الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

الماء والسوائل ... ما تحتاج معرفته من الأهمية إلى الكمية

لماذا نحتاج إلى الماء؟

يتكون ثلثي جسم الإنسان تقريباً من ماء، لذلك من المهم أن نستهلك مايكفي منه كي نبقيه رطباً وصحياً. وفي حال عدم الحصول على السوائل بشكل كافٍ قد نشعر بالتعب، والصداع، وضعف النشاط. إن السوائل لا تعني فقط المياه التي نحصل عليها من الصنبور أو الزجاجة، فهي أيضاً المشروبات الأخرى التي تُعطينا الماء مثل الشاي، القهوة، الحليب، عصير الفواكه، والمشروبات الغازية. كما يمكن الحصول على الماء من الطعام الذي نتناوله، حيث يمكن أن يُوفر الطعام حوالي 20% من إجمالي كمية السوائل التي يحتاجها الجسم.

ماهي الكمية التي نحتاجها يومياً؟

إن الكمية التي نحتاجها من السوائل تعتمد على أشياءَ كثيرةٍ تتضمن الطقس، النشاط البدني والعمر، إلا أن التوصيات الأوروبيّة تقترح بـشرب 1.6 لتر من السوائل في اليوم للنساء (حوالي 8 أكواب ماء 200 مل) و2 لتر للرجال (حوالي 10 أكواب ماء 200 مل). يمكننا الحصول على الماء تقريباً من كل السوائل التي نشربها، بعيداً عن المشروبات الكحولية القوية مثل النبيذ والمشروبات الروحية.

هل يمكنك أن تشرب أكثر من اللازم؟

إن تناول كمياتٍ كبيرةٍ من السوائل لا يُعتبر مفيداً، وفي حالاتٍ نادرةٍ يُمكن أن يكون خطراً أيضاً. إذا كنت تتبول بشكلٍ متكرر ولون البول شاحب جداً، فأنت تشرب أكثر من اللازم.

هل يهم المشروب الذي نختاره؟

من المهم عند اختيار المشروب الذي نتناوله أن ننتبه إلى أنه على الرغم من كونه يُوفر لنا الماء وأحياناً بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية، إلا أنه قد يكون أيضاً مصدراً للسعرات الحرارية. كذلك يجب الانتباه إلى محتوى بعض المشروبات من السكر، حيث يمكن لهذه لمشروبات أن تكون مُضرة بالأسنان. ومن المهم أيضاً أن ندرك أن بعض المشروبات حمضية (مثل عصير الفاكهة والمشروبات الغازية)، مما يسبب تآكل الأسنان (تلف مينا الأسنان) إذا تكرر استهلاكها بكثرة.

• تُعتبر مياه الشرب الخيار الأفضل، فهي تُوفر السوائل بدون إضافة السعرات الحرارية أو التسبب بتلف الأسنان. كما أن العديد من المشروبات الأخرى تستطيع أن تمد الجسم بحاجته من الماء يمكنك الإطلاع عليها هنا.

• تحتوي المشروبات الكحولية أيضاً على الماء، إلا أن الكحول يزيد من كمية الماء الذي نفقده عن طريق البول، لذلك فإن المشروبات ذات المحتوى العالي من الكحول، مثل النبيذ والمشروبات الروحية، ليست الخَيار الأفضل للحفاظ على رطوبة الجسم. أما بالنسبة للبيرة وشراب التفاح فهي على الرغم من أنها تزيد من إدرار البول، إلا أنها تساهم في إمداد الجسم بالماء نظراً لانخفاض تركيز الكحول فيها

ماذا عن الغذاء؟

قد يكون من المفاجئ بأننا نحصل على مايقارب 20% من الماء عن طريق الطعام. تحتوي بعض الأطعمة على نسبةٍ عاليةٍ من الماء، خاصةً الفواكه والخضروات، والتي عادةً يكون تركيبها أكثر من 80% ماء. كذلك فإن الأطعمة التي تتطلب الكثير من الماء أثناء التحضير مثل الحساء واليخنات، تُعتبر مصدراً جيداً للماء أيضاً.

كيف يمكننا معرفة ما إذا كنا نحصل على كمياتٍ كافيةٍ من الماء؟

يمتلكُ الجسم آلياتٍ خاصة للتأكد من بقاء الجسم رطباً. إن الشعور بالعطش هي طريقة الجسم ليقول لنا بأننا نحتاج إلى أن نشرب أكثر. ومع ذلك، فإن أسهل طريقة لمعرفة فيما إذا كنا نستهلك مايكفي من الماء هي عن طريق لون البول، فإذا كان لون البول داكناً خلال النهار هذا يعني بأننا لا نستهلك ما يكفي من الماء، وإذا كان فاتحاً أو باهتاً فهذا يعني أننا نحصل على كميةٍ كافيةٍ. لذلك إذا كان اللون داكناً أو إذا كان التبول بشكلٍ غير مُنتظمٍ وبكمياتٍ قليلةٍ من البول، فنحن ربما نحتاج لشرب المزيد من السوائل. كما نحتاج إلى شرب الماء بكمياتٍ أكثر إذا كان الجو حاراً، او إذا كانت درجة حرارة الجسم مرتفعةً بسبب نشاطٍ رياضيّ أو بسبب المرض.

هل يحتاج بعض الأشخاص المزيد من الماء أكثر من غيرهم؟

تختلف الاحتياجات من شخصٍ إلى آخر، ولكن هناك مجموعاتٍ معينةٍ من الأشخاص تحتاج إلى شرب كمية أكبر من السوائل خلال اليوم.

• الأطفال يحتاجون إلى الكثير من السوائل، بغض النظر عن صغر حجم أجسامهم، لذا يجب تشجيعهم على شرب الماء بشكلٍ مُنتظم، خاصةً إذا كانوا نشيطين جداً.

• قد يعاني كبار السن من ضعف الشعور بالعطش، فإذا لزم الأمر، ينبغي مساعدتهم وتشجيعهم على الشرب بصورةٍ منتظمةٍ.

• النشاط البدني يزيد أيضاً من كمية السوائل التي نحتاج لاستهلاكها من أجل استبدال الماء الذي نفقده عن طريق التعرق. يُعتبر الماء المشروب الأفضل لتعويض السوائل بعد التمارين الرياضية المعتدلة التي يمارسها غالبية الأشخاص النشيطين، ولا يحتاج هؤلاء الأشخاص عادةً لاستهلاك مشروب رياضي للمحافظة على رطوبتهم (إماهتهم). بالمقابل يًنصح الأشخاص الذين يمارسون الرياضات التي تدوم لأكثر من 40 دقيقة بتناول المشروبات التي يُضاف لها قليلاً من السكر والصوديوم (الملح) مثل المشروبات الرياضية أو تلك التي تُعد في المنزل لتعويض الماء الذي يتم ضياعه من خلال التعرق.

المصدر: هنا