موضوعة داخل الكرة بين طبقة الجلد الخارجية والكرة من الداخل. يتم تطبيق حقل كهرومغناطيسي على خط المرمى تقاس شدتهُ من خلال جهاز كمبيوتر موضوع في مكان أخر. عند اجتياز الكرة (الدارة الالكترونية) خط المرمى تزداد شدة الحقل بشكل ملحوظ، ليقوم الكمبيوتر بعدها بإرسال إشارة راديوية إلى ساعة الحكم لتنبهه إلى أن الكرة اجتازت خط المرمى. ونظراً لقلة تكاليف هذه التقنية مقارنة بتقنية "عين الصقر" فقد تم اعتمادها في البطولات الصغيرة.

وهكذا نرى أن عامل الخطأ في احتساب الهدف أصبح قريباً جداً من الصفر بعد التطور الكبير في العلم و التكنولوجيا. تُرى ماذا سيقدم لنا العلمُ في المستقبلِ القريب؟ شاركونا رأيكم .

المصادر:

[1] هنا

[2] هنا

[3] هنا